صمغ الزانثان

صمغ الزانثان، تاريخ اكتشاف صمغ الزانثان، كيفية إنتاج صمغ الزانثان، استخدامات صمغ الزانثان، الفوائد الصحية لصمغ الزانثان، أضرار صمغ الزانثان، الفرق بين صمغ ال

  • 985 مشاهدة
  • Feb 18,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب علي ف ياغي
  • ( تعليق)
صمغ الزانثان

صمغ الزانثان

 

هو نوع من المواد المثبتة التي تُضاف لبعض الأصناف الغذائيَّة المختلفة؛ لإعطائها قواماً سميكاً وإكسابها ثخانة، ويتميَّز الزانثان بأنَّه يحتوي على العديد من جزيئات السُكَّر، وعند تخمُّر السكر بفعل بكتيريا المستصفرة المرجية (Xanthomonas campestris)، يعُطي مادَّةً لزجة يُضاف لها نسبةً محدَّدةً من الكحول، ثم تجفّف وتحوّل إلى مسحوق، وعند إضافته للسوائل يتحوَّل إلى مادَّةٍ لزجة سميكة.

وهذه المادَّة اللزجة تُستخرج من البذور الطبيعية، أو من بعض الأعشاب البحريَّة، أو من عصارة بعض أنواع النباتات، وتتميَّز مادَّة الصمغ بأنَّها قابلةً للذوبان في الماء، وهي شديدة اللزوجة، كما يُمكن تصنيعها بواسطة بعض المواد الطبيعيَّة؛ مثل مادَّة السيليلوز، أو مادَّة النشا.

ويُستخدم صمغ الزانثان في الأطعمة المُعلبة الخالية من الغلوتين؛ مثل الصلصات والمُثلَّجات، بالإضافة إلى دخوله في صناعة الكثير من مُستحضرات التجميل، وعند إضافة الزانثان إلى المُثلَّجات، فإنَّه يُعطيها طعماً كريميَّاً، كما أنَّه يُحافظ على قِوام مُستحضرات التجميل، لأنَّ مواد التجميل ستبقى بحالةٍ سائلة إذا لم يُضاف إليها صمغ الزانثان.

 

تاريخ اكتشافه

اكتُشِفَ صمغ الزانثان عام 1963م، وأثبت العُلماء بعدما أجروا العديد من الدِّراسات والاختبارات عليه، بأنَّه أمانٌ على صِحَّة الإنسان بدرجةٍ عالية، ومن المُمكن استخدامه دون قيود، وبالكميَّات المرغوب فيها لأيِّ صنفٍ غذائي، وحصل صمغ الزانثان على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكيَّة.

 

كيفيَّة إنتاج صمغ الزانثان

يُنتج صمغ الزانثان بوضع بعض من أنواع البكتيريا؛ كبعض أنواع الكربوهيدرات ضمن وسطٍ مناسب، مثل القمح والذُّرة وقصب السكر، وبعد نمو البكتيريا تُضاف إلى محلولٍ مُعيَّن يحتوي على مواد تُساعد في عمليَّة التخمُّر، والحصول على المادَّة الصمغيَّة، بعد تمام عمليَّة التخمُّر، تنتقل هذه البكتيريا إلى مناطق أخرى مُخصَّصة لها، وذلك للمساعدة في عمليَّة تحوُّل الجلوكوز الموجود في المواد الكربوهيدراتيَّة إلى (مادَّة السكاريد)، وهي المادَّة الفعَّالة التي تدخل بتكوين الصمغ بشكلٍ عام.

وتحتاج عمليَّة التخمُّر غالباً إلى يومين، أو ما يُقارب من الأربعة أيَّام، وعند انتهاء هذه العمليَّة، يبدأ تعقيم مادَّة مُتعدِّدة السكاريد، إلى أن يتم وقف نشاط الأنزيمات والبكتيريا الخاصَّةِ بها، وبعد هذا يتم التخلُّص من البكتيريا، مِن خلال عزلها عن مادَّة السكاريد بواسطة عمليَّة الطرد المركزي، وبهذه الطريقة نحصُل على صمغ الزانثان، ثُمَّ يتم تجفيف الصَّمغ، وطحنه من أجل الحصول على مادَّة سريعة الذوبان في الماء.

