التداخلات الدوائية

التداخلات الدوائية، ما هي انواع التداخلات الدوائية، العوامل التي تؤثر في حدوث التداخلات الدوائية، متى ينبغي استشارة الطبيب للوقاية من التداخلات الدوائية، تداخل

  • 680 مشاهدة
  • Jan 29,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سارة ابراهيم
  • ( تعليق)
التداخلات الدوائية

التداخلات الدوائية

 

عندما نأخذ أكثر من نوع من الأدوية في نفس الوقت، يُمكن أن يزيد ذلك من تأثيراتها الجانبيَّة، وهذا لا ينطبق على الأدوية فقط، بل أيضاً بعض أنواع الطعام أو الشراب التي نتناولها إلى جانب الدواء التي قد تسبِّب ذلك.

المقصود بمصطلح التداخل الدوائي؛ أيّ عندما تؤثِّر أو تتداخل مادَّةٌ ما، مثل بعض أنواع الأطعمة أو الأدوية الأخرى، مع عمل الدواء في الجسم؛ حيث يصبح الدواء عند تناول هذه المادَّة أقلَّ فعالية في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يُصبح الدواء أكثر فعاليةً لدرجةٍ قد تصبح خطيرة على الجسم، وتختلف أعراض التداخل الدوائي بين دواءٍ وآخر، وحسب المادة التي تتداخل في عمل الدواء.

 

ما هي أنواع التداخلات الدوائية؟

هناك عدَّة أنواع من التداخلات الدوائيَّة، تتضمن:

  • تداخل الأدوية فيما بينها، أو التداخل دواء- دواء:

وهو أكثر أنواع التداخل الدوائي شيوعاً، ويحدث عندما يتم تناول أكثر من دواء في نفس الوقت، حيث يؤدِّي ذلك إلى ازدياد تأثير الدواء بشكلٍ ملحوظ، أو تزداد بعض أضراره الجانبيَّة، أو تقلِّل فعاليته، ومن أبرز الأمثلة على التداخل الدوائي، تناول مُميِّعات الدم؛  مثل الوارافارين Warfarin  مع الأدوية المضادة للفطور، الأمر الذي يزيد من تأثير المُميِّع للدم، أو المانع لتجلُّط الدم للوارافارين، ممَّا يُمكن أن يسبِّب أعراضاً خطيرة، مثل النزف الشديد، ويعود السَّبب في ذلك أنّ الأدوية المُضادة للفطور تثبط عمل أنزيمات مُعيَّنة في الجسم؛ مِمَّا يؤثِّر على استقلاب الجسم لدواء الوارافارين، ويزيد من تأثيراته.

من الأمثلة أيضاً على التداخل الدوائي، تناول بعض الأدوية المضادة للحساسية، مثل مضادات الهيستامين من الجيل الأوَّل، مثل سيبروهيبتادين Cyproheptadine مع الأدوية المنوِّمة، فيزيد من الشُّعور بالنُّعاس.

كذلك ينبغي الانتباه عند تناول الأدوية التي لا تحتاج وصفةً طبيَّة، مثل إيبوبروفين Ibuprofen  مع مدرَّات البول، فقد يسبِّب ذلك تقليل فعالية مُدرَّات البول، نظراً لكون إيبوبروفين يزيد من حبس الماء في الجسم.

  • تداخل الأدوية مع المكمِّلات الغذائيَّة:

كثيرٌ من النَّاس يتناولون المُكمِّلات الغذائيَّة، والفيتامينات دون استشارة الطبيب، وقد يكون تناول مثل تلك المكمِّلات أمراً جيِّداً لتعويض نقص العناصر الغذائيَّة في الجسم، لكن يُمكن أن تتداخل مع بعض أنواع الأدوية، كما يحدث عند تناول مكمِّلات الكالسيوم مع دواء ليفوثيروكسين Levothyroxine ، الذي يُعطى في قصور الغدَّة الدرقيَّة، حيث يقلِّل الكالسيوم من امتصاص الجسم لهذا الدواء، وينبغي استشارة الطبيب لتعديل الجرعة.

