الصّلابة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة والاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن

الصّلابة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة والاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن,الصلابة النفسية,دراسات عن المرونة النفسية,الصحة الن

  • 1360 مشاهدة
  • Feb 25,2023 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
الصّلابة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة والاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن

 

هدفت هذه الدراسة التعرف على الصلابة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة والاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن لدى عينة من (140) من المسنين والمسنات ، منهم 67 من المسنين، و73 من المسنات. ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحثان مقياس الصلابة النفسية، ومقياس الرضا عن الحياة، ومقياس الاكتئاب لدى المسنين بعد التأكد من صدق تلك المقاييس وثباتها . وللإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، و معاملات ارتباط بيرسون ، واستخدام الإحصائي (ت). وأظهرت النتائج أن مستوى الصلابة النفسية ومستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات منخفض، وأن مستوى الاكتئاب لدى المسنين والمسنات مرتفع ، كما أظهرت النتائج وجود علاقة إيجابية  بين مستوى الصلابة النفسية والرضا عن الحياة ، ووجود فروق دالّة إحصائيّاً بين المسنين والمسنات ، وذلك لصالح المسنين على مقياس الصلابة النفسية.

 

الإطار النظري:

إن تزايد أعداد المسنين وما صاحب هذه الزيادة من مشكلات خاصة، فرض على المهتمين من العلماء، والباحثين إجراء دراسات، وبحوث تتناول أوضاع المسنين، وتحث على الاهتمام بشؤونهم في ضوء فهم طبيعة المرحلة التي يعيشونها. ومن هنا نشأ ما يسمى بعلم الشيخوخة الذي تطور بسرعة نتيجة لتطور علم الأحياء والطب.

          وفي الأردن، وبالرغم من التماسك الأسري، إلا أنه ونتيجة التغير في الأنماط المعيشية، ونتيجة لتأثير الظروف الاقتصادية، والاجتماعية فقد لوحظ أن عدداً من كبار السن لا يجدون من يرعاهم، مما استوجب وجودهم في دور رعاية المسنين. وتشير دراسة (المجلس الوطني لشؤون الأسرة، 2007) أن عدد دور الرعاية الإيوائية لكبار السن بلغ إحدى عشرة داراً لكلا الجنسين؛ (6) منها تابعة للقطاع الحكومي، و(5) للقطاع الخاص، وبلغ عدد المنتفعين منها (282) مسناً ومسنة فقط، كما تشير إلى أن عدد الدراسات والبحوث في الأردن حول كبار السن على مستوى برامج الدكتوراه، والماجستير، والبحوث المنشورة، لم يتجاوز الست والعشرين دراسة، وهذا قد يعود إلى عدم توفر قاعدة بيانات حديثة مفصلة يمكن من خلالها معرفة واقع كبار السن، واحتياجاتهم من جميع الجوانب الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتشريعية.

 

          إن التكيف مع الآثار الجسدية، والنفسية والاجتماعية  يشكل تحديا كبيراً لكثير من المسنين، ويرتبط مع الرضا عن الحياة (Donnellan,Hevey,Hickey,Oneill&2012). ويعدّ التدهور العام في القدرات البدنية، والحسية والمعرفية أبرز ما يميز النمو في مرحلة كبار السن (Crowley,  Hayslip, Hobdy& 2003).وتشير العديد من الدراسات أن كبار السن في دور الرعاية الإيوائية، تجمعهم سلوكيات العزلة، والابتعاد عن الحياة ، وهذا يفضي إلى سوء وضع المسن، وإصابته بالأمراض وخاصة الاكتئابKnight,Davison,Mccabe,Mellor&2011) )، فكبار السن بحاجة إلى الدعم الاجتماعي، والتحدي، والاحترام، وفهم الذات، والتقبل وصنع القرار (Beutel,Manfred,Glaesmer,Wiltink ,Marian&2010).

 

          ويؤكد الباس ونيفيلي (Alpas & Neville, 2003) على أهمية ما تقدمة دور الرعاية من خدمات للمسنين في تحسين الشعور بالرضا عن الحياة لديهم، فهي تهيئ لهم الانخراط في علاقات اجتماعية جديدة. ويشير ( (Laks&Engelhardt,2010 أن ما تقدمة دور الرعاية في مجال المشاركة بأنشطة أوقات الفراغ، يسهم في التقليل من مستوى الاكتئاب، ويرفع من مستوى الرضا عن الحياة، وإدراكهم لقدرتهم على التحكم في ضبط حياتهم.

 

          ويعرف كبر السن عالمياً ، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، على أنه من بلغ الستين فأكثر من عمره. وقد بلغ عدد كبار السن (60 سنة فأكثر) في العالم في عام (2006) حوالي (688) مليون، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى مليارين بحلول عام (2050) مما سيؤدي إلى زيادة عدد كبار السن عن عدد الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر. أما في الأردن فقد شكّل كبار السن الذكور حوالي (51.3) من المجموع الكلي لكبار السن (60 سنة فأكثر) ، في حين شكلت الإناث (48.7%) (المجلس الوطني لشؤون الأسرة، 2007).

 

          ومما لا شك فيه أن التغيرات التي يتعرض لها كبار السن، وما ينتج عنها من مشكلات، تشكل ضغوطاً عليهم، يختلفون في مدى شعورهم وإحساسهم، ويعزى ذلك إلى عدة متغيرات منها الصلابة النفسية Psychological Hardiness والتي تعد أهم متغيرات الوقاية النفسية للآثار السلبية للضغوط والأزمات Engel,siewe,akobundu,wait,sahyon&2011))، والتي ترتبط إيجابياً بالرضا عن الحياة (O'Rourke,2004).

 

      وقد أجمعت العديد من الدراسات أنَّ التغيرات الفسيولوجية، والتي تحدث في هذه المرحلة العمرية، والمتخذة خط الانحدار السالب في العمليات الوظيفيــة لأجهـزة الجسم المختلفــة، تؤدي إلى الاكتئاب، وبشكل خاص في حال انخفاض الصلابة النفسية، وينتج عن ذلك عدم الرضا عن الحياة(Engel,et al,2011&Beutel, et al,2010).

 

      وتعد الصلابة النفسية عاملاً هاماً في الصحة النفسية، وهي مجموعة من الخصائص النفسية تشمل متغيرات الالتزام، ووضوح الهدف، والتحكم والتحدي، وهذه الخصائص من شأنها المحافظة على الصحة النفسية، والجسمية، والأمن النفسي، بالرغم من التعرض للأحداث الضاغطة            ( Ganellen & Blarney,1984).

 

      وتشير كوبازا Kobasa، وهي أول من تناولت مصطلح الصلابة النفسية ، إلى أن الأشخاص الأكثر صلابة، هم أكثر صموداً، ومقاومة، وإنجازاً، وضبطاً داخلياً، وقيادة، واقتداراً، ونشاطاً ودافعية، (Clark& Hartman,1996 ).وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الصلابة النفسية لدى كبار السن، كأحد عوامل المقاومة ضد الضغوط والأزمات (O'Rourke,2004).وتعمل كحاجز يحول بين الفرد والإصابة بالأمراض النفسية، والجسمية المرتبطة بالضغوط، فالفرد ذو الشخصية الصلبة يتعامل بصورة جادة وفعالة مع الضغوط، كما يميل للتفاؤل والتعامل المباشر مع مصادر الضغط، لذلك فإنه يستطيع تحويل المواقف الضاغطة إلى مواقف أقل تهديداً، وعليه فإنه يكون أقل عرضة للآثار السلبية المرتبطة بالضغوط (Lai & Lenenko, 2007)..

 

      ويشار إلى أن ذوي الصلابة النفسية المرتفعة لديهم أعراض نفسية وجسمية قليلة، ولديهم قدرة على التحمل الاجتماعي، وارتفاع دافعية العمل، ولديهم قدرة على التفاؤل، والتوجه نحو الحياة ومواجهة أحداث الحياة الضاغطة، بعكس ذوي الصلابة النفسية المنخفضة، الذين يتصفون بعدم وجود معنى لحياتهم، ولا يتفاعلون مع بيئاتهم ، ويفضلون ثبات الأحداث الحياتية (Gusi, Prieto, Forte, Gomez &Guerrero,2008).

 

      كما توصلت كوبازا إلى ثلاثة أبعاد تتكون منها الصلابة النفسية ،وهي: أ – الالتزام: ويعني اعتقاد الفرد حقيقة وأهمية وقيمة ذاته وفيما يفعل، ويمكن أن يتضح ذلك من خلال قيمة الحياة التي تكمن في ولاء الفرد لبعض المبادئ والقيم، واعتقاده أن لحياته هدفاً ومعنى يعيش من أجله. ب- التحكم: ويعني الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار ومواجهة الأزمات، كما يشير التحكم إلى اعتقاد الفرد أنه بإمكانه أن يكون له تحكم فيما يلقاه من أحداث، ويتحمل المسؤولية الشخصية عما يحدث له ويتضمن التحكم ما يلي: - القدرة على اتخاذ القرار والاختيار من بين بدائل متعددة. - القدرة على التفسير والتقدير للأحداث الضاغطة. - القدرة على المواجهة الفعالة وبذل الجهد مع دافعية كبيرة للإنجاز والتحدي. ج- التحدي: ويشير إلى اعتقاد الفرد أن ما يطرأ من تغيير على جوانب حياته هو أمر مثير وضروري للنمو أكثر من كونه تهديداً له، مما يساعده على المبادأة واستكشاف البيئة، ومعرفة المصادر النفسية والاجتماعية التي تساعد الفرد على مواجهة الضغوط بفاعلية، ويظهر التحدي في اقتحام المشكلات لحلها، والقدرة على المثابرة وعدم الخوف عند مواجهة المشكلات.(Clark& Hartman,1996 ).

