من هم الشيوعيين

الشيوعية هي حركة تسعي للمساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالشيوعية تسعي لترسيخ العدالة والمساواة بين أفراد الشعب بمختلف الطبقات الاجتماعية.

  • 955 مشاهدة
  • Aug 19,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
من هم الشيوعيين

من هم الشيوعيين

من هم الشيوعيين، الشيوعية هي حركة تسعي للمساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالشيوعية تسعي لترسيخ العدالة والمساواة بين أفراد الشعب بمختلف الطبقات الاجتماعية، عن طريق إلغاء الملكية الخاصة في كل وسائل الإنتاج بصفة عامة سواء صناعيا أو زراعيا، مع العلم بأن الشيوعية مصنفة بالتطرف، ويتم اعتبارها حركة متطرفة يسارية، بسبب تعليماتها شديدة التطرف،  منذ أسسها الألمانيين كلا من كارل ماركس وفريدريك إنجلز علي نظرياتهما، الاثنان الرأسماليان والنموذج الواضح الصريح للرأسمالية، والرأسمالية هي نظام اجتماعي قائم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، النظام المسئول عن الصراع الطبقي، أي عن عدم المساواة الاجتماعية، حيث تفضل الشيوعية تسليم الإنتاج إلى الطبقة العاملة لإقامة علاقات متساوية بين فئات المجتمع والتوزيع الثروات بطريقة عادلة، بينما الحركة الأخيرة للمفهوم الشيوعي فتتمثل في اختفاء النظام السلطوي بمعني أخر اختفاء الدولة، من هنا نستنتج أن الفكر الماركسي وخاصة فيما يتعلق بالصناعة ورأس المال، كان له تأثيرا حاسما وشديدا في روسيا إبان حكم فلاديمير لينين، وحتى جوزيف ستالين الذي طور الفكر الماركسي الشيوعي.

الحركة الشيوعية 

الشيوعية هي حركة سياسية تروج لتشكيل مجتمع بدون طبقات اجتماعية، حيث تكون وسائل الإنتاج ملكية مشتركة، هذا يعني أن الملكية الخاصة لهذه الوسائط لن تكون موجودة، وهو ما سيؤدي بالتالي إلي مشاركة الطبقات العاملة في السلطة، فالمذهب الشيوعي ينتقد الرأسمالية بكل أنواعها، والتي بدأت جذورها بالترسيخ في النصف الأول من القرن التاسع عشر، مع العلم أن بداياته كانت في القرن الثامن عشر،  ومن بين بعض خصائص الشيوعية يمكننا معرفة من هم الشيوعيين كما يلي:

  • تقوم على نظرية الصراع الطبقي.

  • تقترح القضاء على الملكية الخاصة في وسائل الإنتاج.
  • إنه معادية للملكية الفردية.
  • إنها جماعية.
  • الشيوعية تعتبر الدولة هي المساند الشرعي الوحيد للشعب، بينما تطمح في الوقت نفسه إلى اختفاء الدولة لاحقا.
  • تعزز نظام الحزب الواحد.
  • تؤمن الشيوعية بمركزية السلطة.
  • إنها تميل إلى الشمولية.

الفرق بين الشيوعية والاشتراكية

الاشتراكية هي نظام وحركة اجتماعية واقتصادية، تركز على المفهوم الماركسي للصراع الطبقي كمحرك للتغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المجتمع، بينما تعرّف الشيوعية اليوم على أنها أيديولوجية سياسية تمثلها الأحزاب الشيوعية في العالم، من ناحية أخرى، غالبا ما يتم تعريف الاشتراكية اليوم على أنها اتجاه سياسي إصلاحي يساري معتدل، وقد ولد كلا من الاشتراكية والشيوعية من الماركسية، واعتبرت تحليلا لتطور العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سيطورها المجتمع الرأسمالي الجديد.

والفرق بين من هم الشيوعيين، وبين الاشتراكيين، سيكون بمعرفة الفرق بين الشيوعية والاشتراكية، وهذه أبرز الاختلافات:

  • تقترح الاشتراكية تنظيما للصراع الطبقي يؤدي إلى تعايش اجتماعي صحي.
  • تشجع الشيوعية القضاء على الطبقات الاجتماعية حتى يكون هناك مجتمع مكون من الطبقة العاملة.
  • الاشتراكية تري أن الدولة هي المنظم للنظام السياسي والاقتصادي، بما في ذلك وسائل الإنتاج. الشيوعية تؤمن بأن الدولة هي التي لها السيطرة السياسية من خلال الحزب الواحد والسيطرة الاقتصادية من خلال الاستيلاء على وسائل الإنتاج.
  • تروج الاشتراكية لفكرة الدولة التي تنظم وسائل الإنتاج الإستراتيجية، بينما يمكن أن يقع الباقي على المؤسسة الخاصة.
  • تقترح الشيوعية السيطرة الكاملة على النظام الاقتصادي.
  • الاشتراكية تسعى إلى تنظيم الصراع الطبقي المتأصل.
  • الشيوعية تسعى إلى القضاء على هذه الطبقات الاجتماعية.

