عيد رأس السنة

عيد راس السنة الميلادية، كيف نشا يوم راس السنة، التقويم الغريغوري، سبب اختيار شهر يناير للسنة الجديدة، عادات الشعوب في يوم راس السنة الميلادية، نبذة تاريخية

  • 618 مشاهدة
  • Dec 30,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب وائل حمزة
  • ( تعليق)
عيد رأس السنة

عيد رأس السنة

 

وهو أوَّل يوم تبدأ به السنة الجديدة، وأيضاً يكون الأوَّل في التقويم الغرييغوري، ويُطلق عل التقويم الغريغوري هذا الاسم نسبةً للأب (غريغوريوس)، وهو بما يُعرف بالتقويم الميلادي المُستخدم في كُل أنحاء العالم، ويُطلق عليه التقويم الميلادي لأنَّه يتم قراءة السنين مُنذُ بداية ميلاد عيسى عليه السلام، والذي يبدأ في شهر 1 يناير، كانون الثاني.

جميع بلدان العالم تعتبر أوَّل يومٍ في السنة عطلةً رسميَّة، وتبدأ الاحتفالات مساءً بإطلاق الألعاب الناريَّة، بالإضافة لإقامة الحفلات والسهرات التي يجتمع بها كل المُحبين على العشاء، ويُقيمون الولائم الشهيَّة، لكي يهنئوا بعضهم بعضاً بقدوم سنة جديدة، مع الأمنيات بأن تكون أفضل من السنة التي مضت على الجميع.

 

كيف نشأ يوم رأس السنة

 

يعود ذلك إلى نحو 4000 سنة، حيث كان هُناك دلائل على وجود احتفالات بالسَّنة الجديدة، تناقلت الشعوب منذ ذلك التاريخ هذه العادة، حتَّى وصلت إلى يومنا هذا، وكانت البداية من أعرق حضارة؛ وهي حضارة بابل، فكانت بداية السنة بالنسبة لهم هو اليوم الذي يولد أوَّل قمر في الاعتدال الربيعي، والاعتدال هو ما يحصل في 20 أو 21 أو 22 من شهر مارس (آذار)، بحيث تُصبح الشمس منطبقةً تماماً في هذا اليوم على خط الاستواء، فهذا اليوم يكون تحديداً بداية السنة لدى البابليين.

وكان أول تقويم ظهر هو التقويم الرُّوماني، وهذا التقويم مختلفٌ كليَّاً عمَّا نعرفه في عصرنا هذا، حيث كان يتألَّف من عشرة أشهر فقط، و304 يوم، وبداية السنة الجديد تكون مع الاعتدال الرَّبيعي، لكن على مرّ الزمان أصبح هُناك اختلالٌ في التزامن، وعدم التطابق بين التقويم الذي تمَّ وضعه مع الشمس حين تصبح منطبقةً على خط الاستواء، سبب هذا الأمر مُشكلةً كبيرة، وأصبح يوجد اختلافٌ بالزَّمن والوقت، لذلك تم أخذ قرار بإيجاد حل لهذه المُشكلة  بتاريخ 46 قبل الميلاد، حيث أمر الإمبراطور الروماني بإيجاد حل بالتباحث مع عُلماء الفلك، حتَّى تمَّ الإقرار؛ وأُعلن عن تقويمٍ جديد لا يختلف كثيراً عن التقويم المعمول به، ويكون قريباً منه.

 

سبب اختيار شهر يناير للسنة الجديدة، وعادات الشعوب فيه

 

يعود ذلك لتكريم الإله عند الرُّومان، وهي (آلهة البدايات)، حتَّى اشتُقَّ اسم الشَّهر منه، أمّا عادات الشعوب بهذا العيد، ويجب أن أنوّه بدايةً إلى أنَّ العادات التي سأتطرَّق إلى ذكرها لاحقاً، قد تخلّت بعض الشعوب عن ممارستها، فيما تمسَّك بها آخرون حول العالم، وهي كالتالي:

  • إنكلترا: يعتقد هذا الشعب أنَّه من المفترض في بداية السنة أن يستقبلوا ضيفاً في منزلهم، وأن يجلب هذا الضيف معه شيئاً، كالخبز، أو العصير أو الشراب، لأنَّ هذا الأمر بحسب اعتقادهم يجلب الحظ الجيِّد لهذه السنة.
  • الدنمارك: أمَّا الدنماركيُّون لديهم عادات خاصّة، حيث تجمع كل عائلة كافة الأطباق لديها، ويقومون برميها أمام منازل جيرانهم؛ لاعتقادهم أنَّ هذا الأمر يجلب الحظ.
  • الصين: يبدو أن الصينيّون سوف ينشغلون قليلاً بهذا العيد، لأنَّهم يقومون بطلاء أبوابهم باللون الأحمر، حيث يعتقدون أنَّ هذا اللون يجلب السعادة من بداية السنة.
  • البرازيل: في البرازيل يقوم النَّاس بتقديم الطعام المكوَّن من الأرز والعدس والشوربة، حيث يعتقد البرازيليّون أنَّ هذا الأمر يجلب الثروة، كما أنّهم يُحضِّرون قارباً ويضعون به ما يريدون من مجوهراتٍ، أو شموع، أو ورود، حيث ينطلق هذا القارب من ريو دي جانيرو إلى وسط المُحيط، لجلب الصحَّة والسعادة.
  • ألمانيا: في هذا اليوم يقوم الألمان باستخدام الرَّصاص، ولكن ليس لإطلاق النَّار، بل يُستخدم من خلال سكبه فوق الماء، وعند صبِّه يُعطي أشكالاً مُختلفة، ولكل شكلٍ معنى بالنِّسبة لهم، مثلاً إذا أخذ الرصاص شكل قلب، فهذا دليلٌ على الوقوع بالحب، ومن ثمَّ الزواج في هذا العام، بينما الأشكال الدائريَّة ترمز للحظ الإيجابي، وقد تكون بعض الأشكال مثل مرساة (مرساة السفينة)، والتي تعني أنَّ الشخص  سيحتاج للمساعدة، فيعتقدون أنَّهم بهذه الطريقة قد تنبأوا ببعض أحداث السنة الجديدة.
  • المكسيك: العادة المتبعة للاحتفال برأس السنة في المكسيك غريبة نوعاً ما، فالمكسيكيُّون يُحضرون العنب في هذا اليوم، وبالتحديد 12 حبة بالعدد من دون زيادةٍ أو نقصان، حيث يتناولون تلك الحبات بفتراتٍ مُتقطِّعة؛ حتَّى يكتمل عدد ساعات النهار 12 ساعة، ومن خلال طعم تلك الحبات يتوقعون كيف سوف تكون وقع هذه السنة عليهم، فإذا كانت مُرَّة فهذا يعني بأنَّها سنة سيئة الحظ، وإذا كانت ذات طعمٍ حلو، فهذا يعني بأنَّها سنةً مليئةً بالأمور الجيِّدة.
  • إيطاليا: العدس، هذا ما يبدأ به الإيطاليُّون سنتهم الجديدة، حيث يكون طبق العدس موجودٌ على موائد الطليان، لتكون – وفق اعتقادهم – سنةً مليئةً بالرِّزق ، وكان لديهم مُعتقدٌ آخر قديماً وهو رمي أيّ قطعة أثاث من النافذة، ولكن لم يعد يُستخدم هذا المُعتقد سوى من القلَّة، فلو كُنتم في إيطاليا، فانتبهوا لرؤوسكم في هذا اليوم، والأفضل تجنُّب السير تحت النوافذ.
  • إسبانيا: في إسبانيا تحتل الشوكولا موائد الإسبان، (أعتقد بأنَّ هذا التقليد يُناسبني جدَّاً)، ويُعتبر من العادات والتقاليد الإسبانيَّة العريقة المُتبعة في هذا اليوم، دون وجود مرجع تاريخي لميلاد هذا المُعتقد الذي يُلزمهم بوضع الشوكولا على موائدهم، أو تناولهم لها.