 

 إن الصلابة النفسية لا تخفف من وقع الأحداث الضاغطة، ولكنها تمثل مصدراً للمقاومة، والصمود والوقاية من الآثار التي تحدثها الضغوط على الصحة النفسية، والجسدية للأفراد(Kobasa, 1982).وأن الأشخاص الأكثر صلابة نفسية أقل تعرضاً للضغوط، وأنهم أكثر صموداً، وإنجازاً، وقيادة، وضبطاً داخلياً كما يتميزون بالمرونة، والنشاط، والمبادأة والواقعية ((Kobasa, 1979. وترتبط  الصلابة النفسية ارتباطاً عالياً وإيجابياً بقوة الأنا، وتقدير الذات، والكفاءة الذاتية والتفاؤل، وترتبط ارتباطاً إيجابياً بأساليب المواجهة الفعالة: مثل التركيز على المشكلة، أو البحث عن الدعم البناء، وسلبياً بأساليب المواجهة غير الفعالة:مثل التجنب، وهناك علاقة قوية بين التحكم، والالتزام، والتحدي، كمكونات شخصية خاصة بالصلابة النفسية ومقاومة الضغوط.(Porter,1998) وتساهم في تحمل الحمل الزائد، وتحمل الضغط المهني. كما ارتبطت بالتوافق النفسي والصحي (Michelle,1999).وبالوعي الديني الجوهري ومعنى الحياة . وإنّ هناك فروقاً بين الذكور والإناث في الالتزام، والتحكم، والصلابة لصالح الذكور عبدالصمد (2002).

 

     وتشير ينز ( (yanez,2006 إلى أن نقاط القوة في الشخصية، والصلابة النفسية هي منبئ بالرضا عن الحياة ،حيث يمثل الشعور بالرضا عن الحياة Life Satisfaction مظهرا هاماً من مظاهر حياة الفرد، ويرتبط ارتباطا وثيقاً بصحته النفسية، وتكيفه الشخصي والاجتماعي ( ميخائيل، 2011).     ويعد مظهراً لتحقيق ما يسمى في علم النفس الإيجابي بالشيخوخة الناجحة (Canda,2003). ويعود بتأثيرات إيجابية على المسن كالقدرة على التكيف، وتقليل مستوى الاكتئاب الذي يصاحب الحالة الصحية المتدهورة (Dupuis, Weiss& Wolfson,2007).وقد تم حصر العديد من المجالات التي تسهم في تعزيز الشعور بالرضا عن الحياة في اثني عشر مجالا ، وهي: الحالة الاقتصادية، والصحة، والعلاقات الأسرية، والصداقات، والعمل المجزي، والمسكن، الأنشطة الترفيهية، وشريك الحياة، والتدين، ووسائل الموصلات، وتقدير الذات، والمستوى التعليمي (Chou&chi,2002).وأن للعوامل الاجتماعية أهمية كبيرة في مقابل العوامل الطبية كمتطلبات أساسية للرضا عن الحياة لدى كبار السن، وأن للسعادة ونوعية الحياة دوراً كبيراً في وجود الرضا عن الحياة (Ganellen& Blarney,1984).

 

      كما تلعب سمات الشخصية دورا هاما في تحقيق الرضا عن الحياة، فللشخصية الانبساطية إحساس عالٍ بالرضا عن الحياة، بعكس الشخصية العصابية التي تميل إلى الإحساس المتدني بالرضا عن الحياة(Melendez,Tomas,Oliver,Navarvo&2008). وتشير العديد من الدراسات إلى ارتباط الرضا عن الحياة بالصحة الجسمية Canda,2003))،غير أن دراسة( (Chou,chi&2002 تؤكد أنه لا يوجد إي علاقة بين الرضا عن الحياة والصحة الجسمية للمسن.

 

     إن البيئة الأسرية التي تتسم بالدفء، والحب، والتقبل تجعل الفرد أكثر صلابة نفسية، ولديه قدرة وفاعلية على المواجهة، وأقل اكتئاباً، وأن الذكور أكثر صلابة نفسية من الإناث، وترتبط الصلابة النفسية، وكل من تقدير الذات والارتباط الاجتماعي(Ganellen& Blarney,1984)، وحول الاكتئاب Depression فقد حاولت العديد من الدراسات معرفة العلاقة الوثيقة بين الاكتئاب والشيخوخة، وأيدت أن اكتئاب المسنين يعود في الأغلب إلى التغيرات المتعلقة بالتغيرات الفسيولوجية ((Alexopoulos&Morimoto,2011. وأن العامل الوراثي يسهم في حدوث الاكتئاب لدى كبار السن ((Laks&Engelhardt,2010. وتختلف صورة الاكتئاب لدى المسن ، حيث يكون مختلطاً بأعراض أمراض جسمانية أخرى مثل: سوء التغذية، واضطرابات الإخراج، وعته الشيخوخة، ولذلك تغلب الأعراض الجسمانية على اكتئاب المسنين (Wolkowitz,Epel,Reus&Mellon,2010 ).فهم يفتقرون إلى الإيجابية في المواقف الاجتماعية، مما يجعلهم يشعرون بالوحدة النفسية. وبالمقابل فهناك عدد من العوامل المسبقة المولدة للاكتئاب من بينها الشعور بالوحدة النفسية، والافتقار إلى الدعم الاجتماعي (Dill &Anderson, 1999).

 

      ويرى ميلر وسيلجمان (Miller & Seligman, 1983) أن الفرد المكتئب يتصرف في المواقف الاجتماعية بطريقة تعكس تقدير منخفض للذات، وضعف في مستوى التكيف. ويرتبط الاكتئاب بقلق الموت ( Davis,,Miller,. Johnson, McAuley, & Dinges., 1992).وتشير الدراسات إلى وجود علاقة وثيقة بين الاكتئاب وتقدير الذات المتدني وفقدان الأمل، ومركز الضبط الخارجي، وعلاقات سلبية مع الآخرين.(Graham,1998; Johnson & Wiechers, 2002).

 

      ويرى إبراهيم Ibrahim, 1996)) أن فرص الشفاء من الأمراض الجسمية التي يعاني منها المسنين، تأخذ زمناً أطول إذا كانت مصحوبة بالاكتئاب، في حين تزداد فرص العلاج السريع حينما يكون المريض يتمتع بالرضا عن حياته. وفي مجال الفروق بين الجنسين أجرت هوكسيما وآخرون (Dupuis, Weiss& Wolfson,2007) دراسة حول الفروق الجنسية والأعراض الاكتئابية ، وقد دلت نتائج الدراسة إلى أن الإناث المسنات أكثر قابلية للتعرض للأعراض الاكتئابية مقارنة بالذكور المسنين.

 

ومن هنا تكمن أهمية هذا البحث في محاولته الكشف عن العلاقة المحتمل وجودها بين الصلابة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة والاكتئاب، لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن.

 

الدراسات السابقة :

      ثمة عدد من الدراسات تناولت مرحلة كبار السن مع متغيرات عديدة، فقد قام دونيلان وزملاؤه (Donnellan,et al,2012) بدراسة حول العلاقة بين التكيف مع الآثار النفسية والجسدية والاجتماعية ،بعد التعرض للسكتة الدماغية، والرضا عن الحياة والاكتئاب . وتكونت عينة الدراسة من (107) من كبار السن، ودلت نتائج الدراسة إلى أن نوعية الحياة، والرضا عن الحياة عامل هام في التكيف مع الآثار النفسية، والجسدية والاجتماعية، وأن الرضا عن الحياة يرتبط عكسياً مع الاكتئاب، والذي يزيد بدوره الآثار النفسية، والجسدية، والاجتماعية بالاتجاه السلبي.

 

      وقام بانيو وزملاؤه ( Banue, et al, 2012) بدراسة استهدفت معرفة العلاقة بين بعض أعراض الاكتئاب والقلق والإصابة بالأمراض لدى كبار السن، وتكونت عينة الدراسة من (1037) ممن تتراوح أعمارهم بين ( 70-90) عاما، ودلت نتائج الدراسة على ارتباط عالٍ بين أعراض الاكتئاب والقلق، والإصابة بالأمراض المتعددة ، كأمراض القلب، والأوعية الدموية ، واضطرابات الغدد الصماء.

