مرض الزهري

مرض الزهري، تشخيص مرض الزهري، مراحل مرض الزهري، الزهري العصبي، تشخيص مرض الزهري، فحص مرض الزهري أثناء الحمل، مخاطر مرض الزهري أثناء الحمل، من هم الأشخاص الذين

  • 642 مشاهدة
  • Feb 18,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سارة ابراهيم
  • ( تعليق)
مرض الزهري

مرض الزهري

 

تشخيص مرض الزهري

 

مرض الزُّهري أو السفلس Syphilis، هو أحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس Sexually Transmitted Diseases (STD)، وينجم عن عدوى ببكتيريا تُسمَّى اللولبية الشاحبة.العلامة الأولى للإصابة بالزُّهري هي ظهور قُرحة صغيرة غير مؤلمة على الأعضاء التناسليَّة، أو المستقيم أو داخل الفم، قد لا يُلاحظها المريض عند ظهورها.

 

وفي كثيرٍ من الأحيان يُمكن ألّا تُلاحظ أي أعراض لهذا المرض، لهذا السَّبب قد يتأخَّر تشخيص مرض الزُّهري عدَّة سنوات، وفي المراحل المبكِّرة لهذا المرض يُفيد العلاج في تراجع الإصابة والوقاية من المُضاعفات الخطيرة للزهري، والتي يُمكن أن تصل إلى الموت، وهنا تأتي أهميَّة إجراء الفحوصات لتأكيد التشخيص، وقبل أن نتحدَّث عن تشخيص مرض الزهري، لا بُدّ من ذكر مراحل المرض.

 

مراحل مرض الزهري

هناك أربع مراحل لمرض الزهري، وهي:

المرحلة الأوليَّة: أو الزهري الأولي أو البِدئي، حيث تبدأ بعد حوالي ثلاثة أو أربعة أسابيع من الإصابة بالعدوى، حيث تظهر قرحة صغيرة مستديرة غير مؤلمة مكان دخول البكتيريا إلى الجسم (الفم أو الأعضاء التناسلية)، وأحياناً قد يستغرق ظهور القُرحة حتَّى ثلاثة أشهر من العدوى، وعادةً تبقى القرحة من أسبوعين إلى ستَّة أسابيع قبل أن تزول.

 

المرحلة الثانويَّة: وتتميَّز هذه المرحلة من المرض بظهور طفحٍ جلدي، خاصَّةً على الرَّاحتين والأخمصين دون أن يُسبِّب حكَّة، والتهاب  الحلق، وقد تتضمَّن الأعراض الأخرى لهذه المرحلة من المرض، صداع، وتورُّم الغدد الليمفاويَّة، وحُمَّى، وفقدان وزن، وألم مفاصل، وعادةً تختفي أعراض هذه المرحلة حتَّى دون علاج، لكن يبقى المريض قادراً على نقل العدوى للآخرين، أي يبقى حاملاً للبكتيريا.

 

الزهري الكامن: أو المرحلة الخفيَّة لمرض الزهري، حيث تختفي أعراض الزهري الأولي والثانوي، ولا تظهر أي أعراض ملحوظة في هذه المرحلة، ولكن تبقى البكتيريا في الجسم، ويُمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات قبل أن تتطوَّر إلى مرض الزهري الثالثي.

 

الزهري الثالثي: يُمكن أن يحدث مرض الزهري الثالثي بعد سنواتٍ أو عقود من الإصابة الأوليَّة، أو من بدء ظهور القرحة، وقد يُسبِّب مضاعفات خطيرة مثل، العمى، وفقدان السَّمع، واضطرابات في القلب، واضطرابات الجهاز العصبي، بما ذلك التهاب الدِّماغ والتهاب السحايا.

 

حوالي 15- 30% من المرضى الذين لا يتلقُّون علاجاً لمرض الزهري في المراحل الأوليَّة يصلون إلى مرحلة الزهري الثالثي.

