أين تقع بوليفيا

اين تقع بوليفيا، تاريخ بوليفيا، اقتصاد بوليفيا، أرقام واحصائيات، معلومات منوعة حول بوليفيا، ارض الانكا ومرآة السماء، شعب بوليفيا، الديانة الرسمية في بوليفيا

  • 1373 مشاهدة
  • Dec 08,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب طارق منير ناصر الدين
  • ( تعليق)
أين تقع بوليفيا

أين تقع بوليفيا

بوليفيا أرضُ الإنكا، ومِرآة السَّماء

 

تقع دولة بوليفيا، أو ما تُعرف بـ(مرآةِ السَّماء)، في قارَّة أمريكا الجنوبيَّة؛ في القسم الجنوبي منها، وتتوسَّط القارَّة السمراء، لذلك تجدها مجاورةً لأغلب دول أمريكا اللاتينيَّة، مثل البرازيل والأرجنتين والبيرو وتشيلي، وهي خامس أكبر دولة في القارَّة من حيثُ المساحة؛ حيثُ تُقدَّر مساحة بوليفيا حوالي مليون وثمانٍ وتسعون كيلومترا.

عاصمة بوليفيا الرسميَّة هي (سُوكري)، ولكن فعليَّاً تُعتبر مدينة (لاباز) هي العاصمة الأكثر ثقلاً، ويوجد في بوليفيا العديد من المُدُنِ الضَّخمة، مثل: سانتاكروز، وأرورّو، وكوتشابامبا، وبوتوسي، وسوكراي .

بوليفيا بلدٌ صغيرٌ في مساحته، ولكنَّهُ فخورٌ بثراء ماضيهِ العريق، فبوليفيا بلد الإنكا، ويوضِّح التاريخ الغريب المُتناقض لولاية المُرتفعات في أمريكا الجنوبيَّة جيداً مرور الوقت الذي لا يرحم، زمنٌ يكتسح بعض الحضارات من أجل ظهور حضارات جديدة، ويختلطُ في مشهدٍ واحد شظايا باقي العصور.

في بوليفيا جاءت الحضارات هُنا وغادرت، تاركةً في الهواء الرَّقيق  لجبال الأنديز ذكريات الأجداد القدماء، مثل البقايا المحفوظة في مدينة تياهو أناكو التاريخيَّة، هُناك معابد إمبراطوريَّة الإنكا الصَّامدة عَبرَ العصور، سَوفَ ترى الأحياءَ الضَّخمة الاستعماريّةَ التي بناها الغزو المُتعاقِب عليها نتيجةَ موقعها وأهميتها وجمالها.

يوجد في بوليفيا أحد المعالم الأثريَّة لبداية العصر الصناعي، (مقبرة القاطرات البُخاريَّة)، نعم عزيزي القارئ؛ تقف هُنا في الشَّمس والرِّياح القاطرات والقطارات الأصليَّة لأفضل الشركات المصنِّعة في إنجلترا وأمريكا الشماليَّة في أواخر القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى القاطرات البُخاريَّة الكبيرة من خمسينيّات القرن المُنصرِم، لقد تمَّ تخزينها في الصَّحراء لمُدَّة ما يُقارب قرناً من الزَّمان.

في بوليفيا يشهد آلاف السُيَّاح المُتجهين إلى مُستنقعات أويوني المِلحيَّة، والتي تُعطي الأرض شكل المرآة الصافية؛ صراعاً صامتاً، ولكِنَّهُ مُثيراً للإعجاب بين الطبيعة والتقدُّم.

ترى في بوليفيا دمار الثورات المُتعاقبة عليها، من الزَّعيم  (سيمون بوليفار)، إلى الثاَّئرِ الأممي (آرنستو تشي غيفارا)، والذي اختارَ بوليفا مقرَّهُ الأخير، ليُقاتل من أجل حُلُمه في توحيد القارَّة اللاتينيَّة بدولةٍ يساريَّة؛ تُجابه الولايات المُتحدة الأمريكيَّة، إلّا أنّ حُلمه تلاشى بين وديانها المتشعِّبة، وحملت أشجارها عبق الصَّرخات الأخيرة لأكثر من أربعين جنسيَّة من المُقاتلين، نعم جاءها الرِّجال من كُلِّ حدبٍ وصوب، قاتلوا في جبالها مع المُناضل غيفارا من أجل استقلال بوليفيا وحُريَّتها.

 

بوليفيا اليوم 

 

في بُوليفيا الحديثة، بدا أنَّ الحياة قد توقفت عِند هذا المُنعطف، عندما أُلغيتِ العبوديّة أخيراً في البلاد، كانت الحروب من أجلِ الاستقلال في القرن السابق قبلَ الماضي، والتي استمرَّت ما يقرُب من ربع القرن، فالاستقلال كانَ بمثابةِ بدايةَ تاريخِ هذهِ الدَّولة، مثل العديدِ منَ المُستعمراتِ السَّابقةِ الأُخرى في العالم الجديد.

