تعريف النظام الرأسمالي

النظام الرأسمالي,الاقتصاد الرأسمالي,الرأسمالية,الاقتصاد الحر,السوق الحرة,الأسواق الحرة,اقتصاد السوق,اقتصاد السوق الحر,الاقتصاد الحر,النظام الرأسمالي,الرأسمالية

  • 992 مشاهدة
  • Feb 03,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب هيا الشيخ
  • ( تعليق)
تعريف النظام الرأسمالي
تعريف النظام الرأسمالي
 

تشير كلمة الاقتصاد بشكل عام إلى كل ما يمتلكه العالم من ثروات وموارد تتمثل بإنتاج السلع واستهلاكها.

ويعرف العالم نوعين من الاقتصادات هما الاقتصاد الرسمي والاقتصاد غير الرسمي، فالاقتصاد الرسمي هو  الاقتصاد الذي تقوده السلطة الحاكمة أو السوق الحرة، ومن أمثلته النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي، بينما الاقتصاد غير الرسمي هو الاقتصاد الذي لا تحكمه لوائح رسمية أو سياسة معينة.

في هذا المقال ستقتصر على التعريفبالنظام الرأسمالي من خلال بيان مفهومه وتوضيح إيجابيات هذا النظام وسلبياته كأحد أشكال الاقتصاد الرسمي.

 

مفهوم النظام الرأسمالي:

الرأسمالية أو ما يُعرف تحت اسم النظام الرأسمالي هو عبارة عن نظام اقتصادي يتبنى منطق اجتماعي وفكري يرتكز على العمل على تطوير الملكيّات الفردية وتنمية أساليب الحفاظ عليها، لهذا فهو يختلف عن غيره من الأنظمة الاقتصادية بانتشار الأسواق، وغياب العنصر الحكومي من الأعمال.

ومصطلح النظام الرأسمالي يشير إلى النظام الذي يعتمد نمط محدد من الاقتصاد، أي الاقتصاد الذي يعتمد على سياسة العرض والطلب في إنتاجه للمواد والسلع والخدمات المختلفة، لذلك فإن النظام الرأسمالي يعرف أيضاُباسم اقتصاد السوق.

والنظام الرأسمالي أيضاً هو النظام الذي يتيح للأفراد والمؤسسات امتلاك السلع الرأسمالية، وهو الاقتصاد الذي يتبع سياسة السوق، إذ تعتمد فيه الشركات على إنتاج السلع والمواد والخدمات المختلفة بالاعتماد على مبدأ العرض والطلب في السوق، كبديل عن الاقتصاد الموجّه.

يعرف النظام الرأسمالي أيضاً بأنه أسلوب وطريقة تنظم الاقتصاد بحيث يحق للأفراد والشركات الخاصة بدلاً من الحكومات أن تمتلك الماديات التي تستخدم في إنتاج السلع أو نقلها، مثل الأراضي والمصانع والعربات والمحروقات.

 

نشأة النظام الرأسمالي:

يُعد الفرنسي لويس بلان هو أول من استخدم مصطلح الرأسمالية، وحدث ذلك عام 1850 ليعبر من خلال ذلك المصطلح عن ملكية الأفراد لوسائل الإنتاج من مصانع وآلات ومعامل بدلاً من الملكية المشتركة.

فبمرور الوقت ومع التقدم التكنولوجي وحيث لم يعد مهماً أن تُبنى المصانع على مقربة من الماء أو طواحين الهواء للاستفادة من طاقتها، اتجهت أنظار المستثمرين إلى بناء المصانع في المدن حيث تتوفر الكثير من القوى العاملة، نتيجة ذلك ارتفعت نسب بناء المصانع الجديدة ارتفاعاً ملحوظاً، وازدادت بالنتيجة أعداد السلع المنتجة.

وبالتزامن مع الثورة الصناعية التي حدثت في إنجلترا والتي بدأت نتائجها بالظهور في أواخر القرن الثامن عشر، ازداد  الطلب على الصناعات المحلية، وهذا بدوره دفع إلى المزيد من الإنتاج، لكن وبسبب غياب المشاركة الحكومية في ذلك الاقتصاد حينهافقد ظهر نظام اقتصادي جديد يقوم على الملكية الخاصة للأفراد والشركات لوسائل الإنتاج وهذا ما عُرف بالاقتصاد الرأسمالي.

وقد ساد العمل وفق النظام الاقتصادي الرأسمالي في العالم الغربي منذ ذلك الحين، فتجد غالبية المصانع والمعامل والشركات الإنتاجية تتبع في ملكيتها إلى القطاع الخاص.

 

سمات النظام الرأسمالي:

يغلب على النظام الاقتصادي الرأسمالي سبع سمات مهمة تميزه عن الأنظمة الاقتصادية الأخرى:

  1. الملكية الفردية:أبرز ملامح وسمات النظام الرأسمالي هي الملكية الخاصة حيث أن الأفراد لديهم الحق الكامل في حيازة ممتلكات خاصة، قد تكون ماديةمثل المصانع والمعامل والمنازل الآليات أو غير مادية مثل الأسهم والوثائق، كما يحق لأي فرد وفق هذا النظام أن يتصرف بممتلكاته بالشكل الذي يريد، وبعد وفاته تنتقل جميع أمواله وممتلكاته إلى أهله وورثته.

