ما هي الحرب العالميّة الأولى - الحرب العظمى

الحرب العالمية الأولى,الحرب العالمية الاولى,الحرب العالمية,مخلص الحرب العالمية الاولى,الحرب العالمية الاولى ملخص,الحرب العالمية الاولى اسبابها ونتائجها.

  • 769 مشاهدة
  • Jan 29,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب هيا الشيخ
  • ( تعليق)
ما هي الحرب العالميّة الأولى - الحرب العظمى

 

اندلاع الحرب العالميّة الأولى:

بدأت الحرب العظمى أوما يُسمّى بالحرب العالميّة الأولى بين دول قارة أوروبا، وما لبثت أن توسع نطاقها حتى شملت باقي دول العالم حيث دخلت الدول بأحلاف ضد بعضها البعض.

وقد امتدت الحربالعالميّة الأولى من عام 1914 حتى عام 1918،وكانت بدايتها من النمسا والمجر حيث قامت الدولتان اللتان كانتا تحت امبراطورية واحدة باحتلال مملكة صربيا، وكانت صربيا حليفةً لروسيا مما جعل الأخيرة تعلن الحرب على النمسا، وأعلنت ألمانيا أنها ستدخل الحرب حليفةً للنمسا، بينما أعلنت فرنسا وبريطانيا حلفهما مع روسيا.

وأُطلق على كل من روسيا وفرنسا وبريطانيا حينهما مسمى الوفاق الثلاثي، وأُطلق على النمسا وألمانيا وإيطاليا مسمى الحلف الثلاثي.

كانت الحرب طاحنة وبلغت فيها الخسائر البشرية أرقاماً مرعبة، استُعملت في الحرب الأسلحة الفتّاكة البيولوجية لأول مرّة، وقُصفت المدن بالطائرات وشُوّهت معالمها.

أنهت هذه الحرب الطبقات الأرستقراطية وحطّمت الممالك الأوروبية، أشعلت الثورة الشيوعية في روسيا، ومهدّت للحروب المستقبلية كالحرب العالميّة الثانية، بالإضافة إلى ماعُرف لاحقاً بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية.


أسباب قيام الحرب العالميّة الأولى:

هناك أسباب عديدة مهدت على المدى الطويل لحدوث نزاعات وأحقاد خفية تراكمت مع الوقت ليأتي بعدها حدثاً مباشراً يشعل فتيل الحرب.

أولاً- الأسباب غير المباشرةلقيام الحرب العالميّة الأولى:

1- الرغبة في التوسع الجغرافي:

بعد حدوث ثورة كبيرة في عالم الصناعة في الدول الأوروبية ومع ازدياد الحاجة إلى الأسواق لتصريف هذه الصناعات وكسب المال منها، بغية الحصول على المواد الأولية والصناعة من جديد لتحقيق الازدهارالاقتصادي وجني الأموال، ووجد السياسيون أنّ الحل يكمن باستعمار البلدان وتوسيع النطاق الجغرافي للدولة وبالتالي تحقيق الهيمنة على الاقتصاد في الدول المستعمرة، ونهب خيراتها لتحقيق المزيد من التطور الاقتصادي، فهدف الاستعمار والتوسع خلق النزاع بين الدول الكبرى.
اشتدّ النزاع في تلك الآونة بين بريطانيا وألمانيا فكلتا الدولتين أخذت تعمل على تطوير أسطولها البحري للسيطرة على البحار.

وبرزت الخلافات بين فرنسا وألمانيا فيما يخص مقاطعتي اللورينوالألزاس اللتين سيطرت عليهما ألمانيا في حرب 1870وضمتهما لدولتها، بالإضافة إلى نزاع الدولتين على احتلال المغرب العربي.


