ما هي هرمونات الأنوثة

ما هي هرمونات الانوثة، هرمونات الانوثة، وظائف هرمونات الانوثة، هرمونات الانوثة في البلوغ، دور هرمونات الانوثة في تنظيم الدورة الشهرية، هرمونات الانوثة والحمل،

  • 714 مشاهدة
  • Jan 16,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب سارة ابراهيم
  • ( تعليق)
ما هي هرمونات الأنوثة

ما هي هرمونات الأنوثة؟

 

الهرمونات عبارة عن مواد كيميائيَّة يتم إفرازها من قبل الغدد الصَّماء إلى مجرى الدم؛ لتمارس وظيفتها في تنظيم العديد من العمليَّات الحيويَّة في الجسم، ويعدّ هرموني الاستروجين والبروجستيرون هرمونات  الأنوثة الرئيسيَّة، والتي لا تؤثِّر على وظيفة الجهاز التناسلي لدى المرأة فحسب، إنَّما لها تأثيرٌ على الجسم بأكمله.

تابعي معنا سيدتي في هذا المقال كل ما يتعلَّق بهرمونات الأنوثة.

 

 هرمونات الأنوثة

 

إنَّ الهرمونات الرئيسيَّة الأنثويَّة هي هرموني الاستروجين والبروجسترون:

- هرمون الاستروجين: هو الهرمون الذي يتم إنتاجه بشكلٍ رئيسي من المبايض، ولكن تنتج الغدد الكظريَّة، والخلايا الدهنيَّة والمشيمة أثناء الحمل كميَّات قليلة من هذا الهرمون، ويؤثِّر الاستروجين على مُختلف المراحل التي يمر بها جسم المرأة، بما في ذلك البلوغ، والحمل، وسنَّ اليأس.

 

كما يؤثِّر على العديد من أنسجة الجسم بما في ذلك الأوعية الدموية والعضلات، والجلد، لذلك يُمكن أن يزيد خطر الأمراض القلبيَّة والعدوى مع انخفاض مستويات الاستروجين، وتختلف مستويات هرمون الاستروجين في الدَّم بين امرأةٍ وأخرى، كما تتغيَّر هذه المستويات بشكلٍ كبير خلال الدورة الشهريَّة، ولكن بشكلٍ عام تُعتبر مستويات الاستروجين ضمن النطاق الطبيعي عندما تتراوح بين  15-350 بيكوغرام / مل عند الإناث البالغات قبل سنِّ اليأس، بينما قد لا تتجاوز مستويات الاستروجين 10 بيكوغرام/مل عند الإناث بعد سنِّ اليأس.

 

- هرمون البروجسترون: ويتم إنتاجه من المبيض والغدد الكظريَّة والمشيمة، وتزداد مستويات هرمون البروجسترون بشكلٍ ملحوظ أثناء الإباضة، كما يرتفع هذا الهرمون بشكلٍ كبير أثناء الحمل، وهرمون البروجسترون مهم لتنظيم الدورة الشهريَّة وتهيئة الجِّسم للحمل، ويُمكن أن يؤدِّي انخفاض مستوى البروجسترون إلى اضطرابات في الدَّورة الشهريَّة وصعوبة الحمل، كما يزيد احتمال حدوث مُضاعفات أثناء الحمل.

 

- التستوستيرون: بالرَّغم من أنّ هرمون التستوستيرون هو الهرمون الجنسي الرئيسي عند الذُّكور، لكن أيضاً يتم إنتاجه بكميَّات قليلة من الغدَّة الكظريَّة المبيض عند الإناث، حيث لا تتجاوز مُستويات التستوستيرون في الدَّم لدى المرأة 15 إلى 70 نانوجرام لكل ديسيلتر (نانوجرام / ديسيلتر)، ولهرمون التستوستيرون تأثيرٌ هام على جسم المرأة؛ فهو مُهم لإنتاج خلايا الدَّم الحمراء، والحفاظ على قوَّة العضلات والعظام، كما أنّ له دورٌ فعَّال في الخصوبة والرَّغبة الجنسيَّة، وتنظيم الدورة الشهريَّة لدى المرأة.

 

وظائف هرمونات الأنوثة

كما ذكرنا سابقاً، فإنّ هرمونات الأنوثة تؤثِّر على مُختلف أعضاء الجسم، وتتداخل في العديد من العمليَّات الحيويَّة، وتتغيَّر وظيفة هذه الهرمونات ومستوياتها حسب احتياجات الجِّسم، تبعاً للمرحلة التي يمرُّ بها، ولهذا السَّبب نجد تقلُّبات هرمونيَّة عند الدُّخول في مرحلة البلوغ، أو عند الحمل، أو مع اقتراب سن اليأس، وفيما يلي أهم تأثيرات هرمونات الأنوثة.

