التعلم الذاتي في تخصص التربية الرياضية

تعريف التعلم الذاتي,مميزات وعيوب التعلم الذاتي,مقومات التعلم الذاتي,خصائص التعلم الذاتي,مصادر التعلم الذاتي,انماط التعلم الذاتي,كيفية توظيف اسلوب التعلم الذاتي

  • 826 مشاهدة
  • Jan 14,2023 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
التعلم الذاتي في تخصص التربية الرياضية

 

المقدمة:

لا شك فيه اننا نحيا في عصر متغير بكل النواحي والمجالات عن العصور الاخرى الماضية، فهذا العصر هو عصر المعلومات وهو يعني ان القوة الحقيقية الان لمن يمتلك المعلومات ويستطيع استخدامها وتطبيقها علميا بما يناسب احتياجات ومتطلبات العصر الذي نعيشه الان، ومن هنا جاءت الحاجه الى التعلم الذاتي بأساليبه المختلفة حتى يمكن ايجاد افراد بهذه المواصفات والقدرات الخاصة.

 

حيث بدأ التعلم الذاتي في اوروبا وذلك على يد الطبيبة الايطالية ماريا مونتيسوري التي طورت في اوائل القرن ال20 الميلادي اسلوبا جديدا في التعليم يشجع الطفل على التعلم بنفسه ويكون فيه الطفل هو المعلم والمتعلم في ان واحد، وقد اعدت مونتيسوري غرفة تربوية للتعلم الذاتي تم تجهيزها بكل ما يحتاج اليه التلاميذ لتطوير مهاراتهم العلمية واللغوية والرقمية والحسية.

 

يعد التعلم الذاتي واحدا من الانماط التي بدأت في الانتشار حول العالم وذلك بحاجه الفرد الى التعلم، فهو من اهم اساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الانسان سلوكيا ومعرفيا ووجدانيا، وتزويده بسلاح هام يمكنه استيعاب معطيات العصر القادم، ويعتبر نمط من انماط الذي نعلم فيه التلميذ كيف يتعلم ما يريد هو بنفسه ان يتعلمه.

 

وفي هذا البحث سوف نتطرق الى التحدث عن:

  1. تعريف التعلم الذاتي.
  2. مميزات وعيوب التعلم الذاتي.
  3. مقومات التعلم الذاتي.
  4. خصائص التعلم الذاتي.
  5. مصادر التعلم الذاتي.
  6. انماط التعلم الذاتي.
  7. كيفية توظيف اسلوب التعلم الذاتي في تخصص التربية الرياضية.

 

 

 

 

تعريف التعلم الذاتي

تعددت التعريفات للتعلم الذاتي وذلك بتعدد المدارس التربوية والنفسية ، وطبقا لاختلاف الرؤى الفكرية للباحثين، ورغم هذا التعدد الا ان هذه التعريفات لا تخرج عن الاطار العام لمفهوم التعلم الذاتي بمعناه الواسع، ومن هذه التعريفات:

 

- يعرفه منصور طلعت بأنه: "النشاط الواعي للفرد والذي يستمد حركته ووجهته من الانبعاث الداخلي والاقناع الذاتي، بهدف تغيير شخصيته نحو مستويات افضل".

- وعرف جود بانه: "تنظيم المادة التعليمية بأسلوب يسمح لكل تلميذ ان يحقق التقدم الذي يتناسب امكاناته ورغباته الشخصية وتوفير الارشاد التربوي ومساعدة التلاميذ بما يتناسب احتياجاتهم الشخصية".

 

- كذلك هو العملية الاجرائية المقصودة التي يحاول فيها المتعلم ان يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمبادئ والاتجاهات والقيم والمهارات والممارسات التي تحددها البرامج المطروحة من خلال التقنيات التعليمية المتمثلة في الكتب المبرمجة والوسائل والات التعلم والتقنيات المختلفة كالإذاعة والتلفزيون والمسجلات الصوتية وغيرها من التقنيات الحديثة على اساس استكشاف القوانين العلمية التي تحكم ظاهرة تغيير السلوك وتفسيره.

 

مميزات التعلم الذاتي

- ان التعلم الذاتي كان ولايزال يلقى اهتماما كبيرا من علماء النفس والتربية، باعتباره اسلوب التعلم الأفضل، وذلك لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعية المتعلم.

- يأخذ المتعلم دورا ايجابيا ونشطا في التعلم.

- اعداد الابناء للمستقبل وتعويدهم على تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم.

- تدريب التلاميذ على حل المشكلات، وايجاد بيئة خصبة للأبداع.

- يمكن التعلم الذاتي المتعلم من اتقان المهارات الاساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة.

- التعلم الذاتي يهيئ المناخ التعليمي لاكتساب مهارات التفكير ومهارات التكنولوجيا الانسانية واكتساب طرق الاستفادة من المعرفة الالكترونية.

- التعلم الذاتي يتيح الفرصة للكشف عن مواهب وقدرات التلاميذ والاستغلال الامثل لطاقات كل فرد.

