مرض الفصام أسبابه وطرق علاجه

الفصام,مرض الفصام,أعراض مرض الفصام,علاج الفصام,تشخيص الفصام,اضطراب الفصام,علاج مرض الفصام,اعراض الفصام البسيط,اعراض مرض الفصام,اعراض الفصام الذهاني,مرض نفسي.

  • 640 مشاهدة
  • Jan 25,2023 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
مرض الفصام أسبابه وطرق علاجه

مرض الفصام

الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.

 

ويعتبر مرض الفصام (الشيزوفرينيا) من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة , وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما ، ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع… ويكوّن مرض الفصام 10% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد المشردين بدون مأوى.

 

حقائق عن مرض الفصام

- الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب

- الفصام عادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة

- من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادرا بعد سن الأربعين.

 

وهناك نوع في الطفولة ولكنه نادر ومن الممكن أن يوجد في الأطفال الصغار من سن الخامسة

 

الفصام من الأمراض الشائعة 

- المرض موجود في كل العالم ويصيب كل الأجناس وكل الطبقات الاجتماعية.

- المرض يصيب واحد من كل مائه فرد على مستوى العالم.

- الكل معرض للإصابة بالمرض.

الفصام يصيب الرجال والنساء بنسب متساوية.

 

ما هو مرض الفصام

هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه " مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك" . وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام ، ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا.

 

ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشىء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي ، وكذلك فان الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.

 

وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة.

الفصام هو :

  • مرض يصيب المخ.
  • يتميز بأعراض مرضية خاصة.
  • يتصف باضطرابات فكرية شديدة.
  • يعالج دائما بالأدوية.
  • إذا لم يعالج يؤدي إلى تدهور بالشخصية.

 

ما هي أسباب الفصام؟

حتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :

  1. العوامل الكيمائية‎:

المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة.

 

 وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين .

 

  1. الفصام والمناعة الذاتية :

نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير -وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور.

 

  1. سريان الدم بالمخ :

باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .

 

كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي.

 

  1. الاستعداد الوراثي :

لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي 1% من مجموع الشعب.

 

فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .

 

  1. التوتر والضغوط النفسية :

الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.

 

  1. استخدام العقاقير :

الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.

 

  1. النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "

بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم .

 

  1. أمراض الجهاز العصبي :

أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام ، وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال على ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمى المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل على أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض فصامية وأن الفصام ذاته من المحتمل أن يكون سببه اضطراب فسيولوجي في الجهاز العصبي خصوصا بعد الأبحاث الهامة الحديثة عن وجود علاقة وارتباط وثيق بين الفصام والصرع .

 

  1. مرض يصيب المخ ويتميز بأعراض خاصة بسبب تغيرات كيميائية في المخ
  2. من اكثر الأمراض إعاقة للشباب ويظهر في سن ما بين 16-25 سنة
  3. يعالج دائما بالأدوية
  4. شائع بدرجة اعلي مما يظن الناس ، فهو يصيب واحد من كل100 من الناس علي مستوى العالم

الفصام ليس :

  • انقسام الشخصية .
  • بسبب إصابات الطفولة وسوء معاملة الآباء أو الفقر

 

أعراض الفصام 

أنا لا أستطيع قبول أنه بالرغم من كونه يتمتع بمستوى ذكاء أعلى من المعدل وله مظهر جيد وشخصية جيدة ومع كل هذا فأنه مريض بدرجة كبيرة " والد مريض فصامي "

- غالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بإعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي و قلة بالتركيز والنوم مصاحبة بانطواء و ميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة اشد فنجد أن المريض يسلك مسلكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية و بلا معني و يتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي.

 

 و يستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة اكثر من 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة الاضطراب العقلي .ومثل الأمراض الأخرى فأن الفصام له علامات وأعراض، والأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر ، البعض يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة ، ولكن يكون ما بين النوبات طبيعيا وهناك آخرون يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل طوال حياتهم.

 

ومرض الفصام يحوى تغيير في الشخصية ، ويعلق أفراد الأسرة والأصدقاء بأن المصاب " ليس نفس الشخص السابق " ولأنهم يعانون من صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي فأن هؤلاء المصابون يبدءون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور.

* والتدهور يلاحظ في:

- العمل والنشاط الدراسي.