 

      واستهدفت دراسة إنجيل وزملاؤها (et al,2011 ( Engel, معرفة العلاقة بين الصلابة النفسية والاكتئاب واضطرابات الطعام. وتكونت عينة الدراسة من (92) من المسنين والمسنات تتراوح أعمارهم ( 60 فما فوق) ،ودلت نتائج الدراسة على أن كبار السن الذين يتمتعون بدرجة عالية من الصلابة النفسية كانت لديهم درجات منخفضة من الاكتئاب ، وأنهم لا يعانون من أي من اضطرابات الطعام. كما دلت نتائج الدراسة على أن كبار السن الذين يتمتعون بدرجة منخفضة من الصلابة النفسية كانت لديهم درجات مرتفعة من الاكتئاب ، وأنهم يعانون من اضطرابات الطعام.

 

 

      كما استهدفت دراسة باكر وزملائه (,2011 et al (Baker, بحث تأثير الاكتئاب والرضا عن الحياة والدعم الاجتماعي على مدى شعور كبار السن للألم النفسي والجسدي ، وتكونت عينة الدراسة من (247) من المسنين والمسنات، ودلت نتائج الدراسة على أن كبار السن الذين يتمتعون بدرجات منخفضة من الاكتئاب، ولديهم رضا عن حياتهم الشخصية، ويتلقون دعماً اجتماعيا يشعرون بالألم النفسي والجسدي بطريقة تتناسب مع الحدث، بعكس المسنين الذين سجلوا درجات مرتفعة في الاكتئاب، ولا يشعرون بالرضا الحياتي، وينقصهم الدعم الاجتماعي، فإنهم شعروا بالألم الجسدي والنفسي بطريقة لا تتناسب والأحداث التي مروا بها.

 

      وأجرى بيوتل وزملاؤه (Beutel, et al,2010) دراسة هدفت إلى معرفة العلاقة بين الرضا عن الحياة والاكتئاب ،والقلق ، وعوامل الضعف لدى كبار السن، وتكونت عينة الدراسة من (2144) من المسنين والمسنات. ودلت نتائج الدراسة إلى أن غياب القلق والاكتئاب هو أساس الحفاظ على الرضا عن الحياة، وهذا ينعكس على شعور كبار السن بالقوة والتغلب على مشكلات المرحلة.

 

   وأجرى حجازي وأبو غالي (2009) دراسة استهدفت التعرف على المشكلات التي يعاني منها المسنون الفلسطينيون في محافظات غزة، وعلى مستوى الصلابة النفسية لديهم، كما هدفت الكشف عن العلاقة بين المشكلات التي يعاني منها المسنون ومستوى الصلابة النفسية، والتعرف على الفروق بين الجنسين في المشكلات، ومستوى الصلابة النفسية. وتكونت عينة الدراسة من (114) مسناً ومسنة من محافظة غزة. وأظهرت نتائج الدراسة أن ترتيب أبعاد المشكلات التي يعاني منها المسنون الفلسطينيون في محافظة غزة كانت على النحو الآتي: المشاكل الاجتماعية الاقتصادية ، والمشكلات النفسية ، والمشكلات الصحية الجسمية. كما بينت نتائج الدراسة أن مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين الفلسطينيين مرتفع ، وأن هناك علاقة ارتباطية عكسية ودالة إحصائياً بين مشكلات المسنين والصلابة النفسية لديهم. كما أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً في المشكلات لدى المسنين تعزى للجنس، بينما توجد فروق دالة إحصائياً في مستوى الصلابة النفسية لصالح الذكور.

 

      وهدفت دراسة مياندز وآخرين Melenez, et al, 2008) ) إلى تحليل تأثير الصلابة النفسية، والأداء الوظيفي الجسمي، والعوامل الديموغرافية، والاجتماعية على الرضا عن الحياة، وتكونت عينة الدراسة من (181) من كبار السن في دور رعاية المسنين تراوحت أعمارهم (65-94) عاما من المسنين والمسنات، ودلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة سلبية بين العمر ودرجة الرضا عن الحياة ، ووجود علاقة إيجابية بين الصلابة النفسية وأبعاد الرضا عن الحياة.

 

      وقام اللوزي (( 2005 بدراسة استهدفت المقيمين في دور رعاية المسنين في الأردن "دراسة مسحية" وهدفت إلى فهم المسنين المقيمين في دور الرعاية في الأردن من حيث خصائصهم الاجتماعية والسكانية، والعوامل التي دفعتهم للإقامة في دور المسنين والنتائج المترتبة على إقامتهم فيها، وتكونت عينة الدراسة من (94) فرداً من أربع دور مسنين .وتم جمع البيانات باستخدام الإستبانة من خلال المقابلة.وأظهرت النتائج أن غالية الموجودين في دور المسنين هم من الإناث، وغير متزوجين، وعاطلين عن العمل، ويقل دخلهم عن 100 دينار شهرياً، وأميين أو ذوي مستوى تعليمي لا يزيد عن الابتدائية، والأكثر من هذا فإن مزيجاً من الفقر والإعاقة وعدم وجود أي من أفراد أسرهم للعناية بهم دفعهم للتوجه إلى دور الرعاية من غير إرادتهم، وبالإضافة لذلك فإن المبحوثين لديهم اتصال محدود مع البيئة الخارجية.

 

      وأجرت عبد الرحمن (2006) دراسة للتعرف على مستويات القلق والاكتئاب لدى المسنين الذيـن يعيشون بمفردهم، ويرتادون نوادي المسنين، والذين يعيشون في دور المسنين، وبلغت عينة الدراسة (164) مسناً من نوادي المسنين، و (168) مسناً من دور المسنين ، ودلت نتائج الدراسة بأن القلق للاكتئاب كانت أعلى لدى المسنين الذين يعيشون بمفردهم، ويرتادون نوادي المسنين.

 

      واستهدفت دراسة كندا (canda, 2003) تقييم الرضا عن الحياة ومفهوم الذات، لدى كبار السن المقيمين وغير المقيمين في دور الرعاية. وتكونت عينة الدراسة من ( 235) من المسنين الذكور والإناث، وتراوحت أعمارهم من ( 65 عاما فأكثر ) مقسمين إلى 208 في بيوت المسنين، 27 غير مقيمين في بيوت المسنين. ودلت نتائج الدراسة إلى أن هناك فروقاً في الرضا عن الحياة نتيجة الدخل، ولا توجد فروق في الرضا عن الحياة نتيجة العرق أو الجنس أو حجم الأسرة ، وأن المسنين غير المقيمين في دور الرعاية لديهم مفهوم ذات أعلى من المسنين المقيمين في دور الرعاية، كما دلت نتائج الدراسة أن للإناث المسنات مفهوم ذات أعلى من الذكور المسنين.

 

      وقام غانم ( 2002) بدراسة هدفت إلى الوقوف على علاقة المساندة الاجتماعية المدركة بكل من الشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب، لدى المسنين والمسنات المقيمين في مؤسسات إيواء وأسر طبيعية، وتكونت عينة الدراسة من) 100( مسن ومسنة ، تراوحت الأعمار بين 60 و 74 عاماً، وتم تطبيق مقياس المساندة الاجتماعية المدركة، مقياس الشعور بالوحدة النفسية، وقائمة بك للاكتئاب ، وقد بينت النتائج أن إدراك المسنين والمسنات الذين يعيشون في بيئة طبيعية للمساندة الاجتماعية، بأبعادها المختلفة، أكبر وأفضل من المسنين والمسنات الذين يقيمون في دور الإيواء. وان إدراك الشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب يتزايد لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الإيواء.

 

      وهدفت دراسة مخيمر (2000) التعرف على أثر الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية كمتغيرين من متغيرات المقاومة والوقاية من آثار الأحداث الضاغطة ، خاصة الاكتئاب. وتكونت عينة الدراسة من (171) طالبا وطالبة في المرحلة الجامعية، ودلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالّة إحصائيّاً بين متوسط درجات الذكور والإناث في الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية والضغوط، وكانت لصالح الذكور في الصلابة النفسية وإدراك الضغوط ، ولصالح الإناث في المساندة الاجتماعية، أما الاكتئاب فلا يوجد فروق بين الجنسين.

 

      ومن خلال مراجعة الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع، دلت نتائج الدراسات أن الدرجات المرتفعة في الصلابة النفسية يظهر أصحابها درجات أعلى في الرضا عن الحياة ، ودرجات متدنية في الاكتئاب، كما أوضحت أن العلاقة بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة علاقة إيجابية، كما أوضحت أن العلاقة بين الصلابة النفسية والاكتئاب علاقة سلبية، كما أوضحت أن العلاقة بين الرضا عن الحياة والاكتئاب علاقة سلبية.

 

      كما اتضح عدم وجود أي تعارض بين نتائج جميع الدراسات التي أجريت لبحث العلاقة بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة والاكتئاب، باستثناء الدراسات التي تناولت متغير الجنس. والدراسة الحالية تحاول بحث العلاقة بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة والاكتئاب، من أجل توضيح العلاقة، حتى تسهل مهمة القائمين على رعاية كبار السن في وضع برامج من شأنها التركيز على تحسين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة بأفضل شكل ممكن.

