كيفية انتقال مرض الكوليرا

مرض الكوليرا,الكوليرا, كيفية الوقاية من مرض الكوليرا,كوليرا, انتقال مرض الكوليرا, علاج الكوليرا,وباء الكوليرا, طريقة انتقال مرض الكوليرا, طرق انتقال مرض الكولي

  • 1106 مشاهدة
  • Jan 16,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب هيا الشيخ
  • ( تعليق)
كيفية انتقال مرض الكوليرا

كيف ينتقل مرض الكوليرا

يخبرنا التاريخُ الطِّبي بأنّه كثيرًا ما عانى العالم من أوبئة وأمراض فتكت بسكان الكرة الأرضية وتسببت بأعدادٍ كبيرة من الوفيات، مما جعل العلماء يبذلون جهودًا حثيثةًلاكتشاف مسبباتتلك الأوبئة، وتصنيفاتها ومعرفة أعراضها واختلاطاتها، والأهم من ذلك كلّه هو معرفة كيفية علاجها، وتصنيع اللقاح الذي يقي من الإصابة بها.

ونذكر منالاوبئة التي تفشت وانتشرت بشكل مخيف على شكل جائحات متعددة وسببت وفيات بأعداد كبيرةوباء الكوليرا.

مرض الكوليرا:

مصدر الكوليرا الأول حسب الترجيحات العلمية كان من الهند خلال القرن التاسع عشر بالقرب من نهر يسمى الغانج الذي كان شديد التلوث، وعل الرغم من ذلك إلا أن ميتهه كانت هي الاستخدام الرئيسي للسكان المنطقة، حدثت الإصابة وبدأ المرض بالانتشاروسرعان ما حدث تفشي وبائي في المنطقة انتقلت لاحقًا إلى أوروبا وروسيا عن طريق التُجّار والمسافرين من تلك المنطقة المتوطن بها المرض، وصُنّفت تلك الحاثة بأنها أول جائحة، ثم تبعتها جائحات أخرى بفواصل زمنية مختلفة.

ولقد حدث 7 جائحات منذ العام1817، وكان المصدرمنطقة متوطنة في الهند، أثرت 5 منها بقارة أوروباوانتشرت 4 منها إلى القارة الأمريكية، سببت هذه الجوائح وفيات بأعداد كبيرة في جميع أنحاء العالم، والجائحة الأخيرة والتي كانت السابعة بدأت بقارة آسيا وانتشرت إلى أفريقيا.

وقدّر الباحثون الإصابات بأعداد تتراوح مابين مليون ل أربعة ملايين إصابة في كل سنة، عدد الوفيات يصل إلى 150 ألف شخص حول العالم.
تكمن المشكلة في جرثومة الكوليرا هو شدتها بإحداث الأعراض وسرعة انتشارها وانتقالها من شخص لآخر، فهي تصنف جرثومة شديدة العدوى، وفي حال التأخر بالعلاج تصبح حياة المريض في خطر حقيقي.
والكوليرا أو الهيضة نوع من أنواع الجراثيم تصنف بسلبية الغرام أي أنها لاتتلون بالصبغة، حجمها 1-3 ميكرومتر طولًا، ويبلغ قطرها 0.5-0.8 ميكرومتر، شكلها يشبه العصية ولها سوط يُمكّنها من التحرك، وهي بكتريا مُعدية بشدة، تدخل الجسم عن طريق الفم وتتوضع بالأمعاء وتُحدِث الإصابة بها، بحيث تفرز ذيفان معوي يُبطّن الغشاء المخاطي المعوي محدثًا الإسهال الغزير، ويعود الفضل للعالم الألماني روبرت كوخ باكتشاف العامل الممرض وذلك عام 1883.
كان يٌعد الإنسان سابقًا هوالمستودع الرئيسي لهذه البكتريا، لكن تبيّن لاحقًا أن المياه والطعام الملوثين هما أيضا مستودعين للكوليرا.
 

سلالات الكوليرا:

لدى ضمة الهيضة(الكوليرا) العديد من الأنماط المصلية، نمطين من هذه الأنماط هي المسؤولة عن الجوائح هما O1 وO139، ولايوجد فرق بالأعراض المسببة بأي من الأنماط.

 

أعراض الكوليرا:

1. الإسهال الشديد والمستمر وهو إسهال مائي بكميات كبيرة يسبب خسارة كميات كبيرة من السوائل والأملاح الموجودة في الجسم، ويحدث ذلك بسرعة قد لاتتجاوز عدة ساعات مسببة هبوط حاد بضغط الدم وبالتالي تجفاف، يتلوه اضطراب استقلابي شديد بالجسم وحدوث حُماض لبني، قد يودي بحياة المريض خلال عدة ساعات إن لم يعالج.

2. الإقياء لايكون شديد عادةً لكنه قد يحدث.

3. قصور كلوي حاد: تالي لنقص الحجم في الدوران الدموي، يتظاهر بشُح الصادر البولي.
4. تسرع القلب لتعويض خسارة الحجم الدوراني.
5. تقلصات عضلية مؤلمة 
تتطور الأعراض خلال ساعتين إلى عشر ساعات، وتسوء حالته جدًا، وقد تحدث الوفاة إن لم تتخذ التدابير الإسعافية.
قد يكون بعض المرضى غير عرضيين، وبعضهم الآخر قد تكون أعراضه خفيفة أو متوسطة، وقد لايكون المريض عرضي بالرغم من وجود البكتريا في البراز وهو مايُسمّى بالحضانة حيث تستمر من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، وبهذا يكون المريض معدي وهو لايعلم أنّه مصاب.
 