- العلاقات مع الآخرين.

- النظافة والعناية الشخصية.

 

الأعراض والعلامات المميزة لمرض الفصام

التغير بالشخصية:

التغير بالشخصية هي مفتاح التعرف على مرض الفصام . في البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين ، وكذلك فأن هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة ، والشخص الاجتماعي يتحول إلى شخص منطوى وهادئ …لا يخرج من حجرته ويهمل في نظافته الشخصية ولا يهتم بالملابس التي يلبسها.

 

 ولا يستمتع بمباهج الحياة ولا يهتم بقراءة الجرائد ولا يفضل مشاهدة التليفزيون ويتوقف عن الدراسة بعد أن يفشل عاما أو عامين …ولا يحب أن يتحدث مع أي إنسان ومتقلب المزاج وتكون العواطف غير مناسبة … فمثلا يضحك الشخص عندما يسمع قصة حزينة ، أو يبكي عندما يسمع نكته …. أو يكون غير قادر على إظهار أى عاطفة.

 

اضطراب الفكر :

وهو أكثر التغيرات وضوحا ، حيث يؤثر اضطراب الفكر علي التفكير السليم والتبرير المنطقي وتدور الأفكار ببطء ،أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق ويتحول المريض من موضوع لموضوع بدون رابط ويبدوا مشوشا ويجد صعوبة في إبداء الرأي ، والأفكار قد تكون مشوبة بالضلالات الفكرية- المعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي.

 

والبعض الآخر يحس ويشعر بأنه مضطهد -ويكون مقتنعا بأن هناك من يتجسس أو يتآمر عليه ،وأحيانا يشعر بضلالات العظمة ويدعي أنه قوي وقادر على عمل أى شئ وأنه غير معرض للخطر. ويكون لديه أحيانا وازع ديني قوي واعتقادات غير طبيعية عن مهام أو رسالة لتصحيح أخطاء وآثام العالم وإصلاح شئونه . وأحيانا يتحدث في أمور الفلسفة والمنطق ويناقش قضايا الدين بدون أن يكون لدية الخلفية العلمية المناسبة .

 

تغير بالإدراك :

يقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأسا على عقب . و تكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل العين والأذن والأنف والجلد إلي المخ في حالة تشوش حيث يسمع المريض ويرى ويشم ويحس أحاسيس غير حقيقية. وهذه الأحاسيس غير الحقيقية هي نوع من الهلاوس .

 

و المرضي بداء الفصام غالبا يسمعون أصوات لا يشعر أو يحس بها الآخرون ، الأصوات أحيانا تكون أصوات تهديد أو تعقيب وأحيانا أيضا تصدر الأصوات أوامر مثل " اقتل نفسك " وهناك خطر من أن تطاع تلك الأوامر . وهناك أيضا الهلاوس البصرية ، مثل إحساس المريض بوجود باب في جدار بينما لا يوجد شيء ، أو ظهور أسد أو نمر ،أو أن قريب توفى منذ فترة يظهر فجأة أمام المريض .

 

و تتغير الألوان والأشكال والوجوه في نظر المريض. وأحيانا يكون هناك حساسية شديدة للأصوات والتذوق والرائحة ، مثلا صوت جرس التليفون أحيانا يكون مثل صوت جرس الإنذار للحريق …و الإحساس باللمس أحيانا يصبح غير طبيعي لدرجة أن بعض المرضى لا يحسون بالألم بالرغم من وجود إصابة شديدة.

 

 ومن الممكن أن يصاب المريض الفصامي بالهلاوس اللمسية وهنا يشكو المريض من الأشياء العجيبة التي تسير تحت جلده ... وعادة يشعر بذلك في المناطق الجنسية ... فإذا كان المريض امرأة فإنها قد تؤكد أن هناك من يحضر ليلا ليعتدي عليها جنسيا !!.

 

الإحساس بالذات :

عندما يصاب واحد أو كل من الحواس الخمس بعدم القدرة علي التميز يحس الفرد بأنه خارج حدود المكان والزمان - يطير بحرية وبدون جسد - وأنه غير موجود كإنسان .ولذلك فأن من السهل تفهم لماذا يحاول المريض الذي يعاني من تلك التغيرات المفزعة والخطيرة إخفاء هذه التغيرات كسر خاص به . و تكون هناك حاجة شديدة لإنكار ما يحدث للمريض ولتجنب الآخرين والمواقف التي تظهر حقيقة أن المريض أصبح مختلفا عن الآخرين.

