معركة الأهرام

معركة الأهرام,اندلاع معركة الأهرام, تلخيص معركة الأهرام,وقوع معركة الأهرام,تاريخ وقوع معركة الأهرام, أحداث معركة الأهرام,سبب تسمية معركة الأهرام,معركة الأهرام

  • 794 مشاهدة
  • Feb 06,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب ريم الشيخ
  • ( تعليق)
معركة الأهرام
معركة الأهرام


لابد أن تكون قد سمعتَ مُسبقاً بمعركة الأهرام واطلعتَ على بعضِ المعلومات المتعلقة بها، التي تتصل بكونها واحدة من أهمّ وأبرز المعارك التي اتسمَتْ بشهرة كبيرة على مدار التاريخ وهذا يُعزى إلى أهميتها الكبيرة وأهمية النتائج الناجمة عنها ، فإذا كُنتَ من الراغبين بإغناء معلوماتهم وإثراء معارفهم المتعلقة بتلك المعركة من حيث تاريخ حدوثها ومكان وقوعها، أسباب حدوثهاونتائجها ينبغي لك قراءة المقال التالي حتى النهاية.


تاريخ وقوع معركة الأهرام  والأطراف المشاركة بها:


شكلَتْ مصر بآثارها العريقة وخيراتها الوفيرة وطبيعتها الخلّابة محط اهتمامٍ ومطمع مميز للكثير من الأعداء على تنوُع جنسياتهم واختلاف مصادرهم، السبب ذاته الذي جعل فرنسا تستجمع قواها وتُكثِف اهتمامها وتركز جهودها أملاً ورغبةً في بسط سيطرتها وفرض قوتها على الأراضي المصرية من ثم التمتُع بأراضيها واستغلال خيراتها وبالتالي توسيع دائرة حكمها.


لمْ تهدأْ الدولة الفرنسيّة منذ اتخاذِها قرار احتلال مصر فكانت تُخطط وتُدبر كثيراً لهذا الأمر وتُرسل العديد من الحملات التي باءَتْ بالفشل، إلى أن أرسلت حملةً عظيمةً بقيادة الجنرال نابليون بونابرت، تألَفت تلك الحملة من أعداد كبيرة من المحاربين الفرنسيين تحت إشراف وتدبير القائد بونابرت الذي بذل جهودا حثيثة وأبلى بلاءً عظيماً في سبيل النيل من المماليك الذين كانوا يحكمون مصر في ذلك الوقت وسلبِهم سلطتهم.
كانت الحملة الفرنسيّة المُرسلة إلى مصر ذات قوّة جبّارة وعزيمة عالية إلّا أن ذلك لمْ يُحبِطْ من همّة المماليك الذين واجهُوا عدوّهم بكلِ شجاعةٍ وبسالة، فهم لمْ يرفعوا راية الاستسلام بسرعة أو يتقاعسوا عن أداء واجبهم فأشعلوا الكثير من الحروب ونشبَت العديد من المعارك التي كان ختامها معركة الأهرام أو المعروفة ب "معركة إمبابة " والتي وقعت عام1798  ميلادي في الحادي والعشرين من شهر تموز، حيث شارك من طرف المماليك ما يُقارب 10 آلاف فارس من فرسانهم بالإضافة إلى بعض الآلاف المؤلفة من المشاة.
 

أحداث المعركة وسبب تسميتها بمعركة الأهرام

على الرغم من الشجاعة والقوة التي تميزت بها جيوش المماليك آنذاك إلا أن التخلُّف الفكري كان قد طغى على تلك الشجاعة وشكلَّ عاملاً من عوامل سقوطهم على أيدي الفرنسيين حيث يذكر أنّه وفي بداية المعركة قام أحد الفرسان بالمناداة على جنود الحملة الفرنسية قائلاً: هل من مُبارز ؟ ظناًّ منه أن عصرَ الفروسية لا زال حاضراً دون أن يكون لديه أدنى انطباع عن قوة الحملة وشراسة إمكانياتها التي كانت تتمثل في المدافع والنيران وبعض الأسلحة الحديثة في حين اقتصرت قوة المماليك على الفروسية والسيوف التقليدية، وما إن انتهى ذلك الفارس من قوله حتى سقط أرضاً مقتولاً برصاص الفرنسيين.


