حرب البسوس

حرب البسوس,سبب حرب البسوس,لماذا سميت حرب البسوس بهذا الاسم,أطراف حرب البسوس,حرب البسوس,حرب البسوس كاملة,حرب الباسوس,برنامج القصة حرب البسوس,البسوس بنت منقذ

  • 1232 مشاهدة
  • Feb 06,2022 تاريخ النشر
  • الكاتب هيا الشيخ
  • ( تعليق)
حرب البسوس
حرب البسوس

منذ أن خلق الإنسان وهو في حالة نزاع دائم مع أقرانه لأسباب مختلفة وغايات متنوعة، ويحكي لنا المؤرخون عن حروب كثيرة حدثت في غابر الزمان، كما حدثنا التاريخ عن حروب الجاهلية، ولايمكننا أن نتحدث عن الجاهلية وحروبها من غير أن نتطرق أولاً لأشنع حرب حدثت في تلك الآونة ألا وهي حرب البسوس.

 

سبب حرب البسوس:

قامت حرب البسوس بين قبيلتين من أكبر قبائل العرب آنذاك، هما قبيلتا تغلب وقبيلة بنو بكر، ويُحكى أن هذه الحرب حدثت على أرض نجد في الجزيرة العربية.

في تلك الفترة الزمنية كانت القبائل تتنازع فيما بينها باستمرار، حيث كانت القبائل القوية تفرض سيطرتها على كل شيء، وتتحكم بالقبائل الأضعف، حتى على مستوى الماء، وعُرف حُكّام القبائل حينها بالشدة والغلظة والقسوة، وكان وائل بن ربيعة الملقب بكُليب مثالاً للحاكم الجائر والمُتسلّط، ليفرض هيبته على كل القبائل المجاورة كان يأمرهم بأن يستأذنوه بأبسط الأمور، حتّى إذا أرادو رعي مواشيهم أو سقايتها الماء، وقد حدد لهم وقتاً معيناً ليسقوا فيه المواشي وإن تأخرو عن هذا الوقت منعهم من السقاية.

هذا التسلط والجور جعل بنو بكر يشعرون بالذل والإهانة، وبقيت تتوالى هذه التصرفات من وائل بن ربيعة وتزداد قسوةً، ممادفع جساس بن مُرّة من قبيلة بكر إلى قتل كليب.

وكانت هذه الشرارة التي أشعلت نار الحرب التي طحنت القبيلتين و أودت بحياة الكثير من شبابها.

 

لماذا سميت حرب البسوس بهذا الاسم؟

يرجع سبب تسمية حرب لبسوس بهذا الاسم إلى ناقة امرأةٍ تدعى البسوس، جاءت البسوس إلى قبيلة بكر في زيارةٍإلى شقيقتها التي تُدعى بأم جسّاس بن مُرة، وقد أحضرت البسوس ناقتها معها، وأطلقتها لترعى وتشرب الماء، هذا التصرف أثار غضب كُليب عندما علم أن هناك ناقة ترعى بدون إذنٍ منه، فأصدر أمراً بقتل الناقة.

وصل إلى البسوس خبر قتل ناقتها فحزنت لذلك حزناً شديداً، وأنشدت أبياتاً من الشعر في ذلك، صارخةً واذُلاّه واغربتاه.

وعندما سمعها جساس ابن أُختها وعلم بقتل الناقة، تأججت نار الحقد في قلبه تجاه كُليب، وانتهز الفرصة وقام بقتله ليتخلص من ظلمه من جهة وأملاً منه أن يعيد القوة إلى قبيلته بني بكر من جهةٍ أُخرى فتعود هي الحاكمة والمتحكمة.

لكن ذلك لم يحدث، حيث اشتعلت نيران الحرب بين القبيلتين بعد مقتل كُليب، وقاد هذه الحرب أخو كُليب الذي أراد الانتقام لأخيه وهو عُدي بن ربيعة والمعروف باسم الزير سالم أبو ليلى المهلهل، فأعلن الحرب على بني بكر ليأخذ بثأر كُليب.

كان الزير سالم يتمتع بقوة وشجاعة كبيرتين، وقد أُطلق عليه لقب الزير لأنه كان دائم التسكع بالحانات، منشغلاً بالنساء وشرب الخمر، لكنه بعد مقتل أخيه كُليب، اعتزل هذا كله وانشغل بالحرب والثأر لأخيه.

وقد روى المؤرخون أنحرب البسوس استمرت لمدة أربعين سنةً، خلّفت خسائرَ فادحة بالأرواح من الطرفين.

 

أطراف حرب البسوس:

قامت حرب البسوس بين طرفين هما قبيلة كُليب بن ربيعة واسمها تغلب، بقيادة المهلهل، وقبيلة بني بكر، وتدخلت قبيلة النمر بن قاسط وقبيلة غفيلة كحلف لقبيلة تغلب.

بينما حالفت قبيلة بكر كلٌمن بني قيس بن ثعلبة، وبني حنيفة، بينما آثرت بعض القبائل عدم المشاركة بالحرب مثل قبيلة بني عجل وقبيلة بني يشكر.


وقعت حرب البسوس عام 494م واستمرت حتى عام534م، أي قبل ظهور الإسلام، ومع استمرار الحرب لمدة أربعين عاماً خاض فيها الطرفان معارك شرسة يقدر عددها بسبع معارك هي:

  • معركة وادي برك.
  • معركة جافان.
  • معركة وادي نعام.
  • معركة وادي سدير.
  • معركة بيشة والإفلاج.
  • معركة وادي حنيفة.
  • معركة الدلم.