 

هذه الأحاسيس الخاطئة التي يحس بها المريض والتي يسيء فهمها و تظهر على هيئة أحاسيس من الخوف والهلع والقلق ، وهي أحاسيس طبيعية كرد فعل طبيعي لهذه الأحاسيس المفزعة وتكون التوترات النفسية بدرجة شديدة ولكن أغلبها يكون داخل نفس المريض وينكر وجودها .ويزداد آلام مرضى الفصام عندما يدركون مدى المعاناة والقلق الذي يسببونه لأسرهم …. إن مرضى الفصام يحتاجون للتفهم والطمأنينة بأنهم لن يهملوا في المستقبل.

 

الأعراض المبكرة للمرض :

القائمة الآتية من الأعراض المبكرة للمرض لوحظت ووضعت بواسطة أسر مرضى الفصام والكثير من الأعراض التي وضعت من الممكن أن تكون في المدى الطبيعي للاستجابة لموقف ما ، ولكن أسر المرضى شعرت -بالرغم من كونها بسيطة - أنها علامات وتصرفات غير طبيعية وأن هذا الشخص" لم يعد كما كان ". إن عدد الأعراض وشدتها تختلف من فرد لآخر بالرغم من أن كل عرض يوضح تدهور وانسحاب اجتماعي.

 

وقبل البداية الحقيقة للمرض فأن الأسر تلاحظ عرض أو اكثر من الأعراض الآتية :

  • تدهور في النظافة الشخصية.
  • الاكتئاب .
  • النوم المفرط أو عدم القدرة على النوم أو التقلب بين النقيضين .
  • الانسحاب الاجتماعي والعزلة .
  • التغير الفجائي في طبيعة الشخصية .
  • التدهور في العلاقات الاجتماعية .
  • الإفراط في الحركة أو عدم الحركة أو التقلب بين الحالتين .
  • عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع المشاكل البسيطة .
  • التدين الشديد أو الانشغال بالسحر والأشياء الوهمية
  • عداء غير متوقع
  • عدم القدرة على البكاء أو البكاء الكثير المستمر
  • العناد وعدم المرونة

 

وقد أظهرت الدراسات أن الأسر التي تساعد المريض وتتفهمه والتي لا توجه له النقد المستمر تساعد على سرعة شفاء المرضى وفي الجانب الآخر فأن مرضى الأسر المفككة أو المتشددة يواجهون أوقات عصيبة وتنتكس الحالة بسرعة مما يؤدى إلى العودة للمستشفي .وبما أننا نعلم تلك المعلومات فأن على أفراد الأسرة أن ينّموا مهاراتهم في التعامل ومحاولة التوقع والتكيف مع نوبات المرض في حالة زيادتها أو انخفاضها . الطمأنة الهادئة والمساعدة من الأسرة من الممكن أن تساعد المريض الفصامي.

 

أنواع الفصام

لتشخيص وعلاج مرض الفصام فأن الأطباء النفسيين يقومون بتقسيمه إلى أنواع مختلفة . وتبني هذه التقسيمات على أساس الخبرة والأعراض المختلفة التي توصف بواسطة المرضى وتلاحظ بواسطة أفراد الأسرة والممرضين والأطباء. وبعض الأعراض الشائعة في مرض الفصام من الممكن أن تكون بسبب أمراض أخرى ولذلك فانه من الضروري البحث عن الأسباب الطبية مبكرا .

 

وقبل التعرف على الأنواع المحددة من الفصام فان الأطباء عليهم مراعاة ومراجعة التاريخ الأسرى والشخصي للمريض والقيام بعمل فحص شامل جسماني وعصبي .وبعد تحليل جميع المعلومات المتاحة وتشخيص المرض بأنه فصام فأن المرض ممكن تقسيمه إلى واحد من الأنواع الآتية :-

(1 ) الفصام المتناثر : أو فصام الشباب

  • الأعراض المبكرة تكون عبارة عن ضعف التركيز وتقلب المزاج وخلط ذهني مع وجود أفكار غريبة...أحيانا يشعر المريض أن هناك من يسحب الأفكار من عقله بأجهزة خاصة .... أو أن هناك من يسلط علي مخه أشعة ليدمره ويوقفه عن العمل
  • عدم ترابط الكلام وعدم القدرة على الفهم و التركيز ،و عندما يتكلم لا يجد الكلمات التي تعبر عن المعنى ….وعندما يفكر يمزج الواقع بالخيال .
  • وجود ضلالات ومعتقدات خاطئة
  • التبلد العاطفي أو عدم التناسق الانفعالي " مثل الضحك السخيف بدون سبب" أو عدم الحزن علي وفاة الوالد وعدم الفرح عند زواج الأخت .