 

عيوب التعلم الذاتي

1- غير ملائم لتلاميذ الضعاف في القراءة، والمشاغبين، وبطئ التعلم .

2-لا يصلح لبعض المواد الدراسية كالألعاب الرياضية الجماعية، والمناقشات، وتعلم الدراما.

3- يضعف التفاعل بين المتعلمين من جهة، والمتعلمين والمعلم من جهة أخرى، وقد يشعرون بالملل، وعدم التحدي .

4- ينتج عنه مشكلات اقتصادية حيث يحتاج إلى الإمكانات المادية، والتسهيلات اللازمة لتطبيقه فيحتاج إلى مراكز، وأدوات، وأجهزة، وإعادة تنظيم وقت الحصص، والجداول الدراسية .

5- يتطلب عقد ندوات، ودورات، وورش عمل لاكتساب المعلمين، والإداريين، والمشرفين التربويين الكفايات التعليمية الازمة لتفريد التعليم .

 

 

مقومات التعلم الذاتي

من اهم مقومات التعلم الذاتي وهي:

  • ارتفاع مستوى دافعية المتعلم وقناعته ورغبته الحقيقية في التعلم، وشعوره بأهمية الدراسة والاستغراق فيها والاستمرار عليها بجد ونشاط حتى النهاية.

  • تخطيط واعداد برامج التعلم الذاتي وما تشمله من مواد تعليمية تتميز بالتنوع ، ووجود بدائل يختار المتعلم من بينها ما يناسبه ويشبع حاجاته واهتماماته ويجيب عن تساؤلاته ويناسب قدراته.
  • مراعاة الفروق الفردية في بناء البرامج الخاصة بالتعلم الذاتي، حيث يعمل  حساب الخبرات السابقة لكل فرد.
  • تحديد الاهداف بوضوح حتى يستطيع المتعلم تحديد مسار التعلم وخطته في السير لتحقيقها، خاصة الاهداف الاجرائية المحددة.
  • تحديد جوانب ومستويات التعلم الذي ينبغي وصول المتعلم اليها وافضلها مستوى التمكن والاتقان.
  • توافر امكانات وعوامل الاثارة والتشويق ، ووضوح  الترابط والتتابع في محتويات المادة العلمية وبين اجزائها.
  • وضوح دور المتعلم ومسئولياته، وماذا يفعل، وما هي واجباته، سواء في عملية التعلم او ممارسة النشاط او التقييم.
  • تحديد الوسائل التعليمية المتعددة المتكاملة مع المادة العلمية.
  • المشاركة النشطة الجادة من جانب المتعلم المسؤول الواعي.
  • الاعتماد على مصادر تعلم عديدة ومتنوعة، والاتصال بأفراد اخرين.
  • الاعتماد على التقييم الذاتي وتعرف نواحي القوة ونواحي الضعف او القصور.
  • شعور المتعلم بالإنجاز والنجاح والتقدم مما يعزز ويدعم عملية التعلم ويثريها.

 

خصائص التعلم الذاتي

للتعلم الذاتي خصائص تميزه عن غيره من نظم التعلم، اهمها:

- التعلم الذاتي يقع فيه عبء عملية التعلم على المتعلم ذاته، أي ان المتعلم يتحمل عبء ومسؤوليات تعليم ذاته.

- التعلم الذاتي يضع عملية التعلم بين يدي المتعلم نفسه، فالمتعلم يستطيع ان يتعلم ما يشاء في أي وقت يشاء وفي أي مكان، حسب ظروفه الخاصة وعلى مسؤوليته.

- التعلم الذاتي تعلم مستقل، وهو تعلم موجه ذاتيا.

- التعلم الذاتي خبري، أي تعلم من خلال الخبرة.

- التعلم الذاتي سلوك وعي وادارة، وهو خليط ادارة المتعلم وادارة الذات.

- التعلم الذاتي تعلم معان بالكمبيوتر الذي يوفر برامج المناهج والمقررات الدراسية والمعينات التعليمية.

- التعلم الذاتي يمكن المجتمع من الافادة من التعليم والتدريب لكل المواطنين بغض النظر عن المواقع التي يتواجدون فيها.

 

مصادر التعلم الذاتي

يعتمد التعلم الذاتي على مصادر تعلم عديدة ومتنوعة، ويجب ان تتوافر فيه مراكز مصادر التعلم، واندية القراءة، واندية المشاهدة، حيث تتوافر الموارد والوسائل والخدمات المكتبية وحيث توجد الكتب والكتيبات ودوائر المعارف والوثائق والوسائل التعليمية والمجلات العلمية الدورية وتسهيلات الميكروفيلم.

 

أنماط التعلم الذاتي

أنماط التعلم الذاتي متعددة، أبرزها ما يلي:

1- التعلم الذاتي المبرمج:

يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم (مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة)، وتتيح هذه البرامج الفرص أمام كل متعلم لأن يسير في دراسته وفقاً لسرعته الذاتية مع توافر تغذية راجعة مستمرة وتقديم التعزيز المناسب لزيادة الدافعية، وظهرت أكثر من طريقة لبرمجة المواد الدراسية:

 

2- البرمجة الخطية:

وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطار وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي، حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع، وهكذا.