 

 هرمونات الأنوثة في البلوغ

 يحدث البلوغ لدى مُعظم الإناث بين عمر 8 و 13 عام بتأثير الهرمونات، حيث يزيد إنتاج هرمونات الغُدَّة النخاميَّة التي تحفِّز المبيض لإنتاج الهرمونات، وخاصةً هرمون الاستروجين، وتؤدِّي زيادة هرمون الاستروجين إلى تطوُّر معظم الصفات الأنثويَّة في مرحلة البلوغ، مثل:

 

- حدوث الطمث أو بدء الدَّورة الشهريَّة.
- زيادة نمو الثديين.
- تطوُّر المبيض والرَّحم والمهبل.
- زيادة الدُّهون في الجسم، وخاصَّةً في منطقة الأرداف.
- نمو شعر الإبط والعانة.

 

دور هرمونات الأنوثة في تنظيم الدورة الشهريَّة

تحدث الدورة الشهريَّة الأولى، أو الطمث الأوَّل بعد حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات من بدء نمو الثديين، أي بين عمر 10 و 16 عام لدى معظم الإناث، وعادةً ما تكون الفترات بين الطموث أو الدَّورة الشهريَّة مُنتظمة، وتتراوح بين 28 و34 يوم، ويستمر نزيف الطمث ما بين 3 و 7 أيَّام، ويمكن أن تختلف بين امرأةٍ وأخرى، وخلال مراحل الحياة أو عند استخدام موانع الحمل الهرمونيَّة، وبالتزامن مع التغيُّر في مستويات الهرمونات، تمر الدورة الشهريَّة بالمراحل التالية:

 

- المرحلة الجرابية: كل شهر تزداد سماكة الغشاء المُخاطي الذي يبطِّن الرَّحم استعداداً لاستقبال بويضة مخصَّبة في حال حدوث إخصاب، وفي حال عدم وجود بويضة مُخصَّبة يتساقط الغشاء المُخاطي المتكاثف للرَّحم عبر المهبل؛ ويحدث الطمث، وهذا ما يُعرف بالمرحلة الجرابيَّة، وتبدأ الدورة الشهريَّة من اليوم الأوَّل لنزول دم الطمث، أي أنّ كل طمث هو بداية دورةً شهريَّةً جديدة.

 

 وتكون مستويات هرمونات الأنوثة الاستروجين والبروجسترون منخفضة للغاية خلال الطمث، وقد يكون هذا ما يُفسِّر تغيُّرات المزاج، وزيادة الانفعال التي تُعاني منها العديد من النِّساء خلال الطمث، وخلال هذه المرحلة يزداد إنتاج الهرمون النخامي المنّبه للجريبات FSH، والذي يحفِّز نمو عدَّة جريبات داخل المبيض، وكل جريب يحتوي بداخله على بويضة.

 

 ومع انخفاض هرمونات الأنوثة عند حدوث الطمث، يستمرّ نمو جريب واحد،  وتتفكَّك بقيَّة الجريبات، وعندما يُفرز هذا الجريب الاستروجين، فإنّ المستويات المرتفعة من هذا الهرمون تحفِّز الغدَّة النخاميَّة على زيادة إنتاج الهرمون اللوتيني LH، وتستمر هذه المرحلة حوالي أسبوعين.

 

- الإباضة، أو مرحلة التبويض: تؤدِّي زيادة إنتاج الهرمون اللوتيني LH  إلى تمزُّق الجريب، وتحرُّر البويضة منه، وعادةً ما تستمر هذه المرحلة حوالي 16 إلى 32 ساعة، ويبدأ تلقيح البويضة أو الإخصاب خلال 12 ساعة بعد مغادرتها للمبيض.

 

- المرحلة الأصفريَّة: بعد حدوث الإباضة تبدأ المرحلة الأصفريَّة، حيث ينغلق الجريب المتمزِّق بعد تحرُّر البويضة منه، ويزداد إنتاج هرمون البروجسترون الذي يحفِّز نمو بطانة الرَّحم؛ ليهيِّئه لاستقبال البيضة الملقَّحة في حال حدوث الإخصاب، وإذا لم يحدث الإخصاب، تنخفض مستويات الاستروجين والبروجستيرون مرَّةً أخرى، وتتساقط بطانة الرَّحم المتكاثفة لتخرج مع دم الطمث، وتبدأ دورةً شهريَّةً جديدة.