 

قد تحدث للمريض أحيانا نوبات اندفاع (3) الفصام التخشبي :

ويتميز هذا النوع بوجود :

  • غيبوبة تخشبية "نقص واضح في الحركة والتفاعل " أو عدم الكلام ،ويرفض تناول الطعام و الشراب أو حتى الذهاب إلى الحمام.
  • عدم الحركة مع مقاومة أى أوامر أو محاولة لجعله يتحرك
  • المداومة على حركة أو وضع معين غير مناسب مدد طويلة جدا وفي هذه الحالة يصبح المريض مثل التمثال ويتخذ أوضاعا مثل التماثيل
  • الهياج الشديد بدون هدف وبدون سبب ويحطم كل ما يقابله في طريقه.

 

(4)الفصام غير المتميز :

أحيانا لا نستطيع وضع الأعراض الفصامية الرئيسية في نوع محدد من الفصام أو قد تكون الأعراض مشتركة مع اكثر من نوع من الأنواع ولذلك توضع تلك الأعراض تحت اسم الفصام غير المتميز.

 

(5) الفصام المتبقي :

هذا الاسم يطلق على المرض عندما تحدث نوبة مرضية واحدة على الأقل ولكن لا توجد أعراض مرضية واضحة في الوقت الحالي وتكون الإعراض الحالية والمستمرة عبارة عن انسحاب اجتماعي وتصرفات متطرفة وعدم تناسق عاطفي وتفكير غير منطقي

 

6) الفصام الوجداني :

في هذا النوع من الفصام نجد إلى جانب الأعراض الفصامية تغيرات واضحة في الحالة الوجدانية أو المزاجية حيث نجد أن المريض يمر بفترات من الاكتئاب أو فترات من المرح قد تصل إلى حد النشوة. والفصام الوجداني يشفي بسرعة اكبر من الأنواع الأخرى

 

 

كيف يؤثر مرض الفصام فى الأسرة

أسرة المريض العقلي تكون دائما في حيرة - إن الأسرة دائما تبحث عن رد لأسئلة لا جواب لها - عندئذ يتحول الأمل في الشفاء إلى إحباط ويأس ، وبعض الأسر تتحطم بالرغم من محاولتهم المساعدة " . آباء لمرضى فصامين.

عندما تعلم الأسرة أن ابنهم يعاني من الفصام فأنهم يبدون مدى من العواطف الشديدة الجياشة , ودائما يكونون في حالة من الصدمة والحزن والغضب والحيرة وبعضهم يصفون تفاعلهم كالاتي :-

  •  
    • القلق : نحن خائفون من تركه بمفرده وإيذاء شعوره ؟
    • الخوف : هل سوف يؤذي المريض نفسه أو الآخرون ؟
    • الخزي والذنب "هل نحن ملامون ؟ وكيف سينظر الناس لنا ؟
    • الإحساس بالعزلة : " لا أحد يستطيع التفهم ؟؟
    • المرارة " لماذا حدث هذا لنا ؟؟
    • التأرجح في الشعور تجاه المصاب "نحن نحبه جدا ولكن عندما يجعله المرض متوحشا فأننا أيضا نتمنى لو ذهب بعيدا
    • الغضب والغيرة " الأشقاء يغارون من الاهتمام الزائد الذي يناله المريض.
    • الاكتئاب " نحن لا نستطيع الحديث بدون ان نبكي "
    • الإنكار التام للمرض " هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا "
    • إنكار خطورة المرض "هذه فقط مرحلة سوف تذهب سريعا "
    • تبادل الاتهامات "لو كنت أبا افضل ما حدث المرض "
    • عدم القدرة على التفكير أو الكلام عن أى موضوع سوى المرض " كل حياتنا تدور حول المشكلة "

 