كذلك الأمر عند تناول مكمِّلات الكالسيوم مع بعض مضادات الحموضة، فيمكن أن يؤدِّي ذلك إلى زيادة مستويات الكالسيوم في الجسم.

لذلك عندما يصف الطبيب أي دواء؛ ينبغي ذكر الأدوية أو المكمِّلات التي يتناولها المريض.

  •  تداخل الأدوية مع الطعام:

يُمكن أن تؤثِّر بعض أنواع الطعام في طريقة استقلاب الجسم للدواء، وعلى رأس تلك الأطعمة الجريب فروت، الذي يسبِّب تناوله تثبيط أنزيم CYP3A4 ، والذي له دورٌ في استقلاب العديد من الأدوية في الأمعاء، وبالتَّالي فإنَّ تناول الجريب فروت يُمكن أن يزيد من مستويات تلك الأدوية في الدم، أي يزداد تأثيرها، وأهم تلك الأدوية التي يتداخل الجريب فروت في عملها الأدوية الخافضة لضغط الدم، والأدوية التي تخفِّض الكوليسترول، ومضادات الحساسية، والأدوية المضادة للقلق، والستيروئيدات القشريَّة. وتختلف تأثيرات الجريب فروت بين شخصٍ وآخر، حيث يُمكن ألّا تظهر أي أعراض على البعض، في حين يُمكن أن يُعاني البعض الآخر من أعراضٍ شديدة؛ مثل انحلال الخلايا العضليَّة الذي يحدث عند تناول الستاتينات الخافضة للدُّهون مع الجريب الفروت.

  • التداخل بين الأدوية والكحول:

يُمكن أن يؤثِّر تناول الكحول على عمل العديد من الأدوية التي تحتوي في تركيبتها على الكحول، مثل الأدوية المضادة للسُّعال، والمليِّنات التي تُستخدم لعلاج الإمساك، حيث يزيد تأثير الكحول عند تناوله مع تلك الأدوية، كذلك يزيد الكحول من تأثير بعض الأدوية، مثل الأدوية المنوِّمة، ومضادات الهيستامين والبينزوديازبين، حيث يسبِّب تناول الكحول زيادة تأثير هذه الأدوية على الجهاز العصبي، ممَّا يزيد الشعور بالنُّعاس.

  • التداخل بين الأدوية والعقاقير المخدِّرة:

قد يسبِّب تعاطي المخدَّرات مع بعض أنواع الأدوية إلى تأثيرات شديدة الخطورة، مهدِّدةً للحياة، على سبيل المثال، تعاطي الكوكايين عند تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل سيتالوبرام citalopram ، يُمكن أن يسبِّب نزيفاً في الدِّماغ قد يؤدِّي إلى الموت.

كذلك، تعاطي الحشيش مع الأدوية المضادة للذّهان، مثل كلوزابين clozapine ، يُقلِّل من مستويات الدواء في الدم، وبالتَّالي يقلِّل من فعاليته.

  • تداخل الأدوية مع الاختبارات الطبيَّة:

هناك بعض الأدوية يُمكن أن تتداخل مع بعض الاختبارات الطبيَّة أو المعمليَّة التي تُجرى لتأكيد تشخيص بعض الأمراض، الأمر الذي قد يؤدِّي إلى نتائج اختبار غير دقيقة، فعلى سبيل المثال، الأدوية المضادة للاكتئاب ثُلاثيَّة الحلقات، تتداخل مع اختبارات وخز الجلد المُستخدمة لتحديد ما إذا كان شخصٌ ما يُعاني من حساسية معيَّنة.