 

   وتتميز الدراسة الحالية عن سابقاتها بأنها تتناول متغيرات الصلابة النفسية والرضا عن الحياة والاكتئاب معاً وذلك لتأثيرهما المباشر كل منهما في الآخر، وأيضاً، أجريت على المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن، وهذا كان من النادر توفره في أدب الموضوع – في حدود ما توصل إليه الباحثان-.

 

مشكلة الدراسة:

      انبثقت مشكلة الدراسة من أهمية دراسة بعض المتغيرات التي تؤثر في حياة المسنين المقيمين في دور الرعاية، لتوفير أرضية نظرية يعتمد عليها القائمون على رعاية المسنين، ولفت الانتباه إلى وجود نوع من التداخل في حالات كبر السن ما بين العجز البدني الاضطرابات النفسية، وفي هذه الحالة تقدير إلى أي مدى يكون العجز نتاجاً لقصور في الجهاز العصبي العضلي، والجهاز الهيكلي، أو أنه يعود إلى المشاعر النفسية، والسلبية، كالخوف، والاكتئاب، وعدم الرضا عن الحياة . فقد يؤدي عدم التكيف مع مرحلة كبر السن إلى الشعور بالعجز، والعزلة الاجتماعية لدى المسن، وخاصة عند ما يفتقد المسن إلى وضوح الهدف، وعدم إحساسه بالقدرة على التحكم والتحدي، لذا تعد من المهام الرئيسة الموكلة إلى دور رعاية المسنين تحقيق التوافق مع الظروف الجديدة، وإحداث التغيرات اللازمة في نظام حياة المسن (كبير السن) ، وتدريب القائمين على رعاية كبار السن حول مهارات التعامل مع مرحلة كبر السن من المسن نفسه اتجاه نفسه، ومن حوله أو الآخرين المحيطين بكبير السن، من خلال تزويدهم بالمعلومات والتدريبات التي تستهدف تحسين جو العلاقات بين المسنين، إضافة إلى تدريب كبار السن على مهارات تساعدهم على تقبل ذواتهم، والتعامل مع مشكلات كبر السن الجسمية، والعقلية، والانفعالية، والاجتماعية ، والوصول بهم إلى التكيف السليم مع معطيات هذه المرحلة وتحدياتها.

 

لذا، تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الآتي: ما العلاقة بين مستوى الصلابة النفسية والرضا عن الحياة والاكتئاب ، لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن.

 

أسئلة الدراسة:

      استهدفت هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة الآتية:

السؤال الأول: ما مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

السؤال الثاني: ما مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

السؤال الثالث: ما مستوى الاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

السؤال الرابع : ما طبيعة العلاقة القائمة بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

السؤال الخامس : هل توجد فروق بين الجنسين في الصلابة النفسية في الدرجة الكلية تبعا لمتغير الجنس؟

 

أهداف الدراسة:

البحث جاء ليحقق الأهداف الآتية:

   تمثل الهدف الرئيس للدراسة في التعرف على الصلابة النفسية وعلاقتها بكل من الرضا عن الحياة والاكتئاب، لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن.

ويتفرع عن هذا الهدف أهداف أخرى، هي:

أولاً: معرفة طبيعة العلاقة بين الصلابة النفسية وكل من الرضا عن الحياة والاكتئاب، لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن.

ثانياً: التوصل إلى بعض المقترحات والتوصيات التي يمكن أن تفيد في تحسين واقع كبار السن المقيمين في دور الرعاية.

 

أهمية الدراسة:

      لقد نالت كل مرحلة من مراحل النمو نصيباً كبيراً من البحث والدراسات، ولكن تبقى مرحلة كبار السن من المراحل التي لم تحظ إلا بكم محدود من الدراسات، على الرغم من أهميتها مقارنة بالمراحل الأخرى والمشكلات التي تصاحبها.

      مما يتطلب من الدراسات النفسية إبراز أهمية المرحلة العمرية التي تعرف بكبار السن، من أجل توجيه القائمين على رعايتهم، لمساعدتهم على تحقيق ذواتهم، والوصول بهم إلى أقصى درجة من الإنتاجية، في ضوء إمكاناتهم، في عصر يتسم بكثرة التحديات في المجالات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في مختلف المراحل النمائية للإنسان، خاصة مرحلة الكبر وكبار السن.

      لذلك ، يقع على عاتق الدراسات النفسية مسؤولية كبيرة في تقديم الصورة الواضحة حول المشكلات، والاضطرابات التي تواجه كبار السن، بحكم المرحلة العمرية التي هي عرضة للكثير من المشكلات النفسية، وتأثير بعض المتغيرات الايجابية على صحتهم النفسية.

وعليه تتضح أهمية الدراسة من الناحية النظرية في:

- عدم وعي الكثيرين من القائمين على دور رعاية المسنينبالأثر الايجابي لوجود الصلابة النفسية في تحسين الرضا عن الحياة وخفض مستوى الاكتئاب . لذا من المتوقع أن تساهم في تقديم فهم نظري لطبيعة هذه العلاقة .

- تقديم بعض التوصيات والمقترحات في ضوء ما تسفر عنه الدراسة الحالية من نتائج .

أما من الناحية التطبيقية فتتضح أهمية الدراسة في أنها :

تساعد فهم العلاقة بين متغيرات الصلابة النفسية والرضا عن الحية والاكتئاب ، إلى تزويد قدرة المهتمين في مجال الصحة النفسية ، من العمل على تقديم الخدمات الإرشادية في مراكز دور رعاية المسنين.

 

حدود الدراسة ومحدداتها:

المحدد البشري :اقتصرت الدراسة على المسنين والمسنات .

المحدد الزماني:تم تطبيق أدوات الدراسة في العام 2012.

المحدد المكاني: دور الرعاية في الأردن.

 كما تتحدد الدراسة بمدى صدق الأدوات المستخدمة وثباتها.

 

مصطلحات الدراسة:

      تناولت الدراسة المصطلحات الآتية:

الصلابة النفسية: مجموعة من سمات الشخصية التي تعمل كمصدر مقاومة في مواجهة أحداث الحياة ( Skomorovsky&Sudom,2011 ). وتعرف إجرائيا لأغراض هذه الدراسة بالدرجة التي يحصل عليها المسن على مقياس الصلابة النفسية.

الرضا عن الحياة: محرك جوهري للسلوك الإنساني، وهو تقييم الفرد للجوانب المتنوعة التي تجعله يشعر بالرضا عن حياته( West, 2006). ويعرف إجرائيا لأغراض هذه الدراسة بالدرجة التي يحصل عليها المسن على مقياس الرضا عن الحياة.

الاكتئاب: خبرة وجدانية ذاتية تتميز بأعراض متعددة كالحزن، والتشاؤم، وفقدان الاهتمام، واللامبالاة، والشعور بالفشل، والرغبة في إيذاء الذات، وفقدان الشهية، والإرهاق، ومشاعر الذنب، واحتقار الذات، وبطء الاستجابة، وعدم القدرة على بذل أي جهد ( Patchett,2005). ويعرف إجرائيا لأغراض هذه الدراسة بالدرجة التي يحصل عليها المسن على مقياس الاكتئاب.

كبر السن: هي المرحلة العمرية الأخيرة للإنسان التي تحدد بدايتها بإحالة الفرد على التقاعد ، عند بلوغه سن (65) أو (70) عاماً. كما أنها تعرف بأنها التراجع التدريجي للقدرة الحيوية في الجسم الذي ينتهي بالموت (حمدي وأبو طالب، 1998).

 

منهجية الدراسة وإجراءتها:

      استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الذي يعتمد على الوصف والتحليل، بهدف وصف ما هو كائن، وتفسيره من خلال إلقاء الضوء على المشكلة المراد بحثها، وجمع المعلومات التي تزيد في توضيح الظروف المحيطة بمشكلة الدراسة.

 

مجتمع الدراسة

      تكون مجتمع الدراسة من جميع المسنين في دور الرعاية في الأردن في العام 2012، وبلغ عدد المسنين ( 314) مسنا، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 65- 90 سنة.

 

عينة الدراسة

     تكونت عينة الدراسة من (140) مسنا تم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة، وهو العدد الذي أجاب على مقاييس الدراسة ، منهم ( 67) مسنا، و ( 73) مسنة، ومنهم ( 51) مسنا تبلغ أعمارهم ( 80 ) فأكثر و(89) تتراوح أعمارهم بين (65-80)، حيث قام مشرفو دور الرعاية المؤهلين، بحكم دراستهم في تخصصات العلوم النفسية، بتطبيق أدوات الدراسة على المسنين،حيث لم يتسنَّ للباحثين تطبيق مقاييس الدراسة بحكم الأنظمة والقوانين المعمول بها في تلك المراكز ، إلا أن الباحثين قاما بالإشراف والتأكد من تمكن العاملين بتلك المراكز بكيفية التطبيق، والجدول رقم ( 1 )  يوضح توزيع أفراد العينة:

 

أدوات الدراسة : سيتم استخدام ثلاث أدوات لجمع البيانات .

