الحكاية الكاملة رحلة الصاروخ الصيني الهارب

الصاروخ الصيني,الصاروخ الصيني الخارج عن السيطره,الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة,مكان الصاروخ الصيني,سقوط الصاروخ الصيني,اخر اخبار الصاروخ الصيني,اخبار الصاروخ

  • 943 مشاهدة
  • Jun 13,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Sahar Shahatit
  • ( تعليق)
الحكاية الكاملة رحلة الصاروخ الصيني الهارب

الحكاية الكاملة - رحلة الصاروخ الصيني الهارب 

 أثار سقوط الصاروخ الصيني Long March 5B" الذي سقط في مايو الماضي مخاوف عالمية لعدة أيام، بشأن الضرر المحتمل إذا سقط على الأرض، من شدة  سرعته التي وصفها علماء الفيزياء الفلكية بأنها رابع أكبر عودة غير خاضعة للرقابة في التاريخ، فلم يكن من الواضح كيف وأين سيسقط الصاروخ الصيني الهارب، وقد كان لدخول الصاروخ الصيني الغلاف الجوي للأرض في النهاية قد جعل من المستحيل التنبؤ بمكان هبوطه.

 

 وقد تنبأ العلماء وقتها أن النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن أجزء الصاروخ ستسقط في البحر، حيث يغطي المحيط حوالي 71% من الكوكب، وكان صاروخ "Long March 5B" الذي يتجاوز وزنه 20 طنا، جزءا من 11 مهمة مخطط لها كجزء من بناء محطة الفضاء الصينية، وكان صاروخ Long March-5B Y2 يحمل وحدة Tianhe، أو Heavenly Harmony.

 

وهي أول مكون من ثلاثة مكونات رئيسية لبناء محطة الفضاء الصينية، والتي ستكتمل بحلول نهاية العام القادم، وهو أثقل حطام يسقط خارج نطاق السيطرة منذ محطة الفضاء السوفيتية ساليوت 7 في عام 1991. 

 

 

مركز اطلاق الصاروخ الصيني الهارب 

أطلق صاروخ " Long March 5B لونج مارش 5 بي" الصيني "الوحدة الأساسية" لمحطة الفضاء الصينية الجديدة في 28 أبريل الماضي من مركز وينتشانغ لإطلاق الفضاء في مقاطعة هاينان جنوب الصين، وقد بلغ طول صاروخ " Long March 5B "  57نحو مترا، ويعتبر ثاني أطول صاروخ مخصص للصعود للفضاء، بعد صاروخ "فالكون 9"،الأمريكي البالغ طوله 70 مترا، ولكن الصاروخ الصيني الهارب، بعد اكتمال المهمة، قد سقط في مدار أمكن رؤيته من خلاله وهو يهبط بسرعