عوامل قيام الصناعة

عوامل قيام الصناعة، الصناعة، قيام الصناعة، أهمية الصناعة، أقسام الصناعة، أنواع الصناعات، الصناعة وعلاقتها الهامة بالتجارة، الصناعة البدائية، الصناعة البسيطة، ا

  • 1302 مشاهدة
  • Feb 11,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب وائل حمزة
  • ( تعليق)
عوامل قيام الصناعة

عوامل قيام الصِّناعة

 

الصِّناعة 

الصناعة هي تحويل المواد الأوليّة أو الخام إلى مُنتجات ذات فائدة تعمّ على الفرد والمجتمع، وتُمكِّنها من خدمته، بالإضافة للمردود المادِّي العائد على المُصنِّع.
كان من قبل يُطلق مُصطلح الصِّناعة على الصِّناعات ذات التقنيات، مثل: (صناعة المُحرِّكات، والصناعة النسيجيّة، والصناعة الغذائيّة)، أمَّا في وقتنا الحالي يُطلق هذا المُصطلح على كُل خدمة يُقابلها ربحٌ مالي، مثل: الصِّناعة المصرفيّة.
وتتنوَّع الصَّناعة كثيراً، ولها العديد من الأنواع، ولكن من أَهَمّها: (الصِّناعة الاستخراجيَّة والتّعدين)، وتعمل هذه الصناعة على استخراج المواد الخام من باطن الأرض، ويكون استخراج المواد الخام؛ مثل الإسمنت، والفوسفات من مهام الصِّناعة الاستخراجيّة، أمَّا النِّفط والغاز، بالإضافة للمعادن من مهام صناعة التعدين.
ويرتبط الإنتاج الصِّناعي بدورة الأعمال وقطاع الخدمات، وقطاع الخدمات هو صناعة تقوم بتقديم كُل ما يَلزَم من خدمات لنجاح مشروعٍ ما، بدلاً من تقديم سِلعٍ ملموسة.



عوامل قيام الصناعة 

لقيام الصِّناعة ونهضتها بقوَّة؛ يجب أن تتوفَّر المقوِّمات التالية:

  • العوامل الطبيعيَّة:

وتتألَّف هذه العوامل من عِدَّة أقسام، هي:

  1.  الموقع الجغرافي: فعند القيام بصناعةٍ ما، يجب اختيار المكان المُناسب لبناء المصنع أو المعمل، بحيث يكون بعيداً عن التجمعات والمناطق السكنيّة، وقريباً من الخدمات، ووسائل النّقل، والماء وغيرها.
  2.  الظُّروف المناخيّة: كُل صناعة لها مناخُها الخاص، مثل الصِّناعة النسيجيَّة والغزل، وتتركَّز في منطقة الدّلتا، لتوفُّر المناخ المُلائم للزِّراعة، وتقع أيضاً أهميَّة المناخ في الصناعة، لمعرفة اتِّجاه الرياح في المنطقة عند بناء مصنع لديهِ مداخن كبيرة، حتّى لا تتجه الأدخِنة إلى المناطق السكنيّة.
  3.  خصائص السَّطح: يُفضَّل اختيار مكان البناء على أرضٍ مُستوية، لا يوجد فيها تعرُّجات أو مُرتفعات، لسهولة التنقُّل للعُمَّال ومُعدَّات الإنتاج.
  4.  المواد الخام: عند القيام بصناعةٍ ما، يجب أن تتوفَّر المواد الخام الضروريّة لقيام هذه الصناعة، مثل: مواد خام زراعيّة، كـ(الذُّرة، والقمح، والقُطن، والكِتَّان)، ومواد خام حيوانيّة، كـ(الأبقار، والأغنام، والّلحوم)، ومواد خام معدنيّة، كـ(الحديد، والفوسفات، والمنجنيز).
  5.  مصادر الطاقة: تحتاج الصِّناعات لمصادر طاقة مُختلفة، مثل (الفحم، ومُشتقات البترول، والغاز الطبيعي)، بالإضافة لمصادر طاقة مُتجدِّدة، مثل (الطاقة الكهرومائيَّة، والطاقة الشمسيّة، والطاقة النوويّة السليمة).