 

الزهري العصبي

 يُقصد به المضاعفات التي تحدث عندما تنتشر بكتيريا اللولبية الشاح إلى الجهاز العصبي، وبالرَّغم من أنّه في معظم الحالات تحدث هذه المضاعفات عند الإصابة بالزهري الثالثي، لكن في بعض الأحيان يُمكن أن يحدث الزهري في أيِّ وقتٍ بعد المرحلة الأوليَّة لمرض الزهري، وقد يبقى المريض المُصاب بالزهري العصبي بدون أعراض لفترة طويلة، حيث تتطوَّر الأعراض تدريجيَّاً، والتي يمُكن أن تتضمن:

 

اضطراباً في المشي.

الخرف، أو تغيُّر الحالة العقلية.

مشاكل في التركيز.

خدر في الأطراف.

صداع.

نوبات.

اضطرابات في الرؤية، أو فقدان البصر.

 

تشخيص مرض الزهري

يُمكن أن تساعد اختبارات الزهري في تشخيص مرض الزهري في المراحل المُبكِّرة من العدوى، عندها يكون علاج المرض أسهل، ويتضمَّن تشخيص مرض الزهري عِدَّة جوانب:

الاستفسار عن التاريخ الجنسي أو العلاقات، وما إذا كان هناك أي أعراض.

 الفحص البدني: يتضمَّن فحص الأعضاء التناسليَّة، وتحرِّي وجود أي تقرُّحات أو طفحٍ جلدي قد يكون ناجماً عن مرض الزهري.

فحص الدم: الغاية منه البحث عن الأجسام المُضادَّة التي يُمكن أن توضِّح ما إذا كانت الإصابة بمرض الزهري حديثةً أو قديمة، وقد يُوصى بإعادة الاختبار بعد بضعة أسابيع إذا كانت الأجسام المُضادَّة سلبيَّة.

الفحص المجهري Darkfield: تُستخدم هذه الطريقة للكشف عن مرض الزهري عيِّنةً من السائل المأخوذ من قرحة، أو العقدة الليمفاوية، ويتم تحليل العيِّنة باستخدام مجهرٍ خاص، بحيث تبدو بكتيريا اللولبيَّة الشاحبة ساطعةً على خلفيَّة داكنة.

 

اختبار تفاعل البلمرة المُتسلسل (PCR): يكشف هذا الاختبار عن المادَّة الوراثيَّة، أو DNA الخاص ببكتيريا اللولبيَّة الشاحبة.

فحص السائل الدماغي النخاعي: يتم جمع هذا السائل من خلال البزل النخاعي وفحصه؛ لتحرِّي آثار مرض الزهري على الجِّهاز العصبي.

قد تأخذ بعض الاختبارات عِدَّة أسابيع حتَّى تظهر النتائج، ويجب تجنُّب الجماع، أو أي شكلٍ من أشكال الاتصال الجنسي حتَّى تظهر نتائج الاختبار، وعندما يتم تأكيد الإصابة بمرض الزهري، فيجب أن يخضع الشُّركاء الجنسيين للمريض أيضاً لاختبارات الزهري.

ويجب أيضاً أن يتم إجراء فحوصات أو اختبارات لتحرِّي أنواع العدوى المنقولة بالجنس الأخرى، مثل الكلاميديا والسيلان، حيث من المُمكن أن يكون لدى المريض أكثر من عدوى منقولة بالجنس في وقتٍ واحد.

 

فحص مرض الزهري أثناء الحمل

ينبغي أن تخضع جميع النساء الحوامل لفحص دم لتحرِّي مرض الزهري في الفترة التي تتراوح بين الأسبوع 8-12 من الحمل، ويُمكن أن تكون عدوى الزهري أثناء الحمل شديدة الخطورة على الجنين.