 

استخدامات صمغ الزانثان

يمتلك صمغ الزانثان الكثير من الاستخدامات، خصوصا في المجال الطبِّي والعلاجي، ونذكر منها:

  •  استخدامه في علاج الكولِّيسترول ومرض السُكَّري، فهو يُخفِّض من مستوى السُكَّر والكوليسترول الإجمالي في الدم.
  •  يدخل في تصنيع بعض الأدوية، ويُستعمل كمُليِّناً للأمعاء.
  •  يدخل في تصنيع المُنتجات العلاجيَّة؛ مثل معاجين الأسنان وغيرها.
  •  يدخل في تصنيع المُنتجات المثبِتة للأطعمة، لأنَّه يُعطيها قواماً ثخيناً.
  •  يمنح الأطعمة القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المُختلفة.
  •  يمنع المكوّنات المركبة للأطعمة، أو المستحضرات الطبيَّة من الانفصال عن بعضها البعض، ويُبقيها متماسكة، مِمَّا يُسهّل أمر خروجها من العبوَّات بكُلِّ سلاسة، مثل معجون الأسنان، لأنَّه يُدعّم تعليق الحبيبات الصَّلبة في السوائل؛ مثل غسول البشرة
  •  يُستخدم صمغ الزانثان في صناعة الخُبز بدلاً من استخدام البيض؛ عن طريق وضع ملعقة أو اثنتين من صمغ الزانثان بدلا من كُلِّ بيضة.
  •  يُستخدم في زيادة سماكة العصائر والكوكتيلات؛ للحصول على مشروبٍ مُنخفض السُّعرات الحراريَّة.
  •  يُستخدم صمغ الزانثان بصناعة الشامبوهات التي تُصنُّع في المنزل، وذلك بإضافة الصَّمغ لصودا الخبيز مع أيِّ نوعٍ من أنواع الصَّابون

 

الفوائد الصحيَّة لصمغ الزانثان

  • مُكافحة مرض السَّرطان: صمغ الزانثان يُبطّئ من تكاثر ونموِّ الخلايا السرطانيَّة، بحسب دراساتٍ أجريت على فئران تجارب، ولكن هذه النتائج لم تُطبَّق على البشر، مِمَّا جعل نتيجة هذه الدِّراسة غير مثبتة نسبةً للبشر.
  • يُساعد على خفض مُستوى الكوليسترول الضار بالدم، مِمَّا يؤدِّي للحدّ من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • حسَّن صمغ الزانثان حركة الأمعاء عن طريق زيادة حركة الماء في الأمعاء؛ الأمر الذي أكسب البراز الليونة لأجل خروجه من الجسم بدون صعوبات الإمساك.
  • زيادة كثافة وإفراز اللُّعاب: فهو يُعتبر علاجاً جيّداً للأشخاص الذين يُعانون صعوبةً في البلع؛ مثل مرضى الأعصاب أو كبار السن، وغالباً يُستخدم كعلاج بديل عن اللعاب للأشخاص الذين يُعانون جفافاً في الفم.
  • فقدان الوزن، لأنَّ صمغ الزانثان يؤخّر إفراغ المعدة، ويعود السَّبب لأنه يُبطّئ عمليَّة الهضم، كما ذُكرنا سابقاً، مِمَّا يقلّل الإحساس بالجوع والرَّغبة بتناول الطعام، وعلى الرَّغم من أنّه مُصنّع في المُختبرات، إلا أنَّ صمغ الزانثان يحتوي على أليافٍ قابلة للذوبان بالماء، ويحتوي كربوهيدرات لا يتمكَّن الجسم من تفتيتها أو هضمها، كما أنَّه لا يحتوي أي سُعرات حراريّة، أو أي عناصر غذائية.

