علاج الروماتيزم

الروماتيزم، علاج الروماتيزم، الخيارات المتاحة في علاج الروماتيزم، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الستيرويدات، الادوية المضادة للروماتيزم، العلاج البيولوجي،

  • 686 مشاهدة
  • Jan 29,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سارة ابراهيم
  • ( تعليق)
علاج الروماتيزم

علاج الروماتيزم

الروماتيزم، أو التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) Rheumatoid arthritis، هو أحد أمراض المناعة الذاتيَّة التي تُسبّب التهابات وآلام في مفاصل الجسم، وعادةً يُصيب الروماتيزم نفس المفصل على جانبي الجسم؛ أيّ كلتا اليدين أو الرُّكبتين أو الكاحلين، وفي بعض الأحيان يُسبِّب الروماتيزم مشاكل في أجزاء أخرى من الجِّسم، مثل العين، القلب، والرئتين.

 حتَّى الآن لا يوجد علاج نوعي يقضي على هذا المرض، ويهدف علاج الروماتيزم بشكلٍ رئيسي إلى السَّيطرة على الالتهاب، وتخفيف الألم، وتقليل حدوث المضاعفات المرتبطة بهذا المرض.

 

الخيارات المتاحة في علاج الروماتيزم

يشمل علاج الروماتيزم عادةً مجموعةً من الأدوية، إلى جانب العلاج الطبيعي أو الفيزيائي، والتمارين الرياضيَّة، وقد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج الجِّراحي لتصحيح الضَّرر الذي يحدث في المفاصل، ويساعد العلاج المبكِّر في إبطاء تطوُّر المرض، وتقليل حدوث تلف المفاصل، وتتضمن أهم خيارات العلاج ما يلي:

 

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs:

تُفيد هذه الأدوية في تقليل الألم والالتهاب في المفاصل، ولكنَّها لا تُبطئ من تطوُّر مرض الروماتيزم، لذلك في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي المعتدل إلى الشديد، ستكون هناك حاجةٌ أيضاً إلى وصف أدويةٍ أخرى لمنع تطوُّر الروماتيزم، وهناك العديد من مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تستلزم وصفةً طبيَّة؛ مثل أقراص إيبوبروفين Ibuprofen ، ونابروكسين Naproxen، ولكن قد يحتاج المرضى المُصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى تناول مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تحتاج وصفةً طبيَّة، مثل سيليكوكسيب Celecoxib، إيتروكوكسيب etoricoxib

 

وتشمل محاذير استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مايلي:

  1. ارتفاع مخاطر الإصابة بالنوبات القلبيَّة والسكتة الدماغية.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3.  زيادة خطر حدوث قرحة في المعدة، أو نزيف القرحة.
  • الستيرويدات:

في الحالات الشديدة من الروماتيزم، قد يَصف الطبيب الستيرويدات لتخفيف الألم والتيبُّس في المفاصل، وفي مُعظم الحالات، يُمكن استخدامها بشكلٍ مؤقَّت لتهدئة نوبات الروماتيزوم،  لكن قد يحتاج بعض المرضى إلى تناول الستيرويدات لفترةٍ أطول للسَّيطرة على الألم والالتهاب، وتشمل الستيرويدات الأكثر استخداماً في علاج الروماتيزم هيدروكورتيزون hydrocortisone، ميثيل بريدنيزولون methylprednisolone، وبريدنيزون prednisone.

 

في بعض الحالات يقوم الطبيب بحقن الستيرويدات  مباشرةً في المفصل الملتهب، أو يُمكن إعطاؤها بشكل أقراص فمويَّة، وتتضمن الآثار الجانبيَّة للستيرويدات زيادة الوزن وضعف العظام، مِمَّا يزيد من احتماليَّة الإصابة بهشاشة العظام،  كما أنَّها قد تسبِّب ارتفاع ضغط الدم، وترفع مستويات السُّكر في الدم، وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى، لهذا السَّبب عادةً لا يُعطي الأطباء الستيرويدات أكثر من دورةٍ علاجيَّة واحدة كل 3 أو 4 أشهر، بهدف تقليل الآثار الجانبية.

