الشركات المتعددة الجنسيات

الشركات المتعددة الجنسيات

تعرف الشركات متعددة الجنسيات بأنها عبارة عن منشآت تجارية، تعمل على إنتاج وتسويق أعمالها وتقديم خدماتها في بلد واحد على الأقل غير البلد الأم الذي تأسست فيه.
وأحيانا يقتصر البعض على تعريفها بأنها الشركات التي لاتقل نسبة الربع من إيراداتها من مصدر خارج البلد الأم الذي تأسست فيه.
وهي شركات عالمية غير تابعة لدولة معينة أُطلق عليها اسم الشركات العابرة للقارات أو الشركات العابرة للحدود لعدم اقتصارها على البلد الذي تأسست فيه،بل عمد أصحابها أو المالكين الأساسيين إلى توسيع نشاطهم التجاري بأكثر من بلد، وفتح مكاتب بأنحاء متفرقة من دول العالم تعتبر بمثابة فروع لهذه الشركات، تُدار هذه المكاتب من الفرع الأساسي بالبلد الأصل.
يترأسها أشخاص من جنسيات مختلفة حول العالم، تنتشر مكاتب وفروع هذه الشركات بعدة دول عالمية.
المكتب الرئيسي يكون في البلد الأم الذي تأسست فيه الشركة بالبداية.
والجدير بالذكر أنه قد تتجاوز الميزانية التابعة لهذه الشركات ميزانية دول بأكملها.
 

نشأة الشركات المتعددة الجنسيات:

ظهرت هذه الشركات على يد الشركات الأمريكية الكبرى التي عملت بعد انتهاء الحرب العالمية على زيادة استثماراتها خارج الولايات المتحدة، عن طريق إنشاء وحدات إنتاجية في كل من كندا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وذلك في إطار استراتيجية إنتاج عالمية موحدة، وسرعان ما اتبعت الدول الأوروبية نفس الطريق الذي سلكته الشركات الأمريكية.
وبعدها دخلت اليابان أيضاً على خط الانتاج وتأسيس الشركات المتعددة الجنسيات.
وتستمد هذه الشركات قدرتها على السيطرة على الاقتصاد العالمي من قوتها الاقتصادية الذاتية وقوتها التكنولوجية الهائلة.

ما الذي يمنح أي شركة صفة متعددة الجنسيات؟

الشركة متعددة الجنسيات هي شركة لديها أعمال تجارية في دولتين على الأقل حيث يوجد مكاتب ممثلة لهذه الشركة متوزعة في أنحاء مختلفة من دول العالم وغالباً ما تتم إدارة هذه المكاتب من قبل مكتب مركزي مقره في البلد الأم.
أما الشركات التي تقوم بتصدير بضائعها ومنتجاتها للبيع خارج الدولة فلايُطلق عليها متعددة الجنسيات.

خصائص الشركات المتعددة الجنسيات:

أهم الصفات التي تتمتع بها هذه الشركات هي:
1- ضخامة الحجم:
تتميز هذه الشركات بأنها تشكل كيان اقتصادي ضخم وعملاق، ونستدل على ذلك من حجم رأس المال والاستثمار، وتنوع مجالات الانتاج، ضخامة أرقام المبيعات والإيرادات الهائلة التي تحققها.
بالإضافة للشبكات التسويقية التي تملكها وحجم الإنفاق على البحث والتطوير في مجال عملها.
2- تنوع الأنشطة:
تتميز هذه الشركات بالتنوع الكبير في الأنشطة الممارسة، حيث تعتمد على سياسة إنتاجية تقوم على وجود منتجات متنوعة ومتعددة، وذلك بهدف تقليل الخسائر، حيث أن التنوع يضمن لها إن حدثت الخسارة في مجال ما بإمكانها تعويض الخسارة بربح من مجال آخر.

3- الانتشار الجغرافي:
وهذه من أهم ميزات الشركات متعددة الجنسيات، حيث أنها تغطي مساحات كبيرة من الأسواق ممتدةبشكل واسعجغرافياً خارج الدولة الأم.

4- القدرة على تحويل الإنتاج والاستثمار على مستوى العالم:
حيث تتميز بنشاطها الاستثماري الواسع في العالم وعلى الرغم من ضخامة الاستثمارات العالمية التي تقوم بها فإن أكثر من ثلثي الاستثمارات تتركز في الولايات المتحدة وأوروبا.

5- إقامة التحالفات الاستراتيجية:
من السمات الهامة التي تميز الشركات متعددة الجنسيات أنها تسعى دائماً لإقامة تحالفات إستراتيجية فيما بينها بهدف تحقيق مصالحها الاقتصادية المشتركة والتعزيز من قدراتها التنافسية والتسويقية.

أنواع الشركات المتعددة الجنسيات:

هناك أربعة أنواع لهذه الشركات :
١-الشركات متعددة الجنسيات اللامركزية: لكن تتميز بوجودها القوي في الوطن الأم.
٢-شركات عالمية مركزية: تكسب ميزة التكلفة المنخفضة حيث تتوافر الموارد الرخيصة.
٣-شركة دولية: تعتمد على البحث والتطوير للشركة الأم.
٤-المؤسسة عبر الوطنية والشركات التي تعبر الحدود الوطنية.

