ما هو جهاز المناعة

جهاز المناعة، ما هو جهاز المناعة، ما هي مكونات جهاز المناعة، خلايا الدم البيضاء، انواع خلايا الدم البيضاء، كيف يعمل جهاز المناعة، الوسائل الدفاعية الاخرى للجسم

  • 487 مشاهدة
  • Jan 16,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سارة ابراهيم
  • ( تعليق)
ما هو جهاز المناعة

ما هو جهاز المناعة؟

 

الجهاز المناعي عبارة عن شبكة مكوَّنة من العديد من الأنسجة، والأعضاء، والخلايا المُنتشرة في مُختلف أنحاء الجسم، والتي تعمل على حمايته من شتَّى أنواع العوامل المُسبّبة للمرض؛ مثل الفيروسات والفطريَّات والبكتيريا والطفيليَّات، كذلك يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الخلايا التالفة.

فكيف يعمل الجهاز المناعي، وما هي أقسامه، هذا ما سنتحدَّث عنه بالتَّفصيل في هذا المقال.

 

ما هي مكونات جهاز المناعة ؟

 

يتكوَّن الجهاز المناعي من الأجزاء الرئيسيَّة التالية:

  • خلايا الدَّم البيضاء، أو الكُريات البيض.
  • الأجسام المضادَّة.
  • الطحال.
  • الجهاز اللمفاوي.
  • نخاع العظم، أو نقي العظم.
  • الغدَّة الصعترية.

 

خلايا الدَّم البيضاء

 

تُعتبر خلايا الدَّم البيضاء؛ الخلايا الرئيسيَّة في الجِّهاز المناعي، حيث تنتشر هذه الخلايا في مُختلف أنحاء الجسم، وتنتقل عبر الأوعية الدمويَّة في الجسم، (الشرايين والأوردة)، والأوعية اللمفاويَّة، بهدف البحث عن العوامل المسبِّبة للمرض، والتعامل معها.

ويتم تخزين خلايا الدَّم البيضاء في الأعضاء اللمفاويَّة، والتي تشمل:

  • الغدد الليمفاويَّة: وهي عبارة عن غُددٍ صغيرة تتواجد في مُختلف أنحاء الجسم، مثل حول العنق، ومنطقة الفخذ والإبط، وترتبط هذه الغدد بالأوعية اللمفاويَّة.
  • نخاع العظم: هو المادَّة التي توجد داخل العظم، حيث يتم تصنيع مُختلف خلايا الدَّم، بما فيها خلايا الدَّم الحمراء.
  • الطحال: يقع في الجُزء العلوي الأيسر من البطن، ويُساهم في تنقية الدَّم من الخلايا التالفة.
  • الغُدَّة الصعتريَّة، أو التيموس: وهي غدَّة صغيرة تتواجد في أسفل العنق بين الرِّئتين، وأيضاً لها دورٌ في تنقية الدَّم.

 

 أنواع خلايا الدم البيضاء

 

تُقسم خلايا الدَّم البيضاء إلى نوعين رئيسين هما:

البالعات أو الخلايا البالعة، والخلايا اللمفاويَّة.

  •  الخلايا البالعة Phagocytes: تقوم الخلايا البالعة بالإحاطة بالعوامل التي تُسبِّب المرض، ثمَّ تقوم بتحليل وتخريب هذه العوامل، وهذه العمليَّة تُسمَّى البلعمة، وهناك عدَّة أنواع من الخلايا البالعة، وهي:
  1. وحيدات النواة Monocytes: أكبر أنواع الخلايا البالعة
  2. الخلايا المعتدلة Neutrophils: هذا النَّوع من الخلايا البالعة يميل إلى مُهاجمة الجراثيم أو البكتيريا، وهي أكثر أنواع البالعات شيوعاً.
  3. الخلايا البدينَّة Mast cells: تلعب دوراً هامَّاً في استجابة الجِّهاز المناعي لبعض أنواع الطفيليَّات والبكتيريا، وتحتوي على مواد كيميائيَّة؛ مثل الهيستامين، والهيبارين، والسيتوكينات، وعوامل النمو.
  4. البلاعم Macrophages: وتعمل على تدمير الجزيئات الغريبة، والمسبِّبة للمرض، وكذلك إزالة الخلايا الميِّتة والمحتضرة.