مقياس الصلابة النفسية لدى المسنين:

      أعتمد الباحثان على مقياس (حجازي وأبو غالي، 2010) ويتألف المقياس من ثلاثة أبعاد:

البعد الأول: الالتزام، ويتكون من العبارات 1-14

البعد الثاني: التحكم ، ويتكون من العبارات 15-28

البعد الثالث: التحدي، ويتكون من العبارات 29-42

      ويتم تصحيح عبارات المقياس وفقاً لتدريج مكون من ثلاث استجابات، حيث تم تصحيح الاستجابات الموجبة: ٣ ( تنطبق دائماً)،و ٢) تنطبق أحيانا )،١)لا تنطبق)، والعكس للعبارات السالبة (40، 37، 28، 24، 23، 18، 17، 16، 14). وقد قامت (حجازي وأبو غالي، 2010) بإجراء صدق المحكمين وذلك بعرض المقياس بصورته الأولية والمكون من ( ٤٥) عبارة على ) ١٠ ) من المحكمين المختصين من أساتذة علم النفس والصحة النفسية، لتقييم عبارات المقياس ، من حيث صياغتها اللغوية وتحديد قدرتها على تمثيل الجوانب التي يتضمنها، وقد حصلت ( ٤٢(عبارة من عبارات المقياس على اتفاق المحكمين حول صلاحيتها بنسبة ٠.٨٧، وتم استبعاد ثلاث عبارات لعدم اتفاق المحكمين حولها ، وقامت (حجازي وأبو غالي، 2010) بإجراء صدق البناء حيث تم تطبيق المقياس على عينة استطلاعية بلغت ) ٣٠ ) مسنا ومسنة، وقد تم حساب صدق البناء بحساب معامل ارتباط كل فقرة من فقرات المقياس مع الدرجة الكلية للمقياس، ووجد أن معاملات الارتباط مرتفعة ودالّة إحصائيّاً.

 

      وقام الباحثان بالتحقق من صدق البناء على عينة تجريبية مؤلفة من ( 57 ) مسنا من غير عينة الدراسة واستخدمت الإجراءات التالية للتحقق من صدق البناء:

 

      تم حساب معاملات ارتباط درجة الفقرة مع الدرجة الكلية للمقياس، وكان المدى لقيم معاملات الارتباط (بيرسون) يتراوح ما بين ( 68,0 – 88,0) وهذه القيم ذات دلالة إحصائية، وتم حساب معاملات ارتباط درجات البعد مع الدرجة الكلية للمقياس، حيث كانت قيمة معامل الارتباط (بيرسون) بين درجات البعد الأول (الالتزام) مع الدرجة الكلية للمقياس تساوي (93,0) وكانت قيمة معامل الارتباط بين درجات البعد الثاني (التحكم) مع الدرجة الكلية للمقياس تساوي (91,0) وكانت قيمة معامل الارتباط بين درجات البعد الثالث (التحدي) مع الدرجة الكلية للمقياس تساوي (93,0).

 

      وقد قامت (حجازي وأبو غالي، 2009) بحساب ثبات المقياس بطريقتين:

الاتساق الداخلي بالتجزئة النصفية: تم تطبيق المقياس على عينة استطلاعية بلغت) ٣٠) مسنا ومسنة، وتم حساب معامل الارتباط بين مجموع العبارات الزوجية ومجموع العبارات الفردية للمقياس، وبلغ معامل الارتباط ٠.٧٤٧٨، وباستخدام معادلة (سبيرمان براون) بلغ معامل الثبات بعد التعديل ٠.٨٣٩، وھو معامل ثبات مرتفع، ودال إحصائيّاً.


الاتساق الداخلي بمعادلة ألفا كرونب: تم حساب معامل ثبات) ألفا كرونباخ) للدرجة الكلية وكل بعد من أبعاد المقياس، حيث بلغ معامل ثبات الدرجة الكلية ٠.٨٦٧.

 

     وقام الباحثان بحساب معامل ثبات المقياس بطريقة الإعادة، وذلك بتطبيق المقياس ثم إعادة تطبيقه بعد أربعة عشر يوماً على عينة مؤلفة من ( 57 ) مسنا. وقد بلغ معامل ثبات الدرجة الكلية (0.93). أما بعد الالتزام فقد كان (0.88)، وبعد التحكم (0.81)، وبعد التحدي (0.85)، ثم قام الباحثان باستخراج ثبات المقياس، باستخدام معادلة (كرونباخ ألفا) حيث بلغ معامل ثبات الدرجة الكلية (0,92)، وبلغ معامل ثبات بعد الالتزام ( 0,82)، وبلغ معامل ثبات بعد التحكم ( 0,93)، وبلغ معامل ثبات بعد التحدي ( 0,91)، مما يدعم إمكانية استخدامه في الدراسة الحالية.

 

مقياس الرضا عن الحياة لدى المسنين :

      اعتمد الباحثان على مقياس (عبد المنعم، 2010) ، ويتألف المقياس من أربعة أبعاد في مجـال

الرضا عن الحياة :( السعادة، والتدين، وتقبل الحياة، ونوعية الحياة ) ، ويتكون المقياس من (28) عبارة تندرج تحت الأبعاد الأربعة ، وقد قامت (عبد المنعم، 2010) بإجراء الصدق العاملي على عينة بلغت ( 85 ) مسناً ومسنة على بنود المقياس، وقد بلغت نسبة التباين الكلي 918,64%، كما حسب التجانس الداخلي لمفردات المقياس، وتم حساب الاتساق الداخلي عن طريق حساب معامل الارتباط (لبيرسون) بين درجة كل مفردة والبعد التي تنتمي إليه، وكذلك معاملات الارتباط لأبعاد المقياس والدرجة الكلية، وقد وجد أن جميع معاملات الارتباط دالّة عند مستوى (01,0)، مما يدل على صدق الاتساق وصلاحية المقياس للتطبيق. كما قامت (عبد المنعم، 2010) بحساب ثبات المقياس وذلك على عينة بلغت ( 85) مسنا ومسنة بطريقة (ألفاكرونباخ)، وطريقة التجزئة النصفية باستخدام معامل تصحيح (سبيرمان-براون) واتضح أن جميع معاملات الثبات مرتفعة، حيث تراوحت معادلات الثبات بين ( 900,0-686,0) والذي يؤكد ثبات المقياس.

 

      وفي الدراسة الحالية، فقد استخرج الباحثان ثبات المقياس بطريقة الاتساق الداخلي(كرونباخ ألفا) باستخدام إجابات المفحوصين على المقياس، حيث بلغ معامل الاتساق الداخلي للمقياس ككل (86,.). وبلغ باستخدام الطريقة النصفية (82,0).

 

      ويصحح المقياس بوجود ثلاثة بدائل هي ( موافق-محايد –غير موافق) ويختار المفحوص واحداً من البدائل الثلاثة السابقة ، بحيث يتم تصحيح العبارات على النحو الآتي:

 

العبارات الموجبة: موافق ( ثلاث درجات)، محايد ( درجتان )، غير موافق (درجة واحدة). العبارات السالبة: موافق ( درجة واحدة)، محايد ( درجتان )، غير موافق (ثلاث درجات).

      ويتم تصحيح المقياس وتجميع الدرجات لكل مسن، وهي تمثل الدرجة الكلية على المقياس ، ويشير ارتفاع درجات المسن على المقياس إلى وجود قدر مرتفع من الرضا عن الحياة، بينما يشير انخفاض الدرجة إلى وجود قدر منخفض من الرضا عن الحياة.

 

      والعبارات الموجبة لبعد السعادة هي ( 13، 9، 5) ، بينما العبارات السالبة لبعد السعادة هي (21، 17، 1) ، والعبارات الموجبة لبعد التدين هي ( 27، 10، 6) ، بينما العبارات السالبة لبعد التدين هي ( 25، 22، 18، 14، 2)، والعبارات الموجبة لبعد تقبل الحياة هي ( 28، 11، 7، 3) ، بينما العبارات السالبة لبعد تقبل الحياة هي ( 26، 23، 19، 15) ، والعبارات الموجبة لبعد نوعية الحياة هي ( 20، 16، 8، 4)، بينما العبارات السالبة لبعد نوعية الحياة هي ( 24، 12).

 

قائمة (بيك) للاكتئاب :

      استخدمت الصورة المعربة لقائمة( بيك) للاكتئاب (حمدي، وأبو حجلة، وأبو طالب، 1998) وتتألف هذه القائمة من (21) فقرة، تتناول كل فقرة عرضا من أعراض الاكتئاب، وقد درجت هذه الفقرات على سلم من (4) نقاط، درجة الصفر فيه تعني عدم وجود العرض، ودرجة (3) تعني وجود العرض بدرجة مرتفعة الشدة، ويتم تصحيح القائمة بجمع الدرجات التي يحصل عليها المفحوص على جميع الفقرات، وبذا فإن القائمة تعطي درجة عالية تتراوح بين (صفر و63)، وتفسر الدرجات على القائمة كالآتي.

 

      غير مكتئب من (0-9)، اكتئاب خفيف من (10-15)، اكتئاب متوسط من(16-23)، اكتئاب شديد من (24-63)، وتعد الدرجة (10) كما ذكر بيك (Beck, 1976) هي الحد الفاصل بين المكتئبين وغير المكتئبين.