  • فنزويلا: سوف نبدأ بالمثل الذي يقول: "يلي بعيش كتير بشوف كتير"، حيث يجلب الفنزويليُّون حظَّهم في هذا اليوم من خلال ملابسهم الداخليَّة، وليس أيَّ ملابس، حصراً يجب أن يكون لونُها أصفر، حيث يقومون بارتدائها لعلَّها تجلب لهم أشياء جيِّدة، كما أنَّهم يحملون حقائب السَّفر ويطوفون حول منازلهم، حيثُ أنَّ هذا التقليد يجلب لهم حظَّ السَّفر.
  • فرنسا: بلاد الرُقي والرومانسيَّة، لكن وراء ذلك الرُقي يوجد عاداتٌ غريبة لدى الفرنسيين؛ ألا وهي الضَّجيج، حيث يفتعلون الضجيج لظنِّهم أنَّ ذلك الفعل يطرد الرُّوح الشرِّيرة من حياتهم، كما ينظرون لسنتهم الجديدة من خلال الضيف الذي سوف يزورهم، فبحسب الزَّائر تكون السَّنة.
  • اليابان: يُزيِّن اليابانيُّون منازلهم بالورود والزُّهور؛ ظنَّاً منهم أنَّ ذلك الفعل يطرد الرُّوح الشرِّيرة، كما يضحكون بأصواتٍ عالية لذات المُعتقد.
  • هولندا: يحمل الهولنديُّون نباتات تُدعى العرعر، حيث يقومون بحرقها، والدوران بها في أرجاء المنزل، لاعتقادهم بأنَّ هذا الأمر كفيلٌ بطرد الأمراض منه.
  • الإكوادور: يقوم شعب الإكوادور بتدوين كافة الأمور السيِّئة التي حدثت معهم في العام المُنصرم، ومن ثمّ يحرقون الورقة التي دونوا عليها تلك الأحداث في إناءٍ من الفخَّار، حيث أنّ القيام بهذا الأمر - بحسب اعتقادهم – من شأنه إخافة وإقصاء الحظوظ السيئة في العام الجديد.
  • فلندا: يقوم الفلنديُّون في هذا اليوم بزيارة مقابر أحبابهم، ومن ثمَّ يجتمعون بالأصدقاء والأقرباء على ضوء الشموع، ويقدِّمون هديَّةً أساسيَّةً في هذا العيد، وهي عنزةٌ مصنوعةٌ من القش.
  • تُركيا: يعتقد الأتراك بأنَّ ايَّ شخصٍ يُحضر الماء في صباح اليوم الأوَّل من السنة الجديدة سوف يُصبحُ ثريَّاً، كما أنَّهم يقومون برمي الرُّمان في هذا العيد، ويضعون بعضاً من الطحين قبل السنة الجديدة بأيَّامٍ قليلة على باب المنازل.
  • الولايات المتحدة: "تايمز سكويير"، هي السَّاحة ذات الحدث الأهم في يوم رأس السنة، حيث يجتمع الجميع بها ليهنِّئوا بعضهم البعض بقدوم السنة الجديدة، وإقامة حفلات غنائيَّة الممزوجة مع الرَّقص والفرح، والعادة التي تُعتبر من التقاليد هي وجود كرةً بلوريَّةً ضخمة موضوعة على عامود، ويبدأ العد التنازلي بصوت الجمهور، وبعد ذلك تخرج المفرقعات الناريَّة.
  • بورتوريكو: وتنتشر فيها عادات، أراها من وجهة نظري مُزعجةً بعض الشيء، فتخيَّل يا عزيزي عندما تكون في الشارع وأنت تسير مُرتاح البال، وفجأةً يتساقط عليك الماء، حيث أنَّ هذه هي إحدى عاداتهم للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة، فيقومون برشِّ جميع المارَّة بالماء، وحيث يعتقدون بأنّهم عند قيامهم بهذا الأمر يغسلون ويُنظِّفون الإنسان من كُلِّ شيءٍ سيِّئ عاشه من قبل، ليدخل السنة الجديدة نظيفاً، ويستقبل خيرها بِكُلِّ طهارة، ولم يتوقف الأمر هنا فحسب، بل يستخدمون أيضاً السُكَّر، بحيث يقومون برشِّه على كل المنازل، لأنَّهم يعتقدون بانَّ السُكَّر يجذب الحظَّ الجيِّد.

 

مقالات متعلقة في تعريفات منوعة