 

أضرار صمغ الزانثان

على الرَّغم من تأكيد العُلماء سلامة استخدام صمغ الزانثان، بعد نتائج الدِّراسات التي أجراها عددٌ من الباحثين في عام 1987م على خمسة رجالٍ طُلِبَ منهم تناول صمغ الزانثان بشكلٍ يومي ولمُدَّة ثلاثة أسابيع متتالية، الأمر الذي أثبت عدم وجود أيَّة آثارٍ صحيَّةٍ ضارَّة على الإنسان، وأكَّد أنَّه آمنٌ تماماً للاستهلاك.

لكن رُبَّما يكون الزانثان أقلَّ أماناً على شريحةٍ مُعيَّنة تُعاني من ظروفٍ خاصَّة، أو أمراض مُعيَّنة، ونذكر منها:

  • الأشخاص الذين يشكون من الإسهال؛ وأمراض سلس البُراز أو أيَّة مشاكل بالجِّهاز الهضمي، لأنَّ صمغ الزانثان يزيد من ليونة البراز ويُسهّل حركته، لأنَّه يحبس الرطوبة داخل الأمعاء، فاستخدامه بهذه الحالة سوف يجعل التحكُّم بالأمر يزداد صعوبةً، ويرفع من حِدّة الإسهال.
  • الأشخاص الذين يشكون من الحساسية عند تناولهم أو استخدامهم لصمغ الزانثان، كالأشخاص الذين لديهم حساسيةً مُفرطة تجاه الخضراوات الصليبيَّة؛ مثل البروكلي والملفوف واللِّفت، والسَّبب هو أنَّ صمغ الزانثان صُنِّع من نفس نوع البكتيريا التي تعيش على هذه الأنوع من النباتات، فهو يزيد من الغازات المِعويَّة، ويُسبّب الانتفاخ، وعدم الشُّعور بالرَّاحة.
  • وربَّما يُعاني بعض المُستخدمين للزانثان من أعراضٍ تُشبه الإصابة بمرض الإنفلونزا؛ مثل تهيُّج الحنجرة والأنف، إضافةً لمشاكل في الرئة.
  • ويؤثِّر صمغ الزانثان بطريقةٍ سلبيَّة على البكتيريا النافعة التي توجد داخل الأمعاء
  • أمَّا المرأة الحامل أو المرضعة، فعليها أن تبتعد عن استخدام المُنتجات التي تحتوي على صمغ الزانثان؛ لأنَّه لا يوجد أبحاث ودراساتٍ كافية لمعرفة مدى سلامته على الأم وجنينها أثناء الحمل والرضاعة.
  • الأشخاص الذين يشكون من آلام في المعدة، أو انسدادٍ، أو تضيُّق في الأمعاء.
  • الأشخاص المُصابون بمرض السُكَّري، والذين يتناولون عقاقير تُخفّض نسبة السُكَّر في الدم، لأنَّ صمغ الزانثان يقلِّل من امتصاص السُكَّر، وربَّما يُصبح من أحد مضاعفاته مع مثل هذه العقاقير انخفاضاً لنسبة السُكَّر في الدم لمستوياتٍ خطيرة.

 

الفرق بين صمغ الزانثان والصمغ العربي

لعلَّ الكثيرين - بعد جميع ما ذكر - بدأ يتسائل هل صمغ الزانثان هو الصمغ العربي؟

إنَّ صمغ الزانثان مُتعدِّد السكاريد المُعقَّد، والمُصنّع داخل المُختبرات، يختلف عن الصمغ العربي، فالصَّمغ العربي مُستخلص طبيعياً، حيث يُستخرج من أشجار الأكاسيا البريَّة، والتي يكثر زراعتها في الهند وباكستان.

لكن من جهةٍ أخرى يُعتبر صمغ الزانثان بديلاً صناعيَّاً عن الصمغ العربي، بشرط أن لا تزيد الجُرعة اليوميَّة منه عن 15 غرام، وصمغ الزانثان والصمغ العربي يتشابهان بأنَّهما قابلان للذوبان في الماء، ويُستعملان كمكمّلٍ غذائيٍّ جاف يزيد من سماكة المُنتجات؛ سواء منتجات العناية بالبشرة، أو المُنتجات الغذائيَّة.

مقالات متعلقة في تعريفات منوعة