 

  • العوامل البشرية:

للعوامل البشريَّة عِدَّة أفرع، هي:

  1.  الأيدي العاملة: لا يُمكن نجاح أي صناعة مهما كانت تمتلك من تقنيات متطوِّرة من دون الأيدي العاملة، حيث يجب أن يتوفَّر عددٌ كبيرٌ من العُمَّال من ذوي الخبرة والمهارات الفنيّة الّتي تتطلَّبها الصِّناعة المُراد إنتاجَها.
  2.  رأس المال: استِحالة إقامة صناعة مهما كانت صغيرة من دونِ رأس المال، فهو العامل القوي لنجاحِها.
  3.  النَّقل والمواصلات: وتُعتبر من أهمّ العوامل لقيام الصِّناعة، لتأمين النَّقل للعُمَّال والمواد الخام، والمُنتجات المُصنَّعة.
  4.  السُّوق: عامِلٌ هام في الصّناعة، وهو عبارة عن سوقٍ محليّة من مُتطلَّبات السُكَّان للمُنتجات، والسّوق الخارجيّة، وهي تصدير المُنتجات لدول الجوار والعالم، مِمَّا يؤدِّي لتحريك عجلة الإنتاج، والزّيادة في الأرباح.


أهميَّة الصِّناعة

  •  تأمين فُرَص عمل، وعلاجٌ هام لمُشكلة البطالة.
  •  زيادة ميزان الصادرات، وانخفاض ميزان الواردات، مِمَّا يُساهم في توفير العُملات الأجنبيّة؛ وذلك من خلال تَصنيع بعض من المُنتجات الواردة محليّاً.
  •  تَرفع مُعدَّلات النّمو الاقتصادي، مِمَّا ينعكس بشكلٍ إيجابي على المواطن.
  •  زيادة قوّة الدّولة.
  •  تحقيق الاكتفاء الذَّاتي.
  •  تُساهم بِتَخفيض أسعار المُنتجات بسبب تصنيعها محليّاً، وتكون أقل من المُنتجات الواردة.


أقسام الصناعة

تُقسم الصناعة إلى ثلاثة أقسام، هي:

  1.  الصِّناعات البدائيّة: وهي الصناعة التي لا تعتمد على الآلات والتِقنيّات، ولا يدخُل بها القوى المحرِّكة، بل كُل اعتمادها على الخامة والخبرات والمهارات اليدويّة، وقد مارسها الإنسان منذُ عصورٍ قديمة، ولا تزال هذه الصِّناعة قائمةً في عصرنا هذا، وتُمارس في الكثير من المناطق، مثل إفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبيّة، ومن هذه الصّناعات: الصِّناعة الفخاريّة، ودبغ الجلود، وتجفيف اللحوم بأساليب بدائيّة، وتُعد هذه الصّناعة وسيلةً لادِّخار المال، وتأمين مُتطلَّبات الحياة، فهي تكون عند بعض السُكَّان الوسيلة الوحيدة لتأمين مدخولهم، مثل صناعة السِجَّاد في إيران وتُركيَّا، والحفر بأدواتٍ بسيطة على المعادن في مصر والجزائر، وصناعة الألعاب في سويسرا واليابان، بالإضافة للحِرف القَدِيمَة الّتي ما زالت تُستخدم في المملكة العربيّة السعودية، مثل صناعة الأحذية الجلديّة، للمشالح والعباءة الصوفيّة.
  2.  الصِّناعات البسيطة: وهي صناعةٌ تعتمد على المواد الخام المتوفِّرة محليَّاً، ولا تحتاج إلى رأس مالٍ كبير، ولا تعتمد على الخبرات والمهارات مثل غيرها من الصناعات، وتُعد هذه الصِّناعة بمثابة الخادم للصِّناعات الحديثة، ومن هذه الصِّناعات: حفظ الفواكه والخضراوات في الثَّلاجات من أجل تَصديرها، وقَطع الأخشاب وتقليمها، وتَعليب التُّمور، وطَحن الحبوب للحصول على الدّقيق .
  3.  الصِّناعة الحديثة: وهي الصِّناعة التي تَرتكز على رؤوس الأموال الضّخمة، والأيدي العاملة ذات الخبرات الكبيرة والمهارات الفنيّة، بالإضافة لتوفُّر المواد الخام بكمياَّتٍ هائلة، وظهرت هذه الصِّناعة بعد اكتشاف البُخار، وقُدراته القويّة في تشغيل آلاتٍ عملاقة في القرن الثامن عشر، وتحديداً إبان الثَّورة الصّناعيَّة، وقد ساهمَ في هذا التَّوسُّع، استخدامات الفحم؛ وخاصَّةً في مجال المعادن، مثل الحديد، حيث ساعد على تطور هذه الصناعة.