      صدق قائمة( بيك) للاكتئاب وثباتها: أجرى (حمدي، ورفيقاه، 1998) حساب معاملات الصدق والثبات للقائمة، وقد ظهر صدق القائمة في الصورة المعربة من خلال التمييز بين مجموعتين من طلبة الجامعة، تم تصنيفهما إلى الاكتئابية، وغير الاكتئابية ، من خلال المقابلات الاكتئابية، كما أجرى (حمدي، ورفيقاه، 1998) حساب الثبات الاستقرار على عينة من (80) طالبا من طلبة الجامعة الأردنية، عن طريق إعادة الاختبار بفاصل زمني مدته أسبوعان، وبلغت قيمته (0.88)، وحسب ثبات الاتساق الداخلي في عينة تألفت من (635) طالبا من طلبة الجامعة ، فكانت قيمة معامل ثبات (ألفا لكرونباخ) (0.87).

وقام الباحثان بالتحقق من صدق قائمة الاكتئاب وثباته بالطرق الآتية :

 

أولا: صدق الاتساق الداخلي

للتحقق من صدق الاتساق الداخلي تم إيجاد معامل ارتباط الرتب ( سبيرمان) بين فقرات المقياس والدرجة الكلية ، ويتضح ذلك من الجدول ( 2 ) :

 

تبين من الجدول ( 2  ) بأن فقرات مقياس الاكتئاب تتمتع بمعاملات ارتباط قوية ودالة إحصائيا مع الدرجة الكلية للمقياس ، حيث تراوحت معاملات الارتباط بين ( 28,0-57,0)، وهذا يدل على أن المقياس بفقراته يتمتع باتساق داخلي مرتفع .

ثانيا : الثبات بطريقة (ألفا-كرونباخ) فقد قام الباحثان بحساب الثبات بطريقة (ألفا – كرونباخ) ، فقد حسب معامل (ألفا كرونباخ) للمقياس الكلي، وبلغت 84,0 والذي يشير إلى أن مقياس الاكتئاب يتمتع بثبات مرتفع.

الأساليب الإحصائية المستخدمة

      للإجابة عن أسئلة الدراسة، تم جمع البيانات وإدخالها في الحاسب الآلي وإجراء التحليل الإحصائي عليها، وتم استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، واستخدام معاملات (ارتباط بيرسون)  من أجل استخراج نتائج الدراسة.

 

نتائج الدراسة:

      النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الأول: ما مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

للإجابة عن هذا السؤال ، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد العينة حول مستوى الصلابة النفسية ، سواء على الدرجة الكلية أو الأبعاد ، والجدول (  3  ) يوضح ذلك :

 

 

يشير الجدول  ( 3 ) إلى أن مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين والمسنات في معظم الأبعاد كان منخفضا حيث بلغ المتوسط الحسابي لأبعاد الصلابة النفسية الالتزام والتحكم والتحدي كما يلي بالترتيب :(2,325،1,548،1,682) بانحراف معياري على الترتيب :(0,51،0,43،0,45)، كما بلغ المتوسط الحسابي للأبعاد ككل ( 1,852) بانحراف معياري (0,44) وهي قيمة منخفضة أيضا .

 

   النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الثاني: ما مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

للإجابة عن هذا السؤال ، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد العينة حول مستوى الرضا عن الحياة ، سواء على الدرجة الكلية أو الأبعاد ، والجدول (   4  ) يوضح ذلك :

   يشير الجدول  ( 4 ) إلى أن مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات في معظم الأبعاد كان منخفضا حيث بلغ المتوسط الحسابي لأبعاد الرضا عن الحياة ، والسعادة ، والتدين، وتقبل الحياة، ونوعية الحياة على التوالي :(  1,142،1,235،1,184،1,262)  بانحراف معياري على الترتيب :( 0,43،0,47،0,42،0,46)  كما بلغ المتوسط الحسابي للأبعاد ككل (1,205) بانحراف معياري (0,31) وهي قيمة منخفضة أيضا .

النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الثالث: ما مستوى الاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

للإجابة عن هذا السؤال ، تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد العينة حول مستوى الاكتئاب ، سواء على فقرات المقياس ، والجدول  (  5  ) يوضح ذلك :

   يشير الجدول  ( 5 ) إلى أن مستوى الاكتئاب لدى المسنين والمسنات في جميع فقرات المقياس كان مرتفعا حيث بلغ المتوسط الحسابي للفقرات ككل (5,349) بانحراف معياري (0,61) ، وهي قيمة مرتفعة أيضا.

 

   النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الرابع: ما طبيعة العلاقة القائمة بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات المقيمين في دور الرعاية في الأردن ؟

 

للإجابة عن هذا السؤال ، تم استخدام معاملات ارتباط (بيرسون) لتلك المتغيرات  ، والجدول (  6  ) يوضح ذلك:

 

يتضح من الجدول ( 6 ) وجود علاقة ايجابية دالة إحصائيا عند مستوى 0,01  في جميع المجالات والدرجة الكلية بين مستوى الصلابة النفسية والرضا عن الحياة ، ويظهر ذلك أنه كلما زاد مستوى الصلابة النفسية زاد لديه الرضا عن الحياة، والعكس صحيح.

 النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الخامس : هل توجد فروق بين الجنسين في الصلابة النفسية في الدرجة الكلية تبعا لمتغير الجنس؟

      للإجابة عن هذا السؤال تم تطبيق الإحصائي (t) العينات المستقلة (independent sample  t-test) للكشف عن الفروق في الصلابة النفسية في الدرجة الكلية تبعا لمتغير الجنس، ويوضح جدول (7) ذلك.

 

      يظهر من جدول (7) أن قيمة الإحصائي (t) دالّة إحصائيّاً عند مستوى الدلالة (α=0.01)، وهذا يدل على وجود فروق بين المسنين والمسنات في الصلابة النفسية، وكانت الفروق لصالح المسنين.

 

مناقشة النتائج:

   أظهرت النتائج أن مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين والمسنات منخفض، وتختلف هذه النتيجة مع نتائج دراسة (حجازي وأبو غالي)(2009). وربما ترد النتيجة إلى أن التقدم في العمر يحمل معه أمراضا للمسن، وأن التقدم في العمر يحمل في طياته بعض الأحداث والتغيرات، التي قد تكون سلبيه ، وخصوصا مع وجود المسن بعيدا عن الحياة الأسرية ، وبالتالي يشعرون بعد وجود معنى لحياتهم، ولا يتفاعلون مع بيئاتهم، ويفضلون ثبات الأحداث الحياتية، ويتبع هذا أن يفقد الإنسان بعضا من إحساسه بقيمته في الحياة ، خاصة إذا كان إحساسه بذاته مستمدا بصورة كبيرة من أسرته  ، كما أن الإنسان يفقد ، ببعده عن أسرته ، أحد أهم وسائل الاحتكاك الاجتماعي ، وأن وجود المسن في دور الرعاية يجد من الصعب عليه التكيف مع مستجدات الحياة ، وما تتطلبه من علاقات وأنماط سلوكية جديدة في تلك الدور . وربما ترد هذه النتيجة إلى أن المسنين  يشعرون بالفشل أو الإحباط نتيجة وجودهم في أماكن لا تولي الاهتمام الكافي ، مقارنة بوجوده ضمن أسرة طبيعية ، وبالتالي يكون سلوكهم متسمًا بالشك ، والحذر، والحساسية ، والتأثر، والانفعال ، .وعليه فإن قدرته على اتخاذ القرار، ومواجهة الأزمات تصبح منخفضة ، وهو ما يفسر انخفاض مستوى الصلابة النفسية لدى المسنين في دور الرعاية.

 

          كما أظهرت النتائج أن مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين والمسنات منخفض، وتتفق هذه النتيجة بدلالتها مع نتائج دراسة بانيو وزملائه ( Banue, et al, 2012) ، ودراسة بيوتل وزملائه (Beutel, et al,2010)، ودراسة مياندز وآخرين Melenez, et al, 2008) ) ، ودراسة كندا (canda, 2003)، وربما ترد النتيجة الحالية أنه وبحكم قلة الأنشطة التي يشارك فيها المسن، والعلاقات الجبرية مع الآخرين ، ونتيجة لإدراكهم بقلة قدرتهم على التحكم في ضبط حياتهم ،وعدم شعورهم بالاستقلالية، وعدم التفاؤل بما ينتظرهم مستقبلا، فإن كل ذلك يسهم بعدم الرضا عن حياتهم .كما ترد هذه النتيجة إلى أن وجود المسن بعيدا عن أسرته، يشعره  بالعزلة الاجتماعية، وزيادة وقت الفراغ ، وبسبب حكمهم الشامل على حياتهم، وتقيمه لنوعية الحياة التي يعيشها،تبعا للمقارنة بالوضع الأمثل، فإن ذلك كله يساهم بعدم الرضا عن حياتهم.

 

كما أظهرت النتائج أن مستوى الاكتئاب لدى المسنين والمسنات كان مرتفعا، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة (Dupuis, Weiss& Wolfson,2007)، ودراسة (Engel,et al,2011) ،ودراسة ((Beutel, et al,2010، ودراسة مخيمر (2000).