مزايا المنظمات المتعددة الجنسيات:

تتمتع المنظمات متعددة الجنسيات بمزايا عديدة نذكر منها:
1-تواجد فرع للشركة في بلد أجنبي يسمح للشركة تلبية طلب البلد الأجنبي من المنتجات دون تكاليف المعاملات المرتبطة بالشحن لمسافات طويلة.
2-تساهم بتدفق رأس المال الأجنبي وبالتالي تحقق ازدهار اقتصادي في البلد الذي تعمل على أرضه، وتحفز نمو الوظائف في الاقتصاد المحلي وبالتالي زيادات محتملة في الإيرادات.
3-تخلق فرص عمل عديدة، وتسمح للأشخاص بالإبداع في مجال العمل فهي تخلق بيئة حرية أثناء العمل.
4-القوة العاملة لدى هذه الشركات غير مكلفة.
5-تقوم هذه الشركات بالاستخدام المثالي للمواد الخاملة.
6-تؤمن أسواق كبيرة ممتدة على نطاق واسع جغرافياً بالاضافة لتنوع المنتاجات وكثرتها، وتخلق منافسة قوية من خلال إنتاج سلع بنفس الجودة للسلع الموجودة مسبقاً بتكاليف أقل، فهي تخفض الأسعار وبالتالي تزيد من القوة الشرائية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
7-حققت هذه الشركات الوصول إلى معدلات ضرائب أقل، فمن خلال عملها في العديد من البلدان تكون قادرة على الاستفادة من الاختلافات الضريبية وذلك من خلال وضع أعمالها بشكل رسمي في دولة ما يكون معدل الضرائب فيها منخفضاً حتى لو تم إجراء العمليات في مكان آخر.
8-تساهم بالتطورات التقنية والتكنولوجية.
9-تساهم بتطوير النظام الإداري.
10- إنهاء الاحتكارات المحلية.
11-بسبب وجود فروع بأكثر من دولة فهذا يخفف من مخاطر الخسائر المحتملة الحدوث.

ماهي عيوب الشركات متعددة الجنسيات؟

1-الشركات متعددة الجنسية تحتكر منتجات معينة ممايؤدي لإرتفاع الأسعار على المستهلكين، وانعدام المنافسة ومنع الإبتكار.
2-تتهم أيضاً بأن لها تأثير ضار على البيئة لأن عملياتها تسننزف الموارد المحلية، وتقوم بإنشاءات ضخمة تحتاج لمساحات واسعة من الأراضي على حساب الطبيعة.
3-دخول هذا النوع من الشركات في اقتصاد البلد المضيف يؤدي إلى انهيار الشركات المحلية الصغيرة.
4-تتهم أيضا بانتهاكها للمعايير الأخلاقية لتهربها من القوانين الأخلاقية فهي تجند رأس المال لأعمال خاصة تخدم مصلحتها فقط.

ماهي أكبر شركات المتعددة الجنسيات في العالم؟

نشرت مجلةFortune Global Magazine التصنيف السنوي لأفضل 500 شركة في جميع أنحاء العالم، وتعتمد هذه المجلة على التصنيف بناءً على إيرادات المبيعات السنوية التابعة للشركة.
وفي مايلي قائمة بأفضل 10 شركات للعام 2021:
1- وول مارت
2- أمازون
3- شبكة الدولة
4- الصين الوطنية للبترول
5- رويال داتش شل
6- أرامكو السعودية
7- مجموعة سينوبك
8- أبل
9- فولكس فاجن
10- شركة بريتيش بتروليوم بي إل سي

لماذا تسعى هذه الشركات لأن تصبح عالمية؟

تسعى الشركات للعالمية والانتشار لأن هذا يحقق لها قاعدة كبيرة من العملاء وبالتالي تزداد حصتها في الأسواق العالمية، وهذا  بالطبع  يزيد نسبة الأرباح والنمو.

ماهي المخاطر التي تواجه الشركات المتعددة الجنسيات؟

تختلف هذه المخاطر بحسب البلدان التي تعمل بها فهي تشمل مثلاً:

• مخاطر تنظيمية أو قانونية.

• عدم الاستقرار السياسي يهدد استقرار الشركة وعملها أيضاً.
• انتشار الجريمة أو العنف أو الطائفية ببعض البلدان.
• التقلبات بأسعار صرف العملات يؤثر بالطبع على استقرار رأس مال الشركة وايراداتها.
• وقد يستاء الناس في الوطن الأم للشركات من توظيف الشركة لأعداد كبيرة من الموظفين في الخارج.

وبهذا نجد أن العولمة والتطور الاقتصادي السريع أثمر عن هذا النوع من الشركات التي خلقت جواً من التنافس الكبير وساعدت على تحسين الاقتصاد في الدول التي عملت بها، وبالرغم من المساوئ التي ذكرناها ، لكن هذه الشركات أثبتت نفسها بقوة، وتمتعت باستقرار كيانها الاقتصادي بشكل كبير.
ونرجو أن تخطو البلاد العربية على نهج أمريكا والدول الأوروبية وأن تفتح المجال لاستثمارات هذه الشركات في دولنا العربية للمساعدة بتعزيز وتقوية الاقتصاد العربي.

المراجع:

• JAMES CHEN, Multinational Corporation (MNC):