وكانت الصّناعات الحديثة مُحتكرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة وغرب أوربا، ولكن لم يَدُم هذا الأمر طويلاً حتّى انتشرت هذه الصّناعات في اليابان، وروسيا والصين، وانتقلت بعد ذلك لشرق أوروبا، ومن ثمَّ لبعض دول العالم الإسلامي.


أنواع الصِّناعات

يوجد الكثير من الأنواع للصّناعات، نذكر البعض منها:

  •  الصِّناعات المُعمّرة: وكان يعمل بها الإنسان منذُ القِدم؛ بالرَّغم من قِلّة الوسائل المُساعدة والمتطوِّرة، وهي صناعة القِطارات، والبواخر والسُّفُن، والطائرات، وكل الآلات الثقيلة.
  •  الصِّناعة التحويليّة: وهي الصّناعة الّتي تُعالج المواد الخام، وتحويلها إلى مُنتجاتٍ وسِلع ذات فائدةٍ للمُستهلك، مثل الأطعمة، والمشروبات، والنِّفط، والفحم، والمعادن.
  •  الصّناعة الثَّقيلة: وهي صناعة تحتاج إلى موارد ماليّة كبيرة، وتدخُل هذه الصّناعة في جميع المُنتجات المُعقّدة وكبيرة الحجم، واشتهر هذا المُصطلح في كوريا واليابان عند بِناء مشاريع كبيرة .
  •  صناعة الغابات: وهي صناعة تعتمد على الأشجار بشكلٍ رئيسي، حيثُ تُستخدم في هذه الصِّناعة أوراق الأشجار وأخشابها، ويُطلق مُصطلح صناعة الغابات على المُنتجات المعتمِدة على أوراق الشّجر وَأَخْشَابهَا وَأَغْصَانهَا، مثل، صناعة الأثاث.
  •  الصّناعة الحيوانيّة: وتعتمد هذه الصّناعة على الثّروة الحيوانيّة في صناعة مُنتجاتها، مثل صناعة الألبان والأجبان، وصناعة الجلود.
  •  الصّناعة الزراعيّة: وتعتمد هذه الصِّناعة على المزروعات؛ من نباتاتٍ وأشجار في تَصنيع مُنتجاتها، مثل تجفيف الفواكه، وزيت الزيتون، وتعليب الخُضار والفاكهة، والعصائر الطبيعيَّة.
  •  الصّناعة المعدنيّة: وهي تُعدّ جُزءاً من الصّناعة الاستخراجيَّة، حيثُ يتم استخراج المعادن المُختلفة من باطن الأرض، وتحويلها لسلعٍ ومُنتجات، أو يتم استخدامها في مجالاتٍ علميّة.
  •  الصِّناعة الخفيفة: وهي صناعة لا تحتاج رأس مالٍ كبير، وموجَّهة للمُستهلك مُباشرةً، لتختلف بهذا الأمر عن باقي عددٍ من الصِّناعات الموجّهة للأعمال التجاريّة، مثل الألبسة الخفيفة، والأثاث الرَّخيص الثمن، والأجهزة الإلكترونيّة ذاتُ الجودة المتوسِّطة.


الصناعة، وعلاقتها الهامَّة بالتِّجارة

الصّناعة والتّجارة وجهان لعُملةٍ واحدة، ولا يُمكن الفصل بينهُما، ولديهما ارتباطاٍ وثيقاً، حيث أنَّ العلاقة بينهما علاقةً تكامُليّة، وتُعتبر التجارة هي المُستهلك الأكبر التي تعتمد عليه مُعظم الصِّناعات، حيثُ يقوم القطاع التّجاري بشراء جميع المُنتجات الصناعيَّة، غذائيَّةً كانت أو مُعدَّات، وإعادة بيعها في الأسواق المحليّة وتصديرها للخارج.
لا يُمكن إقامة قطّاع تجاري من غير وجود مُنتجات متنوَّعة وشاملة لكافَّة المُتطلَّبات، وفي المُقابل لا يُمكن إقامة قطّاع صناعي من غير وجود تُجارةً ذات رأس مالٍ ضخم، وقدرتهم على شراء كميّات كبيرة من هذه المُنتجات، وإلّا سوفَ يُصبح هناك رُكُودٌ اقتصادي.

مقالات متعلقة في صناعات