  • التداخل الدوائي مع بعض الأمراض:

يُمكن أن يؤدِّي استخدام دواء ما إلى تفاقم أعراض مرضٍ مُعيَّن، أو يُمكن أن تزيد بعض الأمراض والحالات الصحيّة من خطر الآثار الجانبيَّة لأدويةٍ مُعيَّنة، على سبيل المثال، الأدوية المضادة للاحتقان التي تُستخدم في علاج الزُّكام تزيد من ارتفاع ضغط الدم عند المرضى الذين من يُعانون من ارتفاع الضغط.  

 

العوامل التي تؤثِّر في حدوث التداخلات الدوائية

كما ذكرنا آنفاً، فإنّ التداخل الدوائي قد يختلف بين شخصٍ وآخر، وقد يكون لبعض العوامل دوراً في ذلك، مثل:

  • جرعة الدواء: الجرعة هي كميَّة من الدواء المُعطى لفتراتٍ زمنيَّة محدَّدة، ويُمكن أن يكون سبب التداخل الدوائي هو عدم الإلتزام بالجُّرعة المحدَّدة وزيادتها أو إنقاصها دون استشارة الطبيب.
  • الوزن: يعتمد تحديد جرعة العديد من الأدوية على وزن المريض، حيث يُمكن أن تؤثِّر التغييرات في الوزن على تأثير الدواء، ويتطلَّب ذلك تعديل الجرعة.
  • الجنس: أيضاً يتعلَّق تحديد جرعة الدواء بكون المريض ذكر أو أنثى، حيث يُمكن أن تلعب الهرمونات دوراً في تأثيرات الدواء، فعلى سبيل المثال، دواء زولبيديم zolpidem ، يتم تخفيض الجُّرعة إلى النِّصف عند النِّساء عن الجرعة التي تُعطى للرِّجال.
  • العمر: مع التقدُّم في العمر، يُمكن أن تتغيَّر طريقة الجسم في التعامل مع الأدوية، وتقل كفاءة بعض الأجهزة؛ مثل الكبد والكلية، الأمر الذي قد يؤدِّي إلى بطء في طرح الدواء من الجسم، وزيادة تأثيراته.
  • الوراثة: الاختلافات الجينيَّة بين شخصٍ وآخر؛ يُمكن أن تجعل نفس الدواء يعمل بشكلٍ مُختلف، حيث يُمكن أن تؤثِّر الشيفرة الوراثيَّة الخاصَّة بكلِّ شخصٍ على طريقة تفاعل جسمه مع الدواء، لهذا قد تظهر تأثيرات الدواء عليه بشكلٍ أسرع أو أبطأ من غيره.
  • التمرين: التمارين الرياضيَّة يُمكن أن تؤثِّر على طريقة عمل بعض الأدوية، كما يحدث عند مُمارسة التمارين الرياضيَّة مع العلاج بالأنسولين، حيث يحدث انخفاضاً شديداً في سُكَّر الدم.
  • النِّظام الغذائي: يُمكن أيضاً أن يؤثِّر على عمل بعض الأدوية، مثلاً تقل فعالية الأدوية الموسِّعة للقصبات عند الإفراط في تناول الدُّهون.

 

متى ينبغي استشارة الطبيب؟

أفضل وسيلة لتقليل التداخلات الدوائيَّة هي استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء جديد، بما في ذلك المكمِّلات الغذائيَّة، والفيتامينات، والمسكنات التي تُعطى دون وصفةٍ طبيَّة، وينبغي طلب المشورة الطبيَّة على الفور في الحالات التالية:

  • عدم ظهور التأثيرات المتوقَّعة للدواء، أو ظهور أعراض غير متوقَّعة.
  • ظهور أعراض جانبيَّة غير اعتياديَّة للدواء.
  • ظهور علامات حساسية؛ مثل الحكَّة الشديدة، والطفح الجلدي.
  • صعوبة التنفُّس، أو النُّعاس الشديد بعد تناول الدواء.