 

  • الخلايا الليمفاويَّة، أو اللمفاويَّات Lymphocytes: الوظيفة الرئيسيَّة للخلايا الليمفاويَّة هي التعرُّف على العوامل الممرضة عندما تُهاجم الجسم مرَّةً أخرى، وتُساعد في التخلُّص منها، وتنشأ الخلايا اللمفاويَّة في نخاع العظم، ثم تنتشر منه إلى الغُدَّة الصعتريَّة حيث تتحوَّل إلى لمفاويات تائيَّة، بينما تبقى بعض الخلايا اللمفاويَّة ضمن نخاع العظم، وتشكِّل اللمفاويَّات البائيَّة.
  1. الخلايا اللمفاويَّة التائيَّة  T lymphocytes: هُناك عدَّة أنواع لهذه الخلايا، مثل الخلايا التائيَّة السَّامة التي تدمِّر الخلايا التالفة أو المريضة في الجسم، والخلايا المُساعدة التي تُساعد في تنبيه الخلايا المناعيَّة الأخرى عند وجود عامل ممرِّض.
  2. الخلايا الليمفاويَّة البائيَّة B lymphocytes: عند وجود عوامل ممرّضة، تقوم الخلايا البائيَّة بإنتاج الأجسام المضادَّة، أو الأضداد التي تلتصق بالعامل المُمرِّض، لتزيله من الجسم.

 

كيف يعمل جهاز المناعة؟

 

يبدأ الجهاز المناعي عمله، أو ما يُسمَّى الاستجابة المناعيَّة؛ بمجرَّد أن يتعرَّف على العوامل الممرِّضة، أو الجزيئات الغريبة، والتي تُسمَّى أيضاً المستضدَّات، والمستضد قد يكون أحد أنواع البكتيريا، فيروس، طفيلي، خلايا تالفة أو ميِّتة داخل الجسم.

عندما تتعرَّف الخلايا البائيَّة على المستضد، تنتج الأضداد التي ترتبط مع المستضد، وهذا الارتباط يجعل من السَّهل على الخلايا المناعيَّة الأخرى، مثل البالعات التعرّف على المستضد وإزالته من الجسم.

تُعتبر الحمَّى، أو ارتفاع حرارة الجسم، من أهم علامات استجابة الجهاز المناعي للعوامل الممرِّضة، وفي الواقع، يُمكن أن يسبِّب ارتفاع درجة حرارة الجسم في قتل بعض الميكروبات التي تُهاجم الجسم.

تختلف قوَّة الجهاز المناعي بين شخصٍ وآخر، ولكن بشكلٍ عام يُصبح جهاز المناعة أقوى خلال مرحلة البلوغ، لأنّ الجسم في هذه المرحلة يكون قد تعرَّض للعديد من العوامل المُسبِّبة للمرض، وقام بتطوير مناعةً تجاهها، لهذا السَّبب نجد أنّ الأطفال يمرضون أكثر من البالغين والمُراهقين.

عندما تُنتِج الخلايا البائيَّة الأجسام المُضادَّة، تبقى نسخة من هذه الأضداد في الجسم، حيث دخول المستضد نفسه إلى الجسم مرَّةً أخرى يتعامل معه الجهاز المناعي بشكلٍ أسرع، وتكون الأعراض الناجمة عن التعرُّض الثاني لهذا العامل الممرِّض أخف بكثير من المرَّةِ الأولى، لهذا السَّبب قد لا نُصاب ببعض الأمراض مثل الجدري، سوى مرَّةً واحدة، وهذا ما يُسمَّى المناعة.