 

    ويفسر الباحثان هذه النتيجة أن المسن عندما يدرك أنه لا يمتلك القدرة على ضبط سلوكه، وأفكاره، وتحمل المسؤولية، يصبح أقل قدرة على التعامل مع الضغوطات، وعلى بناء علاقات سليمة، فهو أميل إلى الدخول في مشكلات الاكتئاب، وتقترن حالات الاكتئاب بوجود معتقدات بأن الأشياء الجيدة في الحياة لا يمكن الحصول عليها، وأن الأشياء السيئة لا يمكن تجنبها، من خلال الجهود التي يبذلها، كما أن المسنين المكتئبين لديهم ميل إلى لوم الذات كخاصية شخصية؛ وبسبب عدم قدرته على إقامة علاقات تفاعلية اجتماعية مع الآخرين، وانعدام الثقة بالنفس والنقص في المهارات، فإنهم غالبا ما يميلون إلى التمتع بمستوى متدنٍ من الصلابة النفسية.

 

      ويفسر الباحثان هذه النتيجة بأن المسنين الذين يعيشون في دور الرعاية، وبما تفرضه تلك الدور من تعليمات، يصبحون أقل تحملا للإحباط، والقدرة على مواجهة المواقف الضاغطة، والصدمات النفسية. وبالتالي فهم أقل فاعلية ولا يملكون القدرة على تجاهل مشاعرهم السلبية، وهذا يزيد من فرص قربهم من الاكتئاب.

 

      كما دلت نتائج الدراسة عن وجود علاقة إيجابية  بين مستوى الصلابة النفسية والرضا عن الحياة، ويظهر ذلك أنه كلما زاد مستوى الصلابة النفسية زاد لديه الرضا عن الحياة، والعكس صحيح . وتتفق نتيجة الدراسة الحالية مع نتائج دراسة (O'Rourke,2004 )، ودراسة (Engel,et al,2011,) ، ودراسة ((Beutel et al,2010، ودراسة( yanez,2006) ، ودراسة Melenez, et al, 2008) ) التي دلت نتائج تلك الدراسات على أن الصلابة النفسية ترتبط إيجابيا بالرضا عن الحياة.

 

      ويفسر الباحثان هذه النتيجة بأن هذه النتيجة منطقية، بحيث يصعب الفصل بين الصلابة النفسية والرضا عن الحياة، فهما يرتبطان بتأثير متبادل، فحين نقول: الرضا عن الحياة، نعني به الجانب النفسي المنعكس في الصلابة النفسية والعكس.

 

      ويفسر الباحثان هذه النتيجة بأن الحاصلين على درجات مرتفعة في مجال الرضا عن الحياة، لديهم شعور بالتفاؤل وحسن الحال.كما أنهم راضون عن وجودهم، ويجدون الحياة معطاءة، أما الحاصلون على درجات منخفضة فيكونون متشائمين، ومكتئبين، ومحبطين من وجودهم.

 

      كما أن الدرجة على مقياس الرضا عن الحياة تنم عن وجود درجة من الصلابة النفسية الذي يتميز به الفرد، في المواقف التي يحتاج إلى تحمل مسؤولية، والدرجة المرتفعة على هذا المقياس تشير إلى أن الشخص يمكن الاعتماد عليه، وأنه أكثر ميلا إلى متابعة الأحداث الجارية، واتباع قواعد السلوك المتعارف عليها.أما الأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة على مقياس الرضا عن الحياة، فهم في الغالب لا يتحملون المسؤولية، ويتهربون مما عليهم من واجبات، وأكثر ميلا للاندفاع والتمرد ، ولا يستفيدون كثيرا من خبراتهم، كما أنهم أكثر ميلا للانزواء.

 

      ويفسر الباحثان النتيجة الحالية بأن الأفراد الذين يظهرون مستوى مرتفعاً من الرضا عن الحياة، أميل إلى تبني الاتجاهات التفاؤلية، وأميل إلى عزو الأشياء الايجابية لذواتهم، ويميلون إلى استخدام العبارات الايجابية، وهذا يساهم في شعوره بالصلابة النفسية، وهذا بدوره يزيد من اعتقاداته بامتلاكه إمكانات توافقية من أجل التمكن من حل مشكلاته بصورة عملية، وتصبح قدرته على مواجهة تحدّيات الحياة، وقدرته على التكيف مع الآخرين، وقدرته على السيطرة على أفكاره، ومعتقداته أكثر فاعلية.

 

     كما أظهرت النتائج وجود فروق دالّة إحصائيّاً بين المسنين والمسنات، وذلك لصالح المسنين على الدرجة الكلية لمقياس الصلابة النفسية، وتتفق نتيجة الدراسة الحالية مع نتائج دراسة جانيلين وبلارني  (Ganellen, Blarney,1984)  والتي دلت نتائجها على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين في الصلابة النفسية لصالح المسنين. وتتفق مع دراسة عبد الصمد (2002)، والتي دلت نتائجها على أن هناك فروقاً بين الذكور والإناث الصلابة ، لصالح الذكور عبد الصمد (2002).

 

      ويفسر الباحثان هذه النتيجة بأن المسنين الذكور يملكون معتقدات أكثر، بإمكانياتهم التحكم فيما يلاقونه من أحداث، ولديهم القدرة على تحمل المسؤولية، والقدرة على اتخاذ القرار، وتحدي الموضوعات الشائكة أكثر، مقارنه مع المسنات، كما أن تمسك المسنين الذكور بمجموعة من الالتزامات، والتي بدورها تمنح المسن معنى له في الحياة، تبدو أكثر وضوحا لدى المسنين الذكور.

 

      وربما ترد النتيجة بأن المسنين الذكور لديهم القدرة على مواجهة الضغوط، والمشكلات أكثر من المسنات، وهذا يعود إلى التجارب التي يمر بها المسنون الذكور، والتي تمنحهم القدرة على مواجهة الضغوط وهي أكثر تكرارا من تلك التجارب التي تمر بها المسنات.

 

      ويفسر الباحثان هذه النتيجة بأن المسنين الذكور لديهم قناعة بإمكانية التأثير على البيئة المحيطة، وهذا بدوره يجعلهم يمتلكون مهارات عديدة، وتجعلهم أكثر قدرة في اختيار الأهداف، والنشاطات التي تتلاءم معهم، ، وزاد من قدرتهم على الصلابة النفسية. كما أن طبيعة المسنين الذكور، وبحكم الجنس والصورة المقبولة اجتماعيا، يجعلهم قادرين على تقبل التحدي في المهمات، ورفض الهروب، والميل إلى وضع أهداف واقعية. وهذا كله سيمنحهم درجة عالية من الصلابة النفسية.

 

التوصيات :

تقديم البرامج الإرشادية للمسنين التي تعمل على تدعيم و تقوية صلابتهم النفسية، من خلال مؤسسات الصحة النفسية، والإرشاد النفسي الحكومية وغير الحكومية.
توسيع نطاق البرامج التعليمية المتعلقة بصحة كبار السن، وبخاصة النفسية منها.
العمل على توعية المجتمع بقضايا كبار السن، وتكريس النظرة الايجابية نحوهم.
تطوير خدمات الصحة الوقائية في مجال الصحة النفسية.
توفير سلسلة من خدمات الرعاية الصحية النفسية لكبار السن في المؤسسات المختلفة.
وضع برامج خاصة من أجل تعزيز مشاركة كبار السن في المجتمع.
تعزيز مشاركة كبار السن في عمليات صنع القرار حول القضايا التي تمس حياتهم.
توجيه البحث العلمي لإجراء الدراسات النفسية حول كبار السن فيما يتعلق بالأوضاع النفسية.
التوعية الإعلامية والتربوية بمشكلات كبار السن، وأساليب رعايتهم والتعامل معهم.

 

المراجع:

حجازي، جولتان، أبو غالي، عطاف ( 2010). مشكلات المسنين ( الشيخوخة ) وعلاقتها بالصلابة النفسية دراسة ميدانية على عينة من المسنين الفلسطينيين في محافظات غزة. مجلة جامعة النجاح للأبحاث:العلوم الإنسانية، 24 ( 1)، 109-156.

حمدي, نزيه وأبو حجلة، نظام وأبو طلب، وصابر (1998).البناء العاملي ودلالات صدق وثبات صورة معربة لقائمة بيك للاكتئاب.مجلة دراسات، 12 (11)، 96-125.

حمدي، نزيه وأبو طالب، صابر (1998). الإرشاد والتوجيه في مراحل العمر. منشورات جامعة القدس المفتوحة، عمان، الأردن.

عبد الصمد، فضل (2002).الصلابة النفسية وعلاقتها بالوعي الديني ومعنى الحياة لطلاب الدبلوم العام. مجلة البحث في التربية وعلم النفس، 17(2)، 229-248.

عبد الرحمن، تماضر (2006). القلق والاكتئاب لدى المسنين الذين يعيشون بمفردهم ويرتادون نوادي المسنين وكذلك الذين يعيشون في دور المسنين.دراسة ميدانية، القاهرة: جامعة عين شمس.

عبد المنعم، نجوى ( 2010). الرضا عن الحياة. المؤتمر السنوي الخامس عشر، مركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس.