 

  • الأدوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض DMARDs:

هذه الأدوية تحِد أو تقلِّل من نشاط جهاز المناعة، بهدف إبطاء تطوُّر التهاب المفاصل الروماتويدي، أو منعه من التفاقم.

وعادةً يصف الأطباء ميثوتريكسات methotrexate في البداية لعلاج الروماتيزم، ويُمكن إضافة أنواع أخرى من الأدوية المُضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض إذا لم يكن الميثوتريكسات مُفيداً في تهدئة الالتهاب؛ مثل هيدروكسي كلوروكوين  hydroxychloroquine ، أو ليفلونوميد leflunomide، أو سلفاسالازين sulfasalazine، أو توفاسيتينيب tofacitinib.

قد يستغرق العلاج بالأدوية المضادَّة للروماتيزم المعدّلة للمرض عِدَّة أسابيع أو أشهر، حتَّى يظهر تأثيرها في تهدئة المرض، وتتضمن الأعراض الجانبيَّة لهذه الأدوية: ضعف المناعة، الشعور بالتَّعب، وإسهال، وصداع، والتهاب الحلق، وتساقط الشَّعر، ويُمكن أن تؤثِّر هذه الأدوية أيضاً على خلايا الدَّم والكبد، لذلك يجب إجراء فحوصات للدم بشكلٍ منتظم حسب توصيات الطبيب.

مُعظم المرضى يتحمَّلون الميثوتريكسات بشكلٍ جيِّد، لكن في حالاتٍ قليلة يُمكن أن يؤثِّر الميثوتريكسات على الرئتين، لذلك قد تكون هناك حاجةً لإجراء تصوير بالأشعَّة السينيَّة للصَّدر، واختبارات التنفُّس عند بدء العلاج بهذا الدَّواء. 

 

  • العلاج البيولوجي:

عندما لا يُفيد استخدام الميثوتريكسات، أو غيره من الأدوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض DMARDs في تخفيف أعراض الروماتيزوم والالتهابات، قد يوصي الأطباء باستخدام العلاج البيولوجي أو العلاج الحيوي، الذي يتكوَّن من بروتينات معدّلة وراثيَّاً، تعمل على تعطيل أو حجب أجزاء مُحدَّدة من الجِّهاز المناعي، أي الأجزاء التي تُساهم في حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي أو الروماتيزوم، وبالنتيجة تُساعد هذه الأدوية البيولوجيَّة في تخفيف آلام وتورُّم المفاصل بسرعة.

 

 

تعمل معظم الأدوية البيولوجيَّة التي تُستخدم في علاج الروماتيزم على تثبيط عامل نخر الورم TNF، وهو مادَّةٌ كيميائيَّة يصنعها الجسم، وتسبِّب الالتهاب،  وتستهدف المستحضرات الحيويَّة الأخرى مواد كيميائيَّة أخرى – مثل الأنترلوكينات IL-1 أو IL-17 أو أنزيم Janus kinase (JAK) ، أو خلايا الجهاز المناعي (مثل الخلايا T أو B)، وتتضمن بعض الأدوية البيولوجية ما يلي:

  1. ريتوكسيماب Rituximab
  2.  ساريلوماب Sarilumab
  3.  توسيليزوماب Tocilizumab
  4. أناكينرا Anakinra
  5.  باريسيتينابBaricitinib
  6.  سيرتوليزوماب Certolizumab
  7. أباتاسيبت Abatacept
  8.  أداليموماب Adalimumab
  9.  إتانرسبت Etanercept
  10.  غوليموماب Golimumab
  11.  إنفليكسيماب Infliximab

 ويمكن أن تُسبِّب الأدوية البيولوجيَّة بعض الآثار الجانبية، مثل:

  1. حُمَّى.
  2. صداع.
  3. الشعور بالتعب.
  4. حساسية، أو احمرار مكان حقن الدواء.
  5. عدوى.
  6. يمكن أن يزيد العلاج البيولوجي من خطر إعادة تنشيط عدوى ما، أو مرض كامن ، مثل إعادة تنشيط مرض السّل (TB) لدى المرضى الذين قد أصيبوا به من قبل.