 إنَّ مزايا تحريرِ السُكّان من الهيمنةِ الإسبانيّةِ الدمويّةِ تعودُ إلى "سيمون بوليفار''؛ الذي لا يعرف الكلل، فمن الصَّعبِ والمُجحف عدمَ المُبالغةِ في تقديرِ دَورهِ في تاريخِ الهنود في أمريكا الجنوبيَّة، لقد تمَّ إنهاء مَائتي عامٍ منَ العبوديَّة، والانتفاضات والكراهية بينَ أسيادِ الجّبالِ العنيدين للحُريَّة والاستقلال، والغُرباءِ المُصمّمين على نهب الثروات، واستيطان الوطن عوضاً عن شعبه الأصيل. 

نعم بوليفيا لا تحمل اسم سيمون بوليفار فقط، بل تحمل نَهجه وروحهُ التي انعكست على شعبها، فكانت ''بوليفيا بوليفار''.

الرَّئيس السَّابِق للجمهوريَّة ''إيفو موراليس''، هو أوَّل هندي أصلي يُحقِّق مثلَ هذا المنصبِ الرفيع، ويحصد احترام وتقدير البوليفيّين، لأنَّهُ بعدَ قرنٍ مؤلم منَ الثوراتِ الدَمويَّةِ، حَافظَ على السَّلام لأكثر من تسعِ سنواتْ، وهوَ الذي عرّفَ بوليفيا على أنَّها (دولة متعدِّدة الجنسيَّات)، وأصبح اسمها رسميَّاً بالدّستور هكذا، وقد قامت احتجاجات عليه في أواخر فترة حُكمهِ، مدعومةً من الغرب وأميركا، من أجل زعزعة استقرار بوليفيا، ولإعادة الهيمنة عليها، وإعادتها لبيت الطاعة الأمريكي، ولأنَّهُ زعيمٌ عاشقٌ لبلادهِ، وليمنعَ حمامَ الدمِ والفوضى في بوليفيا؛ قرَّر أن يُسلِّمَ السُّلطة للمعارضة، وأن يذهبَ إلى الأرجنتين، ويسكُن فيها خارج بلاده، إلى أن فازَ المُرشَّح اليساري، والرَّئيس الحالي لبوليفيا ''لويس آرسي''؛ مُرشَّح حركة (نحو الاشتراكيَّة)، والتي يتزعّمها إيفو موراليس، ويُقرِّر العودة بعدها للبلاد، بعد عودَة الاستقرار لبوليفيا، وفشل المخطَّط الأمريكي في الهيمنة عليها.

 

معلومات منوَّعة حولَ بوليفيا

 