 اللوم والخجل من مرض الفصام

  • " بالرغم من أن الناس ليسوا مسئولين عن حدوث مرض الفصام ولكنهم دائما يلوموا بعضهم البعض بسبب حدوث المرض "
  • لسوء الحظ فأن هناك اتجاه سائد وسط مرض الفصام واسرهم لتوجيه اللوم لأنفسهم أو لوم بعضهم البعض والأكثر من ذلك فأن الاخوة والأخوات يشاركون آبائهم نفس القلق والمخاوف تجاه هذا الموضوع .
  • وفي القصة التالية يصف أحد الآباء خبرته الشخصية من واقع تجربة مع الإحساس باللوم والخجل من المرض .
  • "عندي ابنان الابن الأكبر عمره 22 سنة وهو يعاني من مرض ضمور العضلات أما الابن الأصغر فعمره 21 سنة ويعاني من مرض عقلي مزمن .
  • الابن المعاق جسديا يحتاج رعاية خاصة ويجد الرعاية والعناية والتشجيع أينما كان لان أعاقته واضحة وظاهرة للجميع ولذلك فأن الأسرة والأصدقاء يفتحون قلبهم له لكي يجعلوا حياته افضل .

 

ماذا يحتاج أفراد الأسرة من اجل المساعدة 

  • الوقت الكافي و التفهم الجيد لطبيعة المرض
  • التدعيم من الآخرين الذين يعانون من نفس التحدى ومع الأسر الأخرى لأنهم يدركون مدى ضرر توجيه اللوم لبعضهم البعض ومن خلال ذلك فأن الكثير من الأسر سوف تكتشف القوة الكبيرة والمخزون العميق من الحب الموجود تجاه بعضهم البعض

 

نصائح الأباء لمستقبل مرضى الفصام 

أن تشجيع شاب ناضج على الحياة والعمل خارج المنزل هو عمل إيجابي محبوب ولا يعتبر رفض أو إهمال له. أما بالنسبة لمريض الفصام فأن هذا العمل يعتبر الخطوة الأولى نحو الحياة المستقلة .

الحياة المنفصلة عن الأسرة تعنى أن نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة بعضها مع بعض ستكون أفضل , وبالتالي توتر أقل للجميع . لا أحد يستطيع أن يظل في عمل لمدة 24 ساعة في اليوم - قائما بعمل يقوم به 3 نوبتجيات تمريض في المستشفي يوميا - ومنفعل عاطفيا ، بدون أن يتعرض للمعاناة النفسية والجسمانية .

 

تذكر دائما أن مرض الفصام لا يتدخل ويؤثر على مستوى ذكاء الفرد . وإذا استمر الآباء في " إعطاء كل ما لديهم " وحرق أعصابهم وأنفسهم في خدمة المريض فأنهم سيكونون غير مفيدين لأي أحد أو للمريض شخصيا

وبالإضافة لذلك فأن المريض سوف ينتهي به الأمر إلى الإحساس بالذنب الشديد بدون داعي بسبب تضحياتهم الغير مطلوبة :

 

  • يجب على الأسر أن تنال حقوقها الآن من أجل مصلحة المريض على المدى الطويل ومن المفيد على جميع أفراد الأسرة أن يطورا حياتهم الاجتماعية خارج المنزل حتى لو كانت بسيطة.
  • من الصعب دائما أن نترك المريض يذهب بمفرده ولكن أن نتركه يذهب ويخرج بالتدريج …. من الممكن أن تكون الخطوة الأولى للحياة المستقلة الناضجة.
  • الخروج من المنزل ضرورة هامة لكل الناس .مهما كانت درجة المحبة والقدرة على العناية والعطاء فأن الآباء مع مرور الزمن سوف تقل قدرتهم على العناية والدعم مع تقدم السن - ولا أحد سيخلد للابد - ولذلك من الأفضل التخطيط لوجود حياة مستقلة للمريض عند سن معقولة .
  • من الأفكار المفيدة لبعض المرضى محاولة الحياة خارج منزل الأسرة ولو كتجربة في البداية…. وإذا لم تنجح الفكرة والمحاولة فأنهم يمكنهم العودة مرة أخرى للمنزل لفترة قصيرة ثم يعيدوا التجربة مرة أخرى .
  • يجب على الجميع أن يعلموا بوضوح أنها مجرد بداية…..، لماذا ؟… لأنه لو لم تنجح التجربة فلن يشعر أحد أن كل شىء وكل عمل يقوم به المريض هو عمل فاشل .

 

دور الأسرة في علاج مرض الفصام

أظهرت الأبحاث التي أجريت على اسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.