  2. الحرية المطلقة في ممارسة الأعمال والأنشطة التجارية:يتيح النظام الرأسمالي لأي شخص منتجاً كان أم مستهلكاً أن يأخذ القرار الاقتصادي الذي يراه مناسباً له والذي يخدم مصلحته الشخصية بدون الحاجة إلى أخذ موافقة الحكومة أو السلطة.
  3. تحقيق الأرباح:يعتبر تحقيق أكبر ربح ممكن هو جوهر النظام الاقتصادي وأساس عمله، حيث يكون هدف كافة الشركات وغايتها الرئيسية هو إنتاج السلع وتحقيق أعلى نسبة مبيعات وبالتالي تحقيق أعلى نسبة من الأرباح.
  4. اعتماد السعر على آلية العرض والطلب:يخضع الإنتاج في النظام الرأسمالي إلى سياسة العرض والطلب، هذا يعني أن الأسعار أيضاً تخضع لهذه السياسة، أي ليس هناك دور للحكومة في تحديد أسعار السلع أو المنتجات في الاقتصاد الرأسمالي.
  5. سيادة المستهلك: لأن المستهلك يملك مطلق الصلاحية في تحديد احتياجاته فهو إذاً من يتحكم بإنتاج الشركات من المواد والكميات، وبالتالي فإن السوق بأكمله يخضع إلى متطلبات المستهلك.
  6. عدم التدخل من قبل الحكومة: تتميز الرأسمالية بغياب الدور الحكومي في المشاركة بأعمال المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية، لذلك يتمتع كلٌ من الشركات المنتجة والأفراد المستهلكين في اتخاذ القرارات الخاصة والمتعلقة بالمنتجات والخدمات المتنوعة، على سبيل المثال يحق للعميل الذي لا تعجبه سلعة ما أن يشتري أخرى غيرها، ويحق للمستثمرين ورجال الأعمال أن يبحثوا عن مشاريع مربحة أكثر، والأمر كذلك أيضاً بالنسبة للقوى العاملة، إذ يحق لأي عامل أن يترك وظيفته في حال عثوره على عمل أفضل وبأجر أعلى.
  7. سيادة المرونة في سوق العمل: يمتلك أصحاب الشركات والعمل الصلاحية الكاملة في توظيف القوى العاملة التي يحتاجونها وفصل القوى التي لا يريدونها.

 

إيجابيات وسلبيات النظام الرأسمالي:

لا يختلف اثنان حول حقيقة أن النظام الرأسمالي ساهم بشكل فعال في تطوير القطاع الاقتصادي وتنميته، لكن هذا لا يُلغي السلبيات الواضحة التي حملتها الرأسمالية.

 

إيجابيات النظام الرأسمالي:

  • إتاحة المجال أمام المستهلك كي يختار السلعة التي يفضل ساعد على خلق روح من المنافسة بين المؤسسات التجارية والمصانع مما أدى بدوره إلى تحسين جودة السلع والخدمات في السوق.

  • مبدأ الاعتماد على سياسة العرض والطلب جعل المنتجون يتنافسون على تقديم أفضل المنتجات بأقل الأسعار.

  • التنمية الاقتصادية التي يحققها النظام الاقتصادي تلعب دوراً مهماً في تحسين الناتج الإجمالي على مستوى الدولة ككل والذي بدوره يساعد على رفع المستوى المعيشي لأبناء الدولة.

 

سلبيات النظام الرأسمالي:

  • احتمالية احتكار السلطة من قبل أحد الشركات أو الأشخاص، فعندما يكون شخص ما أو شركة معينة هي الوحيدة القادرة على تقديم سلعة ما فإنها قد تسيئ استخدام سلطتها، فتعمل على احتكار سلعتها وطلب أسعار باهظة مقابل تقديم منتجاتها إلى السوق.

  • انتشار الفروق الطبقية، لأن النظام الرأسمالي يسمح للأفراد بحيازة الممتلكات الخاصة وأحقية نقلها للورثة، لكن المشكلة هنا أن توريث الملكيات بهذا الشكل سيسبب  بقاء الثروات والأموال بأيدي العائلات ذاتها مما يؤدي إلى تفاوت في طبقات المجتمع، وبالتالي تفاوت في الثروات.

  • انتشار البطالة والركود الاقتصادي، لأن النظام الاقتصادي القائم على سوق العرض والطلب والمستهلكين والمنتجين لابد وأن يمر بمراحل متفاوتة فيشهد أحياناً نمواً واضحاً ويعاني في أحيانٍ أخرى من الانحدار.

 

إذاً خلاصة ماسبق أن الرأسمالية هي نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج مملوكة من قبل الأفراد والشركات الخاصة وليس الحكومة، ويتميز هذا الاقتصاد بأن المنافسة التي تنشأ في السوق الحرة بين المستثمرين وأصحاب وسائل الإنتاج هي التي تحدد المنتجات وأسعارها.

وعلى الرغم مما عاد به النظام الرأسمالي من مزايا ساهمت في نمو الاقتصاد وتطوره وتحسين المستوى المعيشي، إلا أنه لا يمكن غض النظر عن سلبياتها العديدة.

المراجع:

SarwatJahan and Ahmed Saber Mahmud, What Is Capitalism

مقالات متعلقة في تعريفات منوعة