إضافةً إلى عامل الضعف والندرة في الإمكانيات القتاليّة لدى المماليك فقد كانُوا أيضاً يعانون من ضعف الترابط وانعدام التلاحم فيما بينهم وخصوصاً بين مماليك مراد بك قائد المحاربين ومماليك ابراهيم بك الذين كانوا يتخوفون من قيام فرنسا بالتخلص من أحدهما فتصبح مصر من ملك الطرف الآخر وهذا ما دفع ابراهيم بك وحشوده إلى البقاء على الطرف الآخر من النيل دون تقديم أي إعانة تاركين مراد بك يواجه فرنسا بمفرده، كانت القوات المصرية بقيادة مراد بك ممتدة من النيل حتى صحراء الأهرام حيث تتضح أهرامات الجيزة وهذا سبب تسميتها بمعركة الأهرام، وكانت خطة مراد  بك قد تمحورَتْ حول وضع المدافع على جانب القوات الخاصة به وذلك لردع القوات الفرنسية عن مهاجمة المماليك من خلال الأطراف، بينما خطة نابليون بونابرت تجسدت في التمثيل والتظاهر بالهجوم على مقدمة الحشود بهدف تشتيت الانتباه ومحاولة سلب المدافع التابعة للقوات المصرية ومهاجمتهم عبر أجنحتهم، ففي الوقت الذي كان فيه بونابرت يخطط ويبدع في التخطيط كان مراد بك يفكر تقليدياً معتقداً أن إخفاق فرنسا في الهجوم عبر الأجنحة سيرغمهم على المواجهة والمحاربة وبالتالي ستكون إمكانية ردعهم ومطاردتهم في الصحراء أكثر سهولة.
أبدَت قوات الحملة الفرنسية نجاحاً باهراً في القضاء على المدفعيات التابعة للمماليك وهذا ما أحدث اضطراباً عاماً وتحديداً لمراد بك الذي أمر محاربيه بالبدء في الهجوم العام ، لتشرع الفرسان بالتقدم مُعتلين خيولهم منادين بصيحات الحرب وفي مواجهتهم المدفعيات والأسلحة الفرنسية وتشكيلات المُشاة الحديثة التي أسقطت محاربي المماليك واحداً تلوَ الآخر.
 

نتائج معركة الأهرام

مما لا شك فيه أن الحروب الدائرة لا تنتهي إلا بخسارة أحد الأطراف المشاركة على حساب الطرف الآخر وهذا ما حصل حقاً في معركة الأهرام التي انتهت بسقوط المماليك وهزيمتهم وتراجعهم هرباً وذعراً مما تكبدوه من خسائر، وقد تضمنت خسائرهم خسارة في البشر والمادة إذ قُدِّر عدد قتلاهم بالآلاف فضلاً عن سلبهم مدافعهم، أما جيش نابليون فقد كانت خسائره البشرية قليلة فهي لم تتجاوز 300 قتيل إلا أن تلك الخسارة مُهمَشِة أو لا تُذكر لقاء النصر الذي حققه نابليون وتمكنه من الدخول إلى مدينة القاهرة وبسط سيطرته عليها وبدء التأسيس لإدارة محلية يقودها ويديرها بنفسه.


إذاً كانت معركة الأهرام (معركة إمبابة) معركة غاية في الأهمية فقد أوضحت مقدار الاضطرابات والضعف الذي كانت تعاني منه الدولة العثمانية والذي هزَّ أركانها وخلخل بنيانها وذلك بالمقارنة مع التطورات الكبيرة والهامة التي كانت تحدث في قارة أوروبا والتي تجسدت بالثورة الفرنسية التي كانت واحدة من أبرز ركائز تلك التطورات.
وفي النهاية وعقب هزيمة فرسان المماليك في المعركة المذكورة وصلت هذه الأخبار المخيبة للآمال والمحبطة للهمم إلى جيوش المماليك التي كانت تتوضع في مصر في القاهرة تحديداً، وما لبثت تلك الجيوش أن سمعت بتلك الأخبار حتى هربت إلى سوريا بغرض إعادة هيكلة وترتيب صفوفها، ومن خلال هذه الهزيمة الساحقة التي نالت من جيوش مراد بك انهار المماليك وانتهت ولايتهم لدولة مصر تلك الولاية التي دامت لمدة 700 عام.


إذاً في الختام يمكننا إيجاز ما نتج عن معركة الأهرام في النقاط التالية:

نتائج معركة الأهرام

أولاً: انتصار الحملة الفرنسية التي تسلَّحت بالمدافع والأسلحة والمعدات الحديثة التي تستند إلى التضافر والقيادة بشكل بارع على القوات المصرية المسلَّحة بالسيوف والخناجر والقليل من المدافع.
ثانياً: مقتل الآلاف من القوات المصرية وهروب مراد بك قائد المماليك المشاركين في المعركة إلى الجيزة.
ثالثاً :مقتل المئات من جيوش الحملة الفرنسية والذين بلغ عددهم 300 قتيل.
رابعاً: انتهاء معركة الأهرام ومعها زال عهد وولاية مراد وابراهيم بك التي دامت ما يقارب ربع قرن أي حوالي ٢٥ سنة.
خامساً: سقوط عاصمة مصر القاهرة بأيدي نابليون بونابرت الذي بسط سيطرته على أراضيها بعد تسليمها له من قبل السكان ومعاهدته لهم بالحفاظ على ممتلكاتهم، أرواحهم وأموالهم.

وفي النهاية وبعد أن أدركنا أهمية معركة الأهرام وعرفنا نتائج حدوثها والأسباب التي حالت دون انتصار المماليك بل وأدت إلى فشلهم فشلاً ذريعاً نستنتج أهمية التفكير الإبداعي والابتكار المتجدد الذي يساعد الدولة أياً كان زمن قيامها أن تواكب كافة التطورات الحاصلة حول العالم وبالتالي تتدارك نقاط ضعفها وتحولها إلى نقاط قوة تسهم في تحقيق انتصاراتها.
المراجع :

محمد عبدالرحمن ، معركة إمبابة...المماليك: هل من مبارز ؟..والفرنسيون يطلقون النار، 21/ يوليو / 2018

 

مقالات متعلقة في ثورات وحروب