 

  • العلاج المركَّب:

 يُمكن أن يصف الطبيب أكثر من نوعٍ واحد من الأدوية لعلاج الروماتيزم؛ بهدف الحصول على نتائج أفضل، وقد يتم وصف الميثوتريكسات كجزءٍ من العلاج المركَّب، بالإضافة إلى دواءٍ مشابه (مثل هيدروكسي كلوروكوين، أو ليفلونوميد، أو سلفاسالازين)، أو مع أحد الأدوية البيولوجيَّة.

 العلاج المركَّب لن يؤدِّي إلى التخلُّص من التهاب المفاصل الروماتيدي بشكلٍ نهائي، ولكنَّه يُمكن أن يمنع حدوث المزيد من التلف في المفاصل، ويساعد في تجنُّب المشاكل الصحيَّة الأخرى التي يُمكن أن تأتي مع التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل النَّوبة القلبيَّة، والسكتة الدماغيَّة.

 

  • العلاج الجراحي:

يُساهم علاج الروماتيزم جراحيَّاً بشكلٍ كبير في تحسُّن الألم والحركة، وعادةً ما يتم اللجوء للعلاج الجراحي في الروماتيزم عندما تتضرَّر المفاصل بشدَّة، وتكون هناك حاجةً إلى جراحة استبدال المفاصل، وتُعتبر مفاصل الوركين والرُّكبتين، وفي بعض الأحيان الكتفين أكثر المفاصل التي يتم استبدالها جراحيّاً، وعادةً ما تُجرى الجراحة للمرضى في سنِّ الخمسين، لأنَّ المفاصل الصناعيَّة تميل إلى التآكل بعد 15 إلى 20 عاماً من استبدالها.

 

  • العلاج الفيزيائي:

 يُعتبر العلاج الطبيعي، أو العلاج الفيزيائي جزء رئيسي من أيِّ خطَّة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ويساعد العلاج الفيزيائي في تخفيف آلام المفاصل باستخدام الحرارة، أو كمادَّات الثَّلج، أو التدليك، أو التَّحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)، وتقوم آلة التَّحفيز الكهربائي للعصب عبر الجِّلد بإطلاق نبضة كهربائيَّة صغيرة على المفصل المُصاب، مما يخدِّر النِّهايات العصبيَّة، وبالتَّالي يُساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل الروماتويدي.

يُمكن أن يقوم المُعالج الفيزيائي بتلقين المرضى خطَّة التمرين، وتعليمهم كيفيَّة استخدام الحرارة والكمادات الباردة، لتحفيزهم ومساعدتهم على تحسين قوَّة العضلات، وزيادة مرونة المفاصل.

 

  • علاجات أخرى للروماتيزم:

قد تساعد بعض العلاجات الطبيعيَّة، وتعديلات نمط الحياة في تحسين نوعيَّة الحياة، والتعايش مع التهاب المفاصل الروماتويدي، ومن الأمثلة على ذلك:

  1. الرَّاحة: يحتاج مرضى الروماتيزم إلى مزيدٍ من الرَّاحة أثناء نوبات التهاب المفاصل، أو بين النَّوبات، ويُساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النَّوم على تقليل الالتهاب والألم والإرهاق.

  2. مُمارسة الرياضة: يُمكن أن تساعد التمارين الخفيفة في تحسين نطاق الحركة في المفاصل، وتقوية العضلات، وتخفيف بعض الضَّغط عن المفاصل، ويُمكن أن تفيد أيضاً ممارسة اليوجا على استعادة القوَّة والمرونة للعضلات والمفاصل.
  3. الكابساسين Capsaicin: هو أحد المركَّبات الموجودة في الفلفل الحار، وتُشير الدِّراسات إلى أنَّه يُمكن أن يخفِّف الألم عند فرك المفاصل بكريم يحتوي على القليل منه، قد يسبِّب الشُّعور بمزيدٍ من الألم، أو حس الحرق في بداية تطبيقه على المفاصل، لكن سُرعان ما يخفِّف الألم.
  4. العلاج بالإبر: يُمكن أن يُساهم الوخز بالإبر في الحفاظ على مرونة المفاصل، وتخفيف الألم، وقد يقلِّل من الحاجة إلى مسكِّنات الألم.

 

مقالات متعلقة في صحة