طرق انتقال الكوليرا:

تنطرح بكتريا الكوليرا مع براز المريض وتنتقل للإنسان السليم عند تناوله للمياه أو الطعام الملوثين بالبكتريا، وتسمى العدوى برازية فموية، أي تنتقل من براز المصاب عن طريق الفم إلى الشخص السليم، أي مصدر طعام أو شراب ملوث فهو ينقل الجرثومة إلى الإنسان السليم، ويجب لحدوث العدوى انتقال كميات كبيرة من البكتريا لتتمكن من تجاوز حموضة المعدة والوصول للأمعاء حيث تنمو وتطلق الذيفانات المؤذية، ولهذا نلاحظ أن بعض الفئات معرضة أكثر من غيرها للإصابة مثلًا: الأطفال والمسنون، مرضى القرحة المعدية يتناولون مثبطات حموضة المعدة وبالتالي يسهل على جراثيم الكوليرا اختراق الحموضة المعدية.

الأطفال الرضع يمتلكون مناعة من الأمهات المرضعات إن سبق وتعرضن للإصابة.

وتتواجد الكوليرا في أماكن عديدة نذكر منها:

1. مياه السواحل أو التجمعات المائية قليلة الملوحة، حيث تسمح هذه البيئة للكوليرا بالنمو والتكاثر، وبالتالي استخدام الانسان لهذه المياه في الشرب يؤدي إلى تفشي الإصابة في المنطقة بأكملها.

2. قد تنمو بكتيريا الكوليرا حتى على الأطعمة المطهوة، وذلك عندما تترك مفتوحة ومعرضة للهواء لساعات عديدة بدون تبريد، خاصةً في مناطق توطن المرض.

3. قد تنتقل أيضًا عن طريق تناول لحوم البحرالنيئة والملوثة بالكوليرا.
4. في البلدان النامية تستخدم مياه الصرف الصحي في زراعة الخضار والفاكهة، وهذا من أهم المصادر لانتقال المرض وتفشيه.
5. قد تنمو الكوليرا على سطوح الأتربة وعلى الماء في الآبار العامة، خاصةً في المناطق المكتظة بالسكان كالأحياء الفقيرة أو مخيمات اللجوء.
6. الكوارث الصحية مثل اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي تؤدي إلى تفشي المرض بشكل كبير.
7. تحدث الجائحات عادةً في حالة الحروب حيث تضطرب الخدمة العامة للصرف الصحي. 
تكون العدوى أكثر في الأشهر الصيفية، ولأسباب غير معروفة لوحظ أن الاشخاص ذوي الزمرة الدموية O هم أكثر عرضةً للإصابة بالكوليرا.
 

وحسب السابق نلخص طرق انتقال الكوليرا إلى:

1. شرب المياه الملوثة بالصرف الصحي.

2. أكل اللحوم البحرية النيئة.

3. تناول الخضار والفواكه الملوثة بمياه وأسمدة غير صحية كما في البلدان الفقيرة.
4. تناول الطعام المطبوخ والمحفوظ بدرجة حرارة الغرفة في المناطق المتوطنة بالمرض.
التشخيص:
كماذكرنا سابقًا أن الكوليرا تُطرح مع براز المصاب لذا التشخيص يعتمد على زراعة البراز للشخص المصاب، وهوالتشخيص المؤكد.
في حال عدم القدرة على إجراء اختبار الزرع يمكن التوجه للإصابة من الأعراض السريرية.
 

علاج مرض الكوليرا

1. الإماهة: العلاج بسيط في معظم الحالات يعتمد على التعويض السريع للسوائل التي فقدها الجسم عن طريق شرب المياه بكثرة في حال كانت الاصابة خفيفة، يجب أن تكون هذه السوائل المعاضة مُحضّرة من ماء معقم أو مغلي.

2. إماهة وريدية: في حال الإصابة الشديدة والوصول لحالة الصدمة يجب تعويض السوائل عن طريق الوريد بشكل عاجل.

3. الصادات الحيوية: من الممكن أن تساعد الصادات مثل (التتراسكلين) و(الدوكسيسكلين)على تخفيف شدة الإسهال، ونلجأ إليها في الحالات الشديدة.
4. الزنك: لوحظ فائدة من استخدام الزنك لزيادة قوة جهاز المناعة في الجسم وتخفيف حِدّة الإسهال.
 

كيفية الوقاية من الكوليرا

1. تكون الوقاية أولًا بتجنب المياه والطعام الملوثين.
2. تنقية المياه أو استخدام الماء المغلي.
3. سقاية الخضار والفاكهة بماء صحي ومُنقّى.
4. الاحتفاظ بالأطعمة تحت التبريد الجيد.
5. عدم تناول اللحوم البحرية النيئة.
6. عدم السماح للنفايات البشرية بالتكدس.
7. التطعيم عند السفر إلى مناطق موبوءة.
 
ختامًا جدير بنا القول بأن الأمراض التي كانت سابقًا تهدد البشرية باتت الآن تحت السيطرة، فقد كانت الكوليرا سابقًا تحصد أرواح الملايين من البشر، وكانت تشكل خطر حقيقي يهدد سكان العالم أجمع، حاليًا مازال يوجد بعض المناطق الحاضنة للمرض وهي تتركز بالمناطق النامية والدول الفقيرة خصوصًا قارة أفريقيا، ولذا مازالت منظمة الصحة العالمية تقوم ببرامج توعية وبرامج صحية للحد من انتشار الكوليرا، ودرءً لخطر تفشي جائحات خطيرة يصعب السيطرة عليها، حيث تم وضع استراتيجيات عالمية للقضاء على الكوليرا عنوانها: (وضع حد للكوليرا)في العام 2017 وتهدف لخفض نسبة الوفيات المسببة بالكوليرا بنسبة تصل حتى 90% في غضون العام 2030.