ولكن تساعد الاختبارات في الكشف المبكر عن المرض، وعلاجه في أسرع وقتٍ مُمكن، ويُمكن إعادة إجراء هذه الاختبارات إذا كان هناك خطراً من تعرُّض الحامل للإصابة بمرض الزهري في وقتٍ لاحق من الحمل.

 

مخاطر مرض الزهري أثناء الحمل

 النساء الحوامل المُصابات بمرض الزهري، معرَّضات لخطر الإجهاض، أو الولادة المبكِّرة، أو الولادة المبكِّرة، أو انتقال مرض الزهري من الحامل إلى جنينها، وإصابته بما يُعرف بالزهري الخلقي congenital syphilis، الذي قد يكون مُهدِّداً للحياة، ويعاني الأطفال الذين يولدون بمرض الزهري الخلقي مما يلي:

تشوُّهات خلقيَّة.

تأخُّر النمو.

طفح جلدي.

حُمَّى.

فقر دم.

النوبات، أو الاختلاجات.

اليرقان.

تضخُّم الكبد أو الطحال

ظهور القروح، أو التقرُّحات المعدية.

 

 إذا يتم تشخيص الطفل المُصاب بمرض الزهري الخلقي في وقتٍ مُبكِّر من الحياة، ويُمكن أن يصاب الطفل بمرحلةٍ متأخِّرة من مرض الزهري، والتي تُسبِّب مضاعفاتٍ وتشوُّهات في مُختلف أجزاء الجسم، بما في ذلك:

الأسنان.

العيون.

العظام.

الدماغ.

الأذن.

 

من هم الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا لفحوصات مرض الزهري؟

يجب أن يخضع لفحوصات مرض الزهري كل شخص إذا كان:

لديه أعراض مرض الزهري.

تم تشخيص إصابة الشريك الجنسي بمرض الزهري.

 متعدِّد الشُركاء الجنسيين.

مارس الجنس غير المحمي، أو دون استخدام الواقي الذكري.

مصاباً بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الكلاميديا.

 

الوقاية من مرض الزهري

 تشمل التدابير الوقائيَّة لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهري ما يلي:

الامتناع عن الجماع غير المحمي.

 الحفاظ على الزَّواج الأحادي المُتبادل على المدى الطويل مع شريكٍ لا يُعاني من مرض الزهري.

استخدام الواقي الذَّكري، على الرَّغم من أنَّه يحمي فقط من تقرُّحات الأعضاء التناسليَّة، حيث يُمكن أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم.

الامتناع عن الكحول والمخدِّرات التي من المُحتمل أن تؤدِّي إلى مُمارساتٍ جنسيَّة غير آمنة.

 

 إنَّ الإصابة بمرض الزُّهري لا تعطي مناعةً دائمة، حتَّى بعد أن تزول أعراض المرض بالعلاج المناسب، حيث يُمكن أن تتكرَّر الإصابة بالعدوى مرَّةً أخرى.

 

علاج مرض الزهري

 عادةً يتم علاج مرض الزهري الأولي والثانوي بالمُضادَّات الحيويَّة، وخاصةً حُقن البنسلين Pencillin، ويتم  علاج الأشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين بمضاد حيوي مُختلف، مثل:

دوكسيسيكلين doxycycline

أزيثروميسين azithromycin

سيفترياكسون ceftriaxone

 

في حالة الإصابة بمُضاعفاتٍ في الجِّهاز العصبي، وقد تكون هُناك حاجةً للعلاج في المُستشفى، وإعطاء جُرعاتٍ يوميَّة من البنسلين عن طريق الوريد، ولسوء الحظ، لا يُمكن عكس الضَّرر الناجم عن مرض الزهري المُتأخِّر، أو الزهري الثالثي، ويهدف العلاج في هذه المرحلة بشكلٍ أساسي إلى تخفيف الشُّعور بالألم وعدم الرَّاحة، وأثناء العلاج، ينبغي تجنُّب الاتصال الجنسي حتَّى تلتئم جميع القروح في الجسم.

 

مقالات متعلقة في صحة