وذكر المؤرخون أياماً حاسمة في الحرب، أُطلق على كل يوم منها اسم يتناسب مع الحدث أو المكان الذي قامت فيه المعركة، نذكر من هذه الأيام:

يوم النهي:في ذلك اليوم قامت معركة شديدة الوطاس، خسرت قبيلة بكر في هذه المعركة عدد كبيراً من رجالها، بينما انتصرت قبيلة تغلب.

يوم زبيد:وفي ذلك اليوم حدثت معركة بين الطرفين لم يخرج منها أحدٌ منتصراً، قُتل في هذه المعركة أحد أشجع فرسان قبيلة بكر وهو شيبان بن مُرّة.

يوم الذنائب:أعلنت قبيلة بنو ذهل بن ثعلبة في ذلك اليوم انضمامها للمحاربة إلى جانب قبيلة تغلب، وكانت نتيجة ذلك التحالف انتصاراً كبيراً لتغلب على قبيلة بني بكر وحلفائها.

يوم واردات:أيضاً انتصرت قبيلة تغلب في ذلك  اليوم، وأوقعت الكثير من القتلى في صفوف بني بكر.

يوم عويرضات، يوم أنيق و يوم ضريه: كان النصرُ في تلك الأيام حليفاً لقبيلة تغلب.

يوم القصيبات: قتل عدي بن ربيعة ( الزير سالم)حليف تغلب همّام بن مُرّة من قبيلة بكر، مع أنه كان أعزّ أصدقائه. وانتصرت تغلب أيضاً في ذلك اليوم.

يوم تحلاق اللمم:وسُمي بهذا الاسمبسبب إجماع بنو بكر على حلق رؤوسهم، وفي ذلك اليوم انتصرت قبيلة بكر، بينما فرّ أبو ليلى المهلهل هارباً.

لكن ما حدث ذلك اليوم وجعله يوماً حاسماً هو انضمام الحارث بن عباد سيد قبيلة قيس بن ثعلبة، مع أنه في البداية كان قد آثر اعتزال الحرب ولم يُدخل قومه فيها، حيث قال عن الحرب : "هذا أمر لاناقة لي فيه ولاجمل".

لكن وعندما اشتدت الحرب وحمي وطيس المعارك رأى الحارث بن عباد أن يتدخل ويُصلح بين القبيلتين ويوقف سفك الدماء، فأرسل ابنه جُبير إلى عُدي بن ربيعة في محاولةٍ لإحداث الصلح وإنهاء الحرب، لكن عدي بن ربيعة قتل جبير،ولمّا وصل الخبر إلى الحارث بن عباد قال : "نِعم القتيل قتيلٌ أصلح بين ابني وائل" ظناً منه أن المهلهل قتل جبيراً باعتباره مكافئاً لمقتلكليب وبهذا تُنهى الحرب.

لكن بعد ذلك بلغه أن المهلهل قتله قائلاً" "بل بشسع نعل كُليب"، استشاط الحارث بن عباد غضباً وركب فرسه النعامةوأنشد أبياتا من الشعر:

قرِبّا مربط النعامة منـــــــي
 

 

لقحـــــــتُ حرب وائلٍ عن حيــالي
 

لاجبيـراً أغنـى قتــــــــــيلاً
 

 

ولا رهط كليب تزاجروا عن ضلال
 

لم أكن من جُناتها عَلِم الله
 

 

وإنّي بحرُها اليوم صالي
 

قرِبّا مربط النعامة مني
 

 

إنّ قتلَ الغلام بالشسع غالي
 

 

 


وقرر الحارثُخوض الحرب وقتال عدي بين ربيعة انتقاماً لابنه، فآزره عددٌ كبيرٌ من قبائل بكر، وزحفوا باتجاه قبيلة تغلب وقاتلوهم وانتصروا عليهم، وكان الحارث على رأسهم يقاتل لكن بصره كان ضعيفاً حيث أنه كان قد بلغ من العمر عتيّاً، أمسك الحارثُ عُدي بن ربيعة بيده ولم يعرفه بسبب ضعف البصر، قائلاً له: "دُلّني على عدي بن ربيعة وأُخلي عنك" أي أتركك تنجو، فقال له المهلهل: "عليك العهود بذلك إن دللتك عليه؟"
قال الحارث: "نعم"
فقال المهلهل: "أنا عدي"، فتركه.
وبهذا كانت هذه آخر معركة انتصرت فيها قبيلة بكر وفرّ المهلهل هارباً، ويُحكى أنه قُتل على يد غلامين بعد أن سرقا مابحوزته.
وبعد أربعين عاماً من القتل وسفك الدماء،ومعركة تليالأخر، وخسائر بشرية هائلة، وهذا كله بسبب الظلم والجور الذي مارسه كُليب بحق أقاربه، ف بنو بكر هم أولاد أعمامه، وبحق القبائل الضعيفة المجاورة، انتصرت قبيلة بكر وعاد إليها الحكم، وأصبحت أقوى قبيلة في المنطقة في ذلك الوقت.

 

كانت هذه خلاصة قصة وأحداث حرب البسوس التي جسد أحداثها المخرج السوري الراحل حاتم علي في مسلسلٍ سوري أسماه الزير سالم، وأدى شخصياته عمالقة الفن السوري.


المراجع:

ابن الأثير، مقتل كليب والأيام بين بكر وتغلب (حرب البسوس)،:
https://almerja.com/reading.php?idm=66635

 

مقالات متعلقة في ثورات وحروب