ولذلك فأن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتم بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فأن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض.

 

1) العلامات المنذرة :

إذا ظهرت بعض التصرفات الفظة من المريض فأنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية . بعض النوبات الحادة تحدث فجأة واحيانا تظهر الأعراض خلال فترة من الزمن .

الأعراض التالية من الأعراض الهامة للمرض :

  • تغيير واضح في الشخصية.
  • الإحساس الدائم بأنه مراقب.
  • صعوبة التحكم في الأفكار.
  • سماع أصوات أو كلام لا يستطيع الآخرون سماعة.
  • زيادة الانعزال عن المجتمع.
  • مشاهدة أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها.
  • التحدث بكلمات لا معني لها.

 

ويجب أن نعلم أن وجود هذه الأعراض أحيانا لا تجزم بوجود مرض الفصام لانها قد تكون بسبب وجود مرض آخر مثل الإدمان على العقاقير أو بسبب مرض عضوي في الجهاز العصبي أو بسبب اضطراب عاطفي شديد "وجود حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال".

 

(2) الحصول على العلاج :

  • خذ المبادرة - إذا بدأت أعراض المرض في الظهور فأبحث عن الطبيب المتخصص في علاج المرض - إن أفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ظهور الأعراض المرضية وتذكر أن المريض إن كان يحس أن الهلاوس والضلالات شيء حقيقي فأنه سوف يرفض العلاج.
  • ساعد الطبيب بإمداده بكل ملاحظاتك عن الحالة المرضية للمريض - حاول أن تكون دقيقا في وصفك للأعراض المرضية ، ومن الممكن أن تدون تلك الملاحظات وتقدمها للطبيب لان تلك الملاحظات قد تساعد على دقة تشخيص الحالة المرضية .

 

(3)المساعدة في تقديم العلاج :

العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة هامة ويجب أن تكون علاقة يسودها الخصوصية وحفظ أسرار المريض التي يبوح بها للطبيب ،ومع ذلك فأن للأسرة الحق في معرفة بعض المعلومات عن حالة المريض التي تساعدها في تقديم الرعاية والعلاج المناسب . إن جزء كبير من مهمة الطبيب هو محادثة وشرح وتوجيه أسرة المريض القلقة علية .

 

ويعتمد الأطباء النفسيون علي الأسرة للمساعدة في تحسن حالة المريض لأنهم يعلمون أن أي فرد من أقارب المريض يستطيع المساعدة في سرعة التحسن . كيف نتصرف كأقارب أو أصدقاء للمريض ؟ …ماذا نعمله أو نقوله عندما نكون معه له أهميه كبيرة للمريض و لتحسن حالته .

 

لذلك يجب أن تناقش المواضيع التالية مع الطبيب المعالج :-

  • أعراض وعلامات المرض.
  • المآل المتوقع للمرض.
  • استراتيجية العلاج.
  • علامات انتكاس المرض.
  • المعلومات الأخرى المتعلقة بالمرض.

 

ولذلك يجب أن يكون لدى الأسرة ملف يحتوى على معلومات عن المرض يشمل الآتي

  • العلامات المرضية التي ظهرت على المريض
  • كل الأدوية التي استخدمت في العلاج وجرعاتها
  • الأثر العلاجي لكل دواء استعمل

 

(4) علامات انتكاس المرض :

يجب على الأسرة والأصدقاء أن يكونوا على دراية كافية بعلامات انتكاس المرض التي تظهر على المريض عندما يبدأ في التدهور بسبب ظهور بعض الأعراض المرضية. ومن المهم أن نعلم أن المرض من الممكن أن ينتكس في أي وقت وهذه العلامات تختلف من فرد لفرد واهم هذه العلامات :

  • زيادة الانسحاب من النشاط الاجتماعي
  • تدهور النظافة الشخصية عن معدلها الطبيعي

 

ويجب كذلك أن تعلم أن :

  • الإجهاد والتوتر النفسي يجعل الأعراض تزداد سوءا
  • تقل الأعراض المرضية كلما ازداد المريض في العمر

 

بعض التوجيهات والنصائح المهمة لعلاج مرضى الفصام

أولا : تعرف على شعورك نحو المريض النفسي :

  • هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟

  • هل تخشى أن يؤذى نفسه ؟

 

إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته… إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها .

 

  • هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضا ؟ انك بالتأكيد لا تساعد المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي .

 

  • المرض النفسي من الممكن أن يقلب ويهز حتى أكثر الأسر استقرارا وصفاء . انه يكون مثل الحمل المفزع للأسرة …والإحساس بالحنان القليل تجاه المريض له ما يبرره. ولكن الشفقة من الممكن أن تؤدي بك إلى أن لا تعمل الأشياء التي عليك عملها، أو أن تعمل أشياء تندم عليها فيما بعد.

 

وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:

1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة …ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.

2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبيا وهذا ليس مطلوبا .

3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .

4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .

 

ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :

واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة ، ولكن المريض النفسي يبدو يوما ما حساسا ولا يعانى من التهيؤات ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية …متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكيا أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذى يستحقه في الحياة.

 

بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبيا لأى محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.

 

فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصا أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى - لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .

 

رابعا : لا تسأل المريض أن يتغير

لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته ، انه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس… أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعانى من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه - ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض - فانه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأنه يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا.

 

 ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضع هو أصعب شئ يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.

 

مسار ومآل مرض الفصام

عندما يتم تشخيص أي مرض فإن الشخص المصاب يرغب دائماً في أن يعرف الآتي :

  1. كيف سيؤثر المرض على صحته ؟

  2. ماذا سيكون مسار ومآل المرض ؟

 

   وكذلك فإن مرضى الفصام وأسرهم لديهم نفس الرغبة في معرفة كل شئ عن المرض ويكون لديهم العديد من الأسئلة :

  • هل سيكون في استطاعتي العمل كما كنت قبل الإصابة بالمرض ؟
  • هل الإصابة بمرض الفصام تعنى نهاية الأمل في أن أعيش حياة منتجة ؟
  • ماذا سيجلب المستقبل لي ؟

 

تأثير التشخيص المزدوج أو المصاحب

أحياناً تظهر علامات وأعراض مرض الفصام مختلطة مع أعراض مرض الاكتئاب أو مع أعراض أمراض نفسية أخرى أو مع وجود مرض الفصام في شخص مدمن أو شخص يعانى من اضطرابات عضوية أو مشاكل بالنمو . وفى هذه الحالات فإن مسار المرض الأولى "الفصامي" سوف يتأثر - غالباً بطريقة عكسية - مع وجود الاضطراب الثانوي . وفى الناحية الأخرى فإن المسار المتدهور للمرض الفصامي بسبب وجود مرض ثانوي آخر من الممكن تلافيه (turned- around ) وتداركه إذا أمكن علاج هذا المرض مبكراً وبطريقة فعالة .

 

تأثير الأعراض المرضية على المرضى 

 تتفق معظم الدراسات أن التحسن فى مرض الفصام يكون فى المريض الذي يتسم بالصفات الآتية أثناء المرض :-

  • يشعر ويستطيع التعبير عن أحاسيسه وعواطفه .

  • يتمسك بقوة بالمعتقدات والأفكار الخاطئة ويكون شكاكاً بطريقة مرضية .
  • لا يظهر عليه أي اضطراب بالفكر (أي تستطيع أن تفهمه بسهولة) .
  • ألا يكون منطوياً أو منسحباً من الحياة .
  • يبدوا مرتبكا أثناء النوبات الحادة.
  • لديه الكثير من الهلاوس.
  • لا يشعر أو يعانى من الإحساس بالعظمة.

 

وقد لوحظ أن وجود بعض الأعراض المرضية مثل وجود أعراض التخشب الكتاتونى أو الهياج الكتاتونى - بالرغم من أنها تحدث فى المراحل الحادة للمرض - إلا أنها تختفي سريعاً ولا تترك عادة أعراض مرضية بعد تحسن المرض .

 

تأثير الإنجازات الاجتماعية السابقة على مآل المرض

إذا كان المريض قبل المرض ذو شخصية ناضحة واستطاع اكتساب مهارات اجتماعية جيدة ولديه الكثير من الأصدقاء والهوايات واستطاع الحصول على درجة دراسية مناسبة واستطاع الاستمرار فى العمل فإن هذه العوامل كلها تشير إلى مآل جيد للمرض بعد الشفاء وإذا كان المريض لديه عمل قبل المرض فإن ذلك يشير إلى سهولة حصوله على العمل بعد المرض .