 

3- البرمجة التفريعية:

وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد مآخذ على هذه الطريقة:

• السيطرة اللفظية على المادة التعليمية.

• إلغاء تفاعل الفرد مع الجامعة.

• تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد والابتكار لدى المتعلمين.

 

4- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية:

الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم؛ يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في تحقيق أهداف محددة، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته بإتباع مسار معين في التعلم، ويحتوي هذا البرنامج على مواد تعليمية منظمة ومترابطة مطبوعة أو مصورة، وتحتوي الحقيبة على عدد من العناصر.

 

5- برامج الوحدات المصغرة:

تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع، يترك فيها للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية، ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة، ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعددة، وبعد إنجاز تعلم الوحدة يجتاز المتعلم اختباراً تقويمياً لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية وإذا كانت نتيجة الاختبار غير مرضية، فإنه يعيد تعلم الوحدة مرة أخرى إلى أن يتقنها.

 

6- استراتيجية التعلم بالبحث:

التعلم بالبحث يساعد الدارسات والدارسين علي السعي نحو المعلومات والإجابات والحلول تجاه موضوع ما أو تجاه مشكل محدد وتنظيمها وتحليلها لاتخاذ قرار بشأنها.

 

التعلم الذاتي والاستفادة منه في التربية الرياضية

في هذا الأسلوب يتعلم التلميذ أن يؤدي قرارات التنفيذ كما هو محدد في أسلوب التطبيق بتوجيه المدرس ثم يتخذ قرارات التقويم لنفسه . وهذا الأسلوب من العوامل الأساسية التي تساعد على تراكم الخبرات والاستفادة منها حيث تعطى الفرصة للمتعلم للاعتماد على نفسه عند أداء العمل من خلال استخدام ورقة المعيار كمحك ليحسن من أدائه حيث يقارن أداءه بورقة المعيار لتصحيح الأخطاء أو للاحتفاظ بالأداء أو الانتقال لعمل جديد كما أن بعد العمل للتفكير في الأداء وهذا السلوك يمكن ملاحظته لأنه يعطى صورة واضحة لما يحدث أثناء الأداء .

 

ومن الملاحظ أن هذا الأسلوب لا يتماشى مع جميع المستويات ولا يصلح للمبتدئين؛ نظرا ً لأنه يحتاج إلى مستوى معين من الكفاءة والخبرة السابقة في الأداء البدني لكي يتمكن من المقارنة بين أدائه والمعيار . ومن الأنشطة التي يناسبها الأسلوب التي تختص بنتائج الحركة وليس الحركة نفسها مثال ذلك التصويب نحو المرمى في كرة السلة – اليد. و الرمي بأنواعه (الجلة – القرص – الرمح) حيث يتم الحكم على مهارة الرمي بالمسافة التي يحققها اللاعب .

 

مثال: مهارة التصويب من الكتف في كرة السلة يقوم المتعلم بالبحث عن كيفية الاداء الصحيح وبعد تمكن المتعلمين من المهارة يقوم كل منهم أداء المهارة على الحائط وذلك لأداء المهارة بأفضل مستوى. أيضا وقوف المتعلمين أمام مرمى السلة وأداء المهارة لأكثر من مرة.

 

مثال اخر: الحواجز في العاب قوى. قيام المتعلم بالبحث ومعرفة الاداء بالطريقة الصحيحة بعد ان يتمكن المتعلم من المهارة يقوم بوضع الحاجز بارتفاعات مختلفة تناسب قدراته واستعداداته.

 

الخاتمة

من قراءتنا للسطور السابقة  نلخص ان للتعلم الذاتي ايجابيات  تفوق سلبياته، فهو اسلوب يساعد المتعلم على التقدم في مستويات التحصيل العلمي وذلك حسب قدراته العقلية وامكاناته ومواهبه وميوله، كما يساعد المعلم على اداء دوره كمرشد وكموجه يوجه الطلاب ويساعدهم على تنمية قدراتهم على التفكير المنظم والابتكار.

 

كما للوسائل التعليمية بأشكالها المتعددة دور في دعم برامج التعلم الذاتي ومساعدة المتعلم على تحصيل المادة من برامجه بسهولة ويسر.

 

 

المراجع:

  • حسن، حسين جامع(1983). التعلم الذاتي وتطبيقاته التربوية، الكويت، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
  • طلعت، منصور(1977). التعلم الذاتي وارتقاء الشخصية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة.
  • محمود، عابدين(1193). التعلم الذاتي بين الفكر والتطبيق، سلطنة عمان، وزارة التربية والتعليم.
  • عمار، طارق عبدالرؤوف(2005). التعلم الذاتي مفاهيمه اسسه اساليبه، الطبعة الاولى، الدار العالمية للنشر والتوزيع، القاهرة.
مقالات متعلقة في دراسات وابحاث