2- السباق من أجل الحصول على السلاح الأقوى وإقامة التحالفات:

ركزت الدول وخاصةً روسيا وألمانيا وفرنسا على بناء جيش قوي مُجهّز بأسلحة متطورة، جعلت قسم كبير من ميزانية الدولة موجهة للجيش والقوات المسلحة، عملت على زيادة عدد العسكريين، بالإضافة إلى تمديد فترة الخدمة العسكرية.
وقامت هذه الدول بالاجتماعات الخفية وإقامة التحالفات مع الدول الأخرى بهدف تعزيز قوتها وقوة جيشها.
فقد كان الحلف الثلاثي بين ألمانيا وإيطاليا وإمبراطورية النمسا والمجر، لكن إيطاليا سرعان ما انسحبت، وحلّت مكانها الدولة العثمانية، أما الحلف الآخر قد ضمّ كل من روسياوفرنسا وبريطانيا.


ثانياً- السبب المباشر لقيام الحرب العالميّة الأولى:

حادثة سراييفو:

أشعل فتيل الحربالعالميّة الأولى حادثة الاغتيال التي حدثت في مدينة سراييفو، حيث قام طالب من صربيا باغتيال ولي عهد النمسا وزوجته عندما كانت بزيارة لمدينة سراييفوفي البوسنة والهرسك، وقعت تلك العملية في اليوم الثامن والعشرين من شهر يونيو عام 1914.

وبسبب هذا الاغتيال أعلنت النمسا الحرب على صربيا، وبما أنّ روسيا حليفة صربيا أعلنت نصرتها والحرب على النمسا، قامت ألمانيا بالمقابل بإعلان الحرب على روسيا.

وباعتبار فرنسا حليفة لروسيا قامت ألمانيا بغزوفرنسا عن طريق بلجيكا، وبالمقابل أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا، وأعلنت النمسا الحرب على روسيا.

إيطاليا بقيت على الحياد ولم تدخل الحرب، بينما دخلت الدولة العثمانية الحرب لاحقاً، وباعتبار أن للدولة العثمانية تاريخ معادي لروسيا، فقد تدخلت إلى جانب ألمانيا وقامت بقصف موانئ روسيا على سواحل البحر الأسود.

 

مراحل الحرب العالميّة الأولى:

استمرت الحرب العالميّة الأولى لمدة أربع سنوات، ومرت عبر عدة مراحل فقد كانت بدايةً بين دول أوروبا، لاحقاً بسبب تحالفات الدول مع دول الحرب توسع نطاقها فأصبحت عالمية.

1- الحرب ضمن أوروبا (1914-1916):

بدايةً كانت تتميز هذه المرحلة بالحركات العسكرية السريعة والمتعددة على أكثر من جبهة،كان الانتصار حليفاً لدول التحالف الثلاثي برئاسة ألمانيا، ولكن لاحقاً استطاعت قوات الوفاق إيقاف التقدم لتحالف العدو، وهزمتهم بمعارك عديدة، حُسمت النتيجة لصالح قوات الوفاق، أهمها معركة فردان، ومعركة السوم التي حدثت عام 1916في فرنسا.

2- المرحلة الثانية :

تميزت المرحلة الثانية من الحرب العالميّة الأولى بقيام الجيوش المتجابهة بحفر الخنادق والعمل على تحصينها بالدبابات والطائرات، والثبات في المواقع وحمايتها، وقد حدثت هذه الخنادق على الجبهة الغربية والروسية.

اتسع نطاق الحرب لاحقاً بسبب دخول عدد من الدول مع الأحلاف المتناحرة،وأخذت تتسع جغرافيّاً ووصلت إلى دول الشرق الأوسط التي كانت تقع تحت حكم الدولة العثمانية آنذاك.