نتيجة لذلك شكل النقاش الماركسي حركات اشتراكية وشيوعية، على الرغم من أن لها جذورا مشتركة، إلا أنها تقدم اختلافات متعددة من حيث نهجها الأيديولوجي، فبهذا المعنى تقترح الاشتراكية إدارة موارد الدولة من خلال التنظيم الجماعي وتوزيع الثروة المتولدة وفقا لجهود كل فرد، وبالنسبة لبعض المتخصصين، الاشتراكية هي حركة اقتصادية حصرية، لأنها تتمتع بالمرونة الكافية للتكيف مع أنظمة متعددة من التنظيم السياسي، مثل الديمقراطية البرلمانية والديمقراطية المركزية والديمقراطية التشاركية، وعلى الرغم من أن كلا المنهجين نشأ في الماركسية، فإن الشيوعية والاشتراكية ليس لهما اختلافات جوهرية فحسب، بل تغير كل منهما بمرور الوقت.

الشيوعية والدين

الشيوعية هي أولا وأخيرا حركة سياسية واجتماعية واقتصادية تأخذ الصراع الطبقي كمشكلة للمساواة الاجتماعية، والتي يمكن القضاء عليها بتدمير الطبقات الاجتماعية من خلال قمع الملكية الخاصة وغيرها من الإجراءات التي بمجرد وصولها إلى مستوى عال من التطور، سوف تلغي في النهاية وجود الدولة، لكن من هم الشيوعيين الذي كانوا هناك منذ مائة عام عند قيام الثورة البلشفية بإطلاق الماركسية في روسيا كتجربة اجتماعية وسياسية لخلق رجل جديد جرد من جوهره الروحي، للأسف لا تزال حصيلة ضحايا الاضطهاد الديني الشيوعي مستمرة حتى يومنا هذا في البلدان الواقعة تحت سيطرة الشيوعية، بعبارة أكثر بساطة، تكمن الأسباب في حقيقة أن الدين بالنسبة للفلسفة الماركسية هو "أفيون الشعب"، وهو حليف للنظام الذي يقترح قمعه، توجد أربعة أحزاب شيوعية فقط تحكم العالم اليوم، ولكل منها خصائصها الخاصة، على الرغم من أن ثلاثة منها، الصين وكوريا الشمالية وفيتنام لا زالت تحافظ على عدم التسامح الديني، فقد ورثت الشيوعية عن الماركسية اللينينية التي حكمت الاتحاد السوفيتي لمدة 75 عاما واستقرت في أوروبا الشرقية بعد ذلك، مرورا بالحرب العالمية الثانية، وفي كوبا حدثت المواجهة العنيفة للنظام الشيوعي ضد المؤمنين في العامين الأولين من الثورة وعلى الرغم من عدم وجود شهداء بالمعنى الدقيق للكلمة، فقد فكك الرئيس الكوبي آنذاك فيدل كاسترو المؤسسات الدينية كلها، وطرد مئات الرجال والنساء المتدينين من البلاد وأكثر من مائة كاهن.

ما هي ديانة الشيوعيين

الشيوعية التي تمارس في العالم، حركة سياسية صوفية، أي إيمان جماعي بالعمل السياسي، دين سياسي شعبي، بالطبع دينا علمانيا لا يؤمن بالأديان السماوية، في الواقع بدون إله: ديانة ملحدة، هذا التفسير الديني للشيوعية ليس هو التفسير الوحيد، لكنه تم تقديمه لبعض الوقت وله معقولية قوية: القوة التاريخية التي حصلت عليها الشيوعية بلا شك، لم يتم تفسيرها بطريقة أخرى، باختصار يمكننا أن نقول أن الشيوعية كان لها "إيمان ديني" (معكوس)، سياسي وداخل الإنسان، مع علم الأمور الأخيرة: عقيدة الألفية التاريخية، واعتناق السياسات الشيوعية المعادية للدين، على الرغم من أنها أبدا لم تكن رسمية ومعلنة، لكنها كانت دوما موجودة وتتحرك بطريقة درامية على أرض خصبة، مثل السياسة الاقتصادية والسياسية.

السياسة الشيوعية كانت دوما أيضا خاطئة فيما يتعلق بالحرية الدينية الممنوحة للأعضاء الشيوعيين، تنص المادة 2 من النظام الأساسي للشيوعية على الحرية الدينية، لكن بعد سطرين تم هدم هذه الحرية، حيث يطلب من كل عضو في الحزب قبول البرنامج السياسي للحزب ونظامه الأساسي، البرنامج الشيوعي (الذي يختلف باختلاف الظروف والأماكن) معروف جيدا، في حين أن العقيدة التي تنشط هذا البرنامج لا يعرفها الكثيرون، فالشيوعية أولا وأخيرا عقيدة ثورية، لقد أشعلت هذه العقيدة الثورية العقول ودفأت القلوب، وصحيح أنه في تاريخ الشيوعية، مات العديد من المناضلين ببطولة، معتقدين اعتقادا راسخا أن الأمر يستحق أن يبذل المرء حياته من أجل العدالة الشاملة، لكن كما نعلم جميعا من هم الشيوعيين، لذا فان الحلم الأيديولوجي الديني الشيوعي، على الأرض في الواقع  هو جحيم رهيب.

 

مقالات متعلقة في منوعات وتسليه