 

تأثير السن على مآل المرض

كلما بدأ المرض الفصامى فى سن متأخر كلما كانت فرصة التحسن والاستقرار أفضل.

 

تأثير جنس المريض على مآل المرض 

الفصام يصيب النساء فى سن متأخر ، ويكون انتكاس المرض ودخولهم المستشفى أقل ، واستجابتهم العقاقير المضادة للذهان أفضل ،وتكون نوبات الهياج وميلهم لإيذاء الذات أقل منها عن الرجال .

 

تأثير المناخ الأسرى

أظهرت معظم الدراسات أن الأسر المستقرة – التى لا توجه الكثير من النقد والغضب والتى تكون فيها الروابط العاطفية معقولة ولا يكون الأب أو الأم مرتبطين عاطفياً بشدة بالمريض - تخلق مناخ مناسب يؤدى إلى تحسن مآل المرض . ويقاس تأثير المناخ الأسرى على المريض من خلال قياس تكرار دخوله المستشفى ومدى شدة الأعراض التى يعانى منها .

 

تأثير الانتظام على العلاج

المرضى الذين يلتزمون بالعلاج الطبى والبرامج العلاجية الموضوعة لهم تكون الأعراض المرضية ونسبة العودة للمستشفى لديهم أقل ويؤدى ذلك إلى حياة مستقرة . والعلاجات المتخصصة (مثل العلاج بالعمل والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ) تؤدى إلى استقرار المريض وتمنع الانتكاس المبكر للمرض.

 

ماذا يستطيع الأقارب أن يقدموه لتحسين مسار المرض ؟

معرفة كل شئ عن المرض – أعراضه ، طرق العلاج ، المسارات المحتملة للمرض – يمكن الأسرة من أن تزيد المقدرة على حل المشاكل واكتساب مهارات التعامل مع الأزمات وبذلك تساعد المريض على التحسن والشفاء .

 

إرشادات للأسرة والأقارب

  • تعلم كيف تتعرف على الأعراض المنذرة للمرض .
  • ابحث عن المساعدة من الأخصائيين مبكراً .
  • علم نفسك كل شئ عن المرض .
  • يجب أن يكون لديك توقعات واقعية عن حالة المريض .

 

كيف تحسن فرصتك فى الشفاء ؟

    إذا كنت تعانى من مرض الفصام فإن هناك طرق عديدة يمكن عن طريقها تحسين الفرصة فى سرعة التحسن والشفاء بإذن الله .

  1. من الهام جداً عدم إنكار وجود المرض وإدعاء أن الأعراض هى بسبب المشاكل من الآخرين أو أن انتكاس المرض فى المستقبل هو شئ مستحيل .
  1. ليس من السهل قبولك تشخيص المرض بأنه فصام ، وأنه سوف يؤثر على قدراتك 000 ولكن مع قبول الحقيقة فإنك تكون قد كسبت نصف المعركة .
  2. معرفة الحقيقة وأنك عرضه للمرض والانتكاس هو موقف قوة منك لأنك بذلك تستطيع أن تقرأ وتتعلم كل شئ عن مرضك وأن تشارك بإيجابية فى البرامج العلاجية .
  3. كلما ازداد علمك عن الأدوية النفسية كلما كان من السهل عليك وعلى طبيبك المسئول عن العلاج التوصل للعلاج المناسب لحالتك .
  4. كلما ازداد معرفتك بحالتك كلما ازداد مشاركتك وتفاعلك مع الطبيب المعالج وبذلك تستطيع الحصول على أفضل علاج .

 

 

المراجع:

  1. د. أبو العزائم محمود جمال ؛ مستشار الطب النفسى ؛ الفصام .
  2. د. عبد الله السبيعي إستشاري وأستاذ الطب النفسي ، الفصام ، كلية الطب جامعة الملك سعود ؛ رئيس المجلس السعودي للطب النفسي
  3. د. جيمس ويلليس و د.ج.أ. ماركس ؛ الموجز الإرشادي عن الأمراض النفسية ؛ ترجمة: الدكتور محمد عماد فضلي ؛ عدد الصفحات: 187- طبعة 1996 .
  4. جاسم العرادي وفاء  ؛ النفسي للفصام .
    1. http://nafsany.com/showarticle.php?idd=41
    2. http://bafree.net/hisn/psy-ref.shtml
    3. http://www.acmls.org/Book_List/book45.htm
    4. http://www.filnafs.com/schizo.html