غانم، محمد (2002). المساندة الاجتماعية المدركة وعلاقتها بالشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب لدى المسنين والمسنات المقيمين في مؤسسات إيواء واسر طبيعية. دراسات عربية في علم النفس، 1 (3) 77-110.

الفحل، نبيل (1990). بعض متغيرات الشخصية وارتباطها بالاكتئاب لدى المسنين. رسالة ماجستير، جامعة طنطا، مصر.

اللوزي، صلاح (2005).المقيمون في دور رعاية المسنين في الأردن "دراسة مسحية" أبحاث اليرموك: سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 21(4)، 105-127.

المجلس الوطني لشؤون الأسرة (2007). كبار السن في الأردن. حقائق وتحديات وتوصيات، الإستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن.

مخيمر، عماد (2000).الصلابة النفسية والمساندة الاجتماعية متغيرات وسيطة في العلاقة بين الضغوط وأعراض الاكتئاب لدى الشباب الجامعي. المجلة المصرية للدرايات النفسية، 7 (17)، 134-167.

مخيمر، عماد (1996). إدراك القبول –الرفض الوالدي وعلاقته بالصلابة النفسية لطلاب الجامعة.دراسات نفسية، 6 (2) 275-299.

ميخائيل، امطانيوس (2011). الثبات والصدق والبيئة العاملية لصورة معربة من مقياس دينر ولارسن وجرفن للرضا عن الحياة. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، 9 ( 2)، 11-37 .

Alexopoulos,S.Morimoto,S.(2011).The Inflammation Hypothesis in Geriatric Depression. International Journal of Geriatric Psychiatry, 26 ( 11), 1109-1118.

Alpas, M. & Neville, S. (2003). Loneliness. Health and Depression in Older Males, Journal of Aging Mental Health. 7(.3), 212-126.

Baker,A.,Buchanan,T.Small,J.Hines,D&Whitfield,E.(2011).Dentifying the Relationship Between Chronic Pain, Depression, and Life Satisfaction in Older, African Americans. Research on Aging, 33 ( 4), 426-443.

Baune,T.Smith,E.Reppermund,S.Air,T.Samaras,K.Lux,O.Brodaty,H.Sachdev, P&Trollor, J.(2012). Inflammatory Biomarkers Predict Depressive, But Not Anxiety Symptoms During Aging: The Prospective Sydney Memory and Aging Study. Psychoneuroendocrinology, 37 ( 9), 1521-1530.

Beutel,E.Glaesmer,H,Wiltink,J,Marian,H&Brahler,E.(2010).Life Satisfaction, Anxiety, Depression and Resilience Across the Life Span of Men,Aging Male, 13( 1), 32-39.

Canda,B.(2003).Life Satisfaction and Self-Concept of Elederly Living in Congregate and Non- Congregate Housing in Knox Country, Tennessee,PHD, Thesis The University of Tennesse.Knoxville.USA.

Chou,K,Chi,I.(2002).Financial Strain and Life Satisfaction in Hong Kong Elederly Chinese: Moderating Effect of life Managemen Strategies Including Selection,Optimization,and Compensation. Journal of Aging Mental Health,6(2)172-177.

Crowley,J..Hayslip,B&Hobdy,J.(2003).Psychological Hardiness and Adjustment to Life Events in Adulthood. Journal of Adult Development, 10 ( 4),237.

Davis, S. Miller, K. Johnson, D.McAuley, K& Dinges, D. (1992). The Relationship Between Optimism- Loneliness and Death Anxiety. Bulletin of Psychonomic Society,8 (3),135-136.

Donnellan, C.Hevey, D.Hickey, A&O'Neill, D.(2012). Adaptation to Stroke Using a Model of Successful Aging. Aging, Neuropsychology & Cognition, 19 ( 4), 530-547.

Dupuis,J.Weiss, R & Wolfson. C. (2007). Transportation Access among Community Dwelling Seniors. Canadian Journal on Aging,26( 2),149-158.

Engel, H.Siewerdt, F.Jackson, R.Akobundu, U.Wait, C&Sahyoun, N.(2011). Hardiness, Depression, and Emotional Well-Being and Their Association with Appetite in Older Adults. Journal of the American Geriatrics Society,59 ( 3),482-487.

Ganellen, R& Blarney, P. (1984). Hardiness and Social Support asModerators of the Effects of Life Stress. Journal of Personality and Social Psychology,47(1), 156-187.

Graham, P.(1998). Cognitive – Behavior Therapy for Children and Families, Cambridge, University press

Gusi, A. Prieto, A. Forte, A. Ignacio, b&Guerrero, c. (2008).Needs. Interests. and Limitations for the Promotion of Health and Exercise by a Web Site for Sighted and Blind Elderly People: A Qualitative Exploratory Study. Educational Gerontology, 34 (6), 449-461.

Ibrahim, A& Ibrahim, R.(1996).The Foundations of Human Behavior in Health and Illness. New York, N. Y,: Heartstone Book; Carlton Press.

Johnson, C. & Wiechers, E. (2002). Intra-Psychic of Group Intervention Program on Adolescents of Divorce, South African. Journal of Education, 22 (3), 177.

Knight, T.Davison, T.Mccabe, M.Mellor, D.(2011). Environmental Mastery and Depression in Older Adults in Residential Care, Ageing & Society, 31 (5), 870-884.

Kobasa, S.(1982).Commitment and Coping in Stress Resistance Among Lawyers, Journal of Personality and Social Psychology,45(3), 839-850.

Kobasa, S.(1979).Stressful Life Events, Personality, and Health: An Inquiry Into Hardiness, Journal of Personality and Social Psychology, 42(1), 168-177.

Lai, Daniel w. & Lenenko, l. (2007). Correlates of living Alone among Single Elderly Chinese Immigrants in Canada, International Journal of Aging and Human Development,65( 2),121-148.

Laks, J.Engelhardt, E.(2010). Peculiarities of Geriatric Psychiatry: A Focus on Aging and Depression J. Laks and E. Engelhardt Peculiarities of Geriatric Psychiatry. Neuroscience & Therapeutics, 16 ( 6),374-379.

Lambert, A.Lambert, E.Yamase, H.(2003). Sychological Hardiness, Workplace Stress and Related Stress Reduction Strategies. Nursing & Health Sciences,. 5( 2), 181-184.

 Lovelance, G.(1997).Anxiety Among Recently Admitted Nursinghom Resistants, Aprecursor to Clinical Depression ( Elderly, Suicide),35(3),254-280.

Melendez,J.Tomas,j.Oliver,A.Navarvo,E.(2008).Psycholoigical and Physical Dimension Explaining Life Satisfaction Among The Elederly: A Structional Model Examination, Journal of Gerontology and Geriatrics, 46(1),10-52.

Michelle,m.(1999). Hardiness and college adjustment indemnifying students in need of services,Journal of college student development,5(2),305-309.

Miller, W. & Seligman, M. (1983). Depression and The Perception of Reinforcement. Journal of Abnormal Psychology, 21( 82), 62-73.

Nguyen, T.Shultz, C&Westbrook, M.(2012). Psychological Hardiness in Learning and Quality of College Life of Business Students: Evidence from Vietnam. Journal of Happiness Studies, 13 ( 6), 1091-1103.

O'Rourke, N.(2004). Psychological Resilience and the Well-Being of Widowed Women. Ageing International, 29 ( 3), 267-280.

Patchett, E. (2005). Negative Mood Regulation Expectancies and Residence Location as Predictors of College Student's Adaptation to College, Depression and Coneliness, Dissertation Abstracts International. Mal 43L05, p. 2449. Des. California State University Degree: M S

Porter,L.(1998). Hardiness: its Relationship to Stress in Graduate Nursing Students,Dissertaion Abstracts International,36(4),1590.

Shkolnik,T.Weiner,C.Malik,L&Festinger,Y.(2001). The Effect of Jewish Religiosity of Elederly Irealis on Their Life Satisfaction Health,Function and Activity, Journal of Cross-Cultural Gerontology,16( 2), 201-219.

Skomorovsky, A.Sudom, A.(2011). Role of Hardiness in the Psychological Well-Being of Canadian Forces Officer Candidates,Military Medicine,176 ( 1), 7-12.

Umstattd, M.Wilcox, S&Dowda, M.(2011). Predictors of Change in Satisfaction with Body Appearance and Body Function in Mid-Life and Older Adults, Active for LifeAnnals of Behavioral Medicine, 41 ( 3), 342-352.

West,n.(2006). The Realationship Among Personality Traiats,Character Strengths and Life Satisfaction in Colloge Students,PH.D.Thesis, The University of Tennesse.Knoxville.USA.

Wolkowitz, M.Epel, S.Reus, I&Mellon, H.(2010). Depression Gets Old Fast: Do Stress and Depression Accelerate Cell Aging?, Depression & Anxiety , 27 ( 4), 327-338.

Yanez,A.(2006).Character Strengths and Psycholoigical Well-Being As Predictiors of life Satisfaction Among Multicultural, PHD, Thesis Graduate College, University of Nevada,Las Vegas

مقالات متعلقة في دراسات وابحاث