ما هو الاتجار بالبشر

يعد الاتجار بالبشر أحد المشاكل الاجتماعيّة الأشد خطورة على البشريّة، لأنها تشكل تهديداً هائلاً للحقوق الأساسيَّة للإنسان، كالحق في الحياة وحرية الاختيار، وحرية الحركة ...الخ.

تتجاهل ظاهرة الاتجار بالبشر أي حق من حقوق الإنسان، وتأتِ هذه الظاهرة نتيجة تزايد العولمة على مختلف المستويات، لتتحول مشكلة الاتجار بالبشر إلى مشكلة عالميّة، ومن خلال منصة أجراس سنتطرق إلى ذكر المزيد من التفاصيل عن هذه الظاهرة التي بدأت تتفشى بشكلٍ مخيف على سطح هذه الكرة الأرضية.

الأماكن التي تنتشر فيها ظاهرة الاتجار بالبشر

تتركز ظاهرة الاتجار بالبشر في مجموعة من الدول والأماكن، وهي كما يلي:

البلدان التي تمر بمراحل سياسية واقتصادية انتقاليَّة، والبلدان التي مزقتها الحروب (دول المنشأ)، إضافةً للبلدان المتقدمة اقتصاديَّاً، والتي تظهر غالباً كدول العبور والمقصد.

وعلى الرغم بأنَّ غالبية الدول حول العالم تدعي أنه يتم احترام الحريات وحقوق الإنسان، إلا أنَّ ظاهرة العبودية لم تختفِ بعد، حيث يتم إجبار الملايين من النساء والأطفال والرجال حول العالم على ممارسة الدعارة، والخدمة المنزلية، والتسول، والعمل في المزارع بالإكراه، ويتم الاتجار بالبشر ضمن حدود الدول (الاتجار الداخلي بالبشر)، أو عبر الحدود (الاتجار بالبشر عبر الحدود الوطنية)، وبالتالي فإنّ هذه المشكلة تطال كافة البلدان حول العالم.

تساهم العوامل الاجتماعية والاقتصادية على التأثير على الاتجار بالبشر، ولكن هذه التجارة تكون مدفوعة من قبل جماعات أو منظمات إجرامية منظمة، تمكنها من التواصل بسهولة من خلال (لغة الربح والمال)، بينما يتم التعامل مع البشر المتاجر بهم وكأنهم (أشياء ناطقة)!

أهداف الاتجار بالبشر

تحمل التجارة بالبشر مجموعة من الأهداف الاستغلالية الدميمة، الأمر الذي يجعلها ظاهرة إجرامية دولية منظمة، لها العديد من العواقب الوخيمة على أمن ورفاهية الضحايا من البشر، وخاصة تلك التجارة البشرية التي تهدف إلى الاستغلال الجنسي، كونه أحد الأنشطة التجارية عالي الربحية، ومنخفض المخاطر.

حيث تعد هذه التجارة شكلاً منتشراً من أشكال عبودية العصر الحديث، وغالباً ما تكون ضحايا هذه التجارة من النساء والفتيات، الأمر الذي يتسبب للضحايا بإصابات جسدية ونفسية بليغة لا يُمكن التعافي منها أبداً.

تعريف الاتجار بالبشر

تعرف التجارة بالبشر وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الانتقالية، وبموجب المادة الثالثة من بروتوكول منع وقمع ومعاقبة المتاجرين بالبشر، خاصةً تجارة النساء والأطفال على النحو التالي:

يُقصد بتجارة الأشخاص، أي تجنيد الأشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم عن طريق التهديد بالقوة أو استخدامها، أو غير ذلك من أشكال الإكراه، أو الاختطاف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو إساءة استخدام السلطة، أو موقف يتمثل بإعطاء أو تلقي المدفوعات أو مزايا للحصول على موافقة شخص على سيطرة على شخصٍ آخر بهدف الاستغلال.

ويشتمل هذا الاستغلال بالحد الأدنى على استغلال بغاء الآخرين، أو غير ذلك من أشكال الاستغلال الجنسي، أو الخدمة، أو العبودية، أو الممارسات الشبيهة بالرق والاستعباد، أو نزع الأعضاء والتجارة بها.

ومن الجدير بالذكر بأنه وفقاً للمادة الثالثة من الوثيقة، فإنَّ ضحية الاتجار بالبشر ضمن الاستغلال المقصود لن تكون ذات صلة، أي أنه لن يُقلل من مساءلة المجرمين الذين ارتكبوا جناية الاتجار بالبشر.