 

الوسائل الدفاعيَّة الأخرى للجسم

 

بالإضافة إلى جهاز المناعة، هناك عِدَّة وسائل للحماية من الميكروبات والعوامل الممرِّضة، مثل:

  • الجلد: الذي يُعتبر خطَّ الدِّفاع الأوَّل، والحاجز الذي يمنع العوامل الممرِّضة من الدُّخول للجسم.
  • الجهاز الهضمي: حيث يُساعد الحمض في المعدة في تخليص الجسم من الكثير من الميكروبات، كما أنّ الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي يحتوي على أجسام مُضادَّة.
  • الرئتين: تفرز الخلايا في الرِّئتين المُخاط أو البلغم الذي يحيط بالجزيئات الممرِّضة، ويُساعد منعكس السُّعال وحركة الأهداب في طرد البلغم مع ما يحمله خارج الجسم.
  •  سوائل الجسم: مثل الزَّهم الذي تفرزه الخلايا في الجلد واللُّعاب، والدُّموع تحتوي على إنزيمات مُضادَّة للبكتيريا تُساعد في تقليل مخاطر العدوى.

 

خلل جهاز المناعة

 

يمكن أن يكون الخلل في جهاز المناعة على شكل فرط استجابة تجاه المرض، أو ضعف استجابة، وفي حال ضعف استجابة جهاز المناعة أو ضعف المناعة تقل مقاومة الجسم للعدوى، ويزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وقد يكون ضعف المناعة ناجماً عن:

  •  بعض الأدوية: مثل مُضادَّات الالتهاب الستيرويديَّة لفترةٍ طويلة، أو العلاج الكيميائي.
  • الإصابة ببعض الأمراض: مثل السَّرطان، مرض نقص المناعة البشريَّة المُكتسب (الإيدز).
  • بعض حالات نقص المناعة الوراثيَّة: والتي تُسمَّى أيضاً نقص المناعة البدائي أو الأولي، مثل نقص المناعة المُرتبط بالصبغي x، ونقص المناعة المُتغيِّر الشائع (CVID).

أمّا حالات خلل جهاز المناعة التي تترافق مع نشاط مفرط للجهاز المناعي يؤثِّر سلباً على الجسم، وتتضمن:

  1. أمراض المناعة الذاتيَّة autoimmune diseases: حيث يقوم الجِّهاز المناعي بمُهاجمة أنسجة وخلايا الجسم الطبيعيَّة، أي الأنسجة غير المريضة، وأبرز أمراض المناعة الذاتيَّة مرض السُّكري من النوع الأوَّل، والذئبة الحماميَّة الجهازيَّة، والتصلُّب المتعدِّد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الغدَّة الدرقيَّة المناعي الذاتي، والتهاب الأوعية الدمويَّة الجهازيَّة.
  2. أمراض الحساسية allergic diseases: وهي من الأمراض كثيرة الشيوع، حيث يستجيب الجِّهاز المناعي بشكلٍ مُبالغ فيه للعوامل التي تُسبِّب الحساسيَّة،  وقد تكون الحساسية ناتجة عن تناول نوع مُعيَّن من الطَّعام، أو بعض أنواع الأدوية، أو التعرُّض للدغ الحشرات، وأبرز أمراض الحساسية: الربو التحسُّسي، والتهاب الأنف التحسُّسي أو حُمَّى القش، وبعض أمراض الجيوب الأنفيَّة، والأكزيما.

 

كيف نُحافظ على جهازنا المناعي؟

 

 كي يستمر الجِّهاز المناعي في عمله بكفاءة، من الضَّروري أن نقوم ببعض التدابير للحفاظ على صحَّته، مثل:

  • غسل اليدين بالماء والصَّابون بشكلٍ متكرِّر لمدَّة 20 ثانية على الأقل، وذلك لمنع انتشار البكتيريا والفيروسات.
  • تناول نظام غذائي متنوِّع، ومُمارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام.
  • النوم لفترة كافية، فلن يستطيع الجسم مقاومة الأمراض إذا لم يحصل على ما يكفيه من الرَّاحة.
  • البحث عن وسائل لتخفيف التوتُّر والقلق، الذي قد يُضعف جهاز المناعة، مثل مُمارسة اليوجا أو التأمُّل.
  • التعرُّض لأشعَّة الشَّمس خاصةً في الصباح، لأنّ ذلك قد يُساهم  في الوقاية من بعض الحالات المرضيَّة، مثل الاكتئاب وأمراض القلب، وأيضاً أشعَّة الشمس ضروريِّة كي يُنتج الجسم فيتامين د.
مقالات متعلقة في صحة