 

3- المرحلة الثالثة:

في العام 1917 تحولت الحرب من حرب أوروبية إلى حرب عالمية، فبعد أن حاصرت دول الوفاق الثلاثي ألمانيا، ردت ألمانيا باستخدام غواصات دمّرت كل السفن لمنع وصولها إلى بريطانيا، من ضمن تلك السفن التي أُغرقت عدّة سفن تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، مما أجج الوضع ودفع الولايات المتحدة للدخول بالحرب ضد ألمانيا إلى جانب دول الوفاق.
وكان لدخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب دول الوفاق دوراً هاماً، فقد قلبت ميزان القوى وساعدت جيوش الوفاق على القيام بهجوم مضاد على ألمانيا وأجبرتها على التراجع.

وفي نفس الوقت كانت جيوش الوفاق قد تحاربت مع العثمانيين في سوريا ومصر، مماأدى إلى تراجع الدولة العثمانية واحتلال دول الوفاق للبلاد العربية وتقاسمها لاحقاً كغنيمة حرب.

استمرّت الحرب حتّى عام 1919 بين كرّ وفرّ، وانتهت بانتصار بريطانيا على ألمانيا بعدة معارك، وأجبرت الجيش الألماني على التراجع، في حين كانت البلاد تمر بأزمات سياسية متتالية بسبب الخسائر المتتالية للألمان، طالبت ألمانيا بهدنة، لكن الحلفاء رفضوا، وأُجبرت لاحقاً ألمانيا على التوقيع على هدنة بشروط وضعتها دول الوفاق.

 

نتائج الحرب:

1- خسائر بشرية ومادية هائلة :

سببت هذه الحرب كوارث إنسانية واقتصادية هائلة، أكثر من تسعة ملايين قتيل وأضعاف هذا الرقم جرحى ومصابين إصابات جسيمة سببت لهم إعاقة دائمة، تأتي روسيا في المرتبة الأولى من حيث الخسائر البشرية، تأتي في المرتبة التالية ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وإيطالياوالولايات المتحدة.

أما الخسائر المادية فقد حصلت بالمدن التي وقعت فيها المعارك أوالتي تعرضت لقصف الطيران، فقد دُمرّت البنى التحتية من مصانع وجسور وسكك حديدية، حُرقت مئات آلاف الهكتارات الزراعية، وأُهلكت الحيوانات والمواشي، وحتى مناجم الفحم تم غمرها بالماء لمنع الطرف الثاني من الاستفادة منها.

واستغرقت عملية إعادة الإعمار فترة طويلة بسبب النقص سواءً على مستوى الأموال أوالعمّال كنتيجة لسنين الحرب.

2- خسارة الدول الأوروبية لدورها الإقليمي في العالم :

حيث كانت قبل الحرب دولاً قوية، تتمتع باقتصاد آخذ بالنمووالتطور، لكن بسبب الحرب التي دامت طويلاً نفذت المؤن التي لديها وأُجبرت على شراء المواد الأساسية من دول صغيرة لم تتعرض للحرب مثل الارجنتين وكندا وأستراليا، وكان التعامل بالدين لذا بعد الحرب وجدت أوروبا نفسها مدينة لهذه الدول، واضطرت لسداد هذه الديون بالدفع من الذهب الاحتياطي مما أدى إلى تراجع قيمة العملة الأوروبية.
 


السلام الذي تحقق بعد الحرب غير الكامل:

عُقد مؤتمر السلام عام 1919 بعد أن وافقت ألمانيا على الهدنة، في باريس، لكنّ هذا المؤتمر لم يكن كما ظنت الدول الموافقة على الهدنة أنه سيصدر قرارات واتفاقيات تخدم الأطراف جميعها، إنما حضره مندوبون عن الدول الحليفة مُستبعدين الدول المهزومة، فقد كان اجتماعاً للدول المنتصرة لتتقاسم الأرباح فيما بينها، ولإثبات أنهم هم الأقوى حالياً وأنهم وحدهم القادرون على فرض قراراتهم على الدول المهزومة، وتجلّى هذا واضحاً عندما فرض مندوبوبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة آراءهم على الجميع خلال المؤتمر.


 

مقالات متعلقة في ثورات وحروب