 

هرمونات الأنوثة والحمل

يحدث الحمل عندما تنغرس البويضة المخصَّبة داخل بطانة الرَّحم، وبعد حدوث الانغراس، يبدأ تطوُّر المشيمة التي تُنتِج أيضاً الهرمونات، بما في ذلك هرمون البروجسترون، والريلاكسين، والهرمون الموجَّه للغدد التناسليَّة المشيمائيَّة HCG ، والذي يُسبِّب ارتفاع مستوياته في الدَّم إلى تحفيز إنتاج المزيد من هرمون الاستروجين والبروجسترون،  وهذا الارتفاع السَّريع في مستويات الهرمونات يُسبِّب ظهور أعراض الحمل المبكِّرة، مثل الغثيان والقيء وزيادة الحاجة إلى التبوُّل.

 

في الأسابيع الأولى من الحمل تزداد مستويات هرمون البروجسترون بالتدريج، ليحرِّض على زيادة سماكة عنق الرَّحم، وتشكيل السدادة المخاطيَّة، وتستمر مستويات هرمونات الاستروجين والبروجستيرون بالارتفاع خلال الثلث الثاني من الحمل، وتبدأ خلايا المشيمة بإنتاج هرمون يُسمَّى اللاكتوجين المشيمي البشريHPL، الذي ينظِّم عمليَّة التمثيل الغذائي عند المرأة الحامل.

 

 ويُساعد على تغذية الجنين ونموِّه، بينما يُساعد هرمون الريلاكسين في استرخاء عضلات الرَّحم، ويمنع حدوث أي تقلُّصات في جدار الرَّحم حتى نهاية الحمل، كما يُساعد على استرخاء الأربطة والأوتار في الحوض.

 

عند انتهاء الحمل تنخفض مستويات الهرمونات بالتدريج، لتعود  تدريجيَّاً إلى مستوياتها ما قبل الحمل، ويُمكن للرضاعة الطبيعيَّة أيضاً أن تُسبِّب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في الجسم، ممَّا قد يمنع حدوث التبويض خلال فترة الإرضاع.

 

الرَّغبة الجنسية، ومنع الحمل

لهرمونات الأنوثة دوراً رئيسيَّاً في التحكُّم بالرَّغبة الجنسيَّة لدى المرأة، حيث يُسبِّب ارتفاع مستويات كل من هرموني الاستروجين والبروجستيرون قبل الإباضة مباشرةً، لزيادة الرَّغبة الجنسيَّة لدى المرأة، بينما تؤدِّي العوامل التي تخفِّض هذه الهرمونات في تناقص الرَّغبة الجنسيَّة لدى المرأة.

 

 كما يحدث في سنِّ اليأس بعد انقطاع الطمث، أو عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونيَّة، أو عند الخضوع لعملٍ جراحي لاستئصال المبيض، أو الغدَّةِ الكظريَّة.

 

هرمونات الأنوثة خلال سنِّ اليأس، والمرحلة التي تسبقه

 

تبدأ مستويات هرمون الاستروجين في التقلُّب، بينما تبدأ مُستويات هرمون البروجسترون في الانخفاض بالتدريج في المرحلة التي تسبق سنَّ اليأس، وانقطاع الطمث، ويُسبِّب انخفاض هذه الهرمونات زيادة جفاف المهبل، وعدم انتظام الدورة الشهريَّة، وانخفاض الرَّغبة الجنسيَّة.

 

بعد مرور سنة كاملة على انقطاع الطمث؛ تكون المرأة قد وصلت سِنَّ اليأس، ويقل تقلُّب الهرمونات، ولكن تُصبح هذه الهرمونات ثابتة عند مُستوياتٍ مُنخفضة، الأمر الذي يزيد خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحيَّة، مثل هشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدمويَّة.

 

وأخيراً، إذا كانت لديكِ أيَّة مخاوف بشأن مُستويات الهرمونات لديك، لا تترددي باستشارة طبيبك، فقد يكون من الضَّروري أحياناً إجراء بعض الفحوصات، للتأكُّد من ما إذا كانت الهرمونات ضمن مستوياتها الطبيعيَّة، أو إذا كانت تغيُّراتها تُعتبر مؤشِّراً لحالةٍ مرضيَّة.