  • شَعب بوليفيا:   يُقدَّر تِعداد سُكَّان بوليفيا حسب إحصاء عام 2021 بنحو 11673025، نسمة وذلك بنسبة 0.15% من إجمالي سُكَّان العالم، يُمكن تقسيم جميع السُكَّان إلى هنود الجبال الأصليين الأكثر تقليداً، وهنودِ سهولِ المُستنقعات، وأحفاد الأوروبيين الذين يسكنون أكثر المُدُن تقدُّماً، إنَّ هيمنةَ السُّكانِ الهنود الأصليين على أكثر من 50 ٪ من ديموغرافيَّة الشَّعب البوليفي، حتَّى بعد ما يقرُب من ثلاثة قرون من الهيمنة الإسبانيَّة على بوليفيا.
  • اللغةُ الرسميَّةُّ للبلاد: هُناكَ ما يُقاربُ السبعَ وثلاثينَ لهجةً ولغةً هنديَّة محليَّة، من بين هؤلاء فقط اللغة الإسبانيَّة ستكون مُفيدةً لك عزيزي الزَّائر لبوليفيا.
  • العمّلة الوطنيَّة: كانت قديماً (البيزو البوليفي)، أمَّا حديثاً فهي 'البوليفيانو'، حيث تُقسم البوليفيانو إلى 100 سنتافو، ويُقدَّر صرف البوليفيانو مُقابل الدّولار تقريباً كل  دولار حوالي 6.7 بوليفيانو.
  • متوسِّط ​​العُمر:  حيث أنَّ متوسِّط العمر المتوقَّع للسُكّان في بوليفيا هو نفسه تقريباً في منطقتنا، ويبلغ حوالي 66 عاماً.
  • ديانةُ البلاد: في الغالب كاثوليكيَّة، ولكن هُناكَ ميلٌ للعودةِ إلى المُعتقداتِ الهنديَّةِ القديمة، فالكاثوليكيَّة هي السَّائدة، لكنَّها ليست ديانةً رسميَّة.
  • الجغرافيا: تبلغ مساحة الدَّولة 1.098.581 كم، حيثُ تُعتبرْ في المركزِ 27 عالمياً من حيثِ الحجم، وتتميَّز أراضي بوليفيا بتنوّع تضاريسها ومناخها، وتشمل مُرتفعاتِ جبالِ الأنديز، والهضابِ المسطَّحةِ، والأراضي المُنخفضة، والسُّهول الفيضيَّة، بما في ذلك جزء من الأمازون.
  • الموارد المعدنيَّة: تُعتبر أغنى احتياطيات المعادن الثمينة موجودة في بوليفيا، كالفضّة، والقصدير، والليثيوم، والحديد، والمصادر التي لا تنضب من ملح الطعام في مستنقعات ملح أويوني.
  • المناخ: يختلفُ المناخُ كثيراً بين منطقةٍ وأخرى في مناطقِ البلاد، منها المنطقة القاريَّة الباردة في ُمرّتفعاتِ لاباز و بوتوسي وأويوني، إلى المناطقِ الاستوائيَّة الحارَّة والرّطبة في سانتا كروز، وأكثرُ المواسمِ اعتدالاً هي الرَّبيع، وأواخر الخريف.
  • النباتات: نباتاتُ الغاباتِ المطيرة الاستوائيَّة الخصبة، وسافانا النخيل، والعديدِ من نباتاتِ الليانا والطَّحالب في المناطق الرَّطبة، تنمو الكوكا بشكلٍ جيِّد على المُنحدرات الجبليَّة، حيث يقوم السُكان المحليّون بزراعتها.
  • اقتصادياً: يُصنِّف صندوق النقد الدولي اقتصاد بوليفيا بالاقتصاد المتوسِّط، ويتمتَّع الأفراد بالدَّولة بالدَّخل المتوسِّط، وبالرَّغم من ذلك تُعتبر بوليفيا دولةً قويَّة تعتمدُ على ذاتها، ويوجد لديها العديد من الموارد والمقوِّمات والعوامل الحيويَّة، حيث تعتمد دولة بوليفيا في اقتصادها على الموارد الطبيعيَّة، والغاز الطبيعي الذي يُصدَّر إلى الخارج، وجديرٌ بالذّكر أنّ خطَّ  الفقر المدقع قد انخفض إلى أكثر من النِّصف بين عامي 2005 و 2015، وانخفض من 38% إلى 17% في عام 2019.

رُغم جمال طبيعتها، وتنوُّع مناخها، إلا أنّ بوليفيا الدَّولة الأكثر عُرضةً لتأثيرات تغيُّر المناخ في أمريكا الجنوبية، حيث أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الوطنيَّة بسبب الجفاف (الذي يؤثِّر على 177000 أسرة) في عام 2016 وفي عام 2018 بسبب الفيضانات، ويتوقَّع المُحلِّلون أن يزيد التعرُّض لانعدام الأمن الغذائي بنسبة 22%  ما لم يتم اتخاذ التدابير الملائمة للتكيُّف مع تغيُّر المناخ، ويؤدِّي تكرار الجفاف والفيضانات، والصقيع والبرد إلى تفاقم حالة القطاع الزراعي، ممَّا يُهدِّد الأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفاً.

مع تحسُّن الظروف الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، ووصول بوليفيا إلى وضع البلد المتوسِّط ​​الدَّخل، فإنَّ شعب بوليفيا يتعافى من الفقر والأميَّة، ويكلف من اجل الحياة الكريمة، وللمُساهمة في القضاء على الفوارق بين الجنسين، تركز جميع مكونات عمل البرامج الحكوميَّة بعهد (موراليس)، وخلفه في بوليفيا، بقوَّة على تمكين النِّساء والفتيات للعمل والتطوُّر.

 

نظام الحكم ودستورها

 

ننظر إلى دستور بوليفيا في أوَّل مواده، الفصل الأول نموذج الدولة:  
المادَّة رقم 1، بوليفيا دولة اجتماعيّة موحَّدة متعدِّدة القوميَّات Estado Unitario Social de Derecho Plurinacional Comunitario، ذات قانون مجتمعي، حُرَّة، مُستقلَّة، ذات سيادة، ديموقراطيَّة لا مركزيَّة، ومتعدِّدة الثقافات، وتحتوي على مناطق تتمتَّع بحُكمٍ ذاتي.

تقوم دولة بوليفيا على التعدديَّة السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والقضائيَّة، والثقافيَّة واللغويَّة، وذلك من خلال عمليَّة اندماج كافة الشرائح في البلاد في كيانٍ واحد مُستقل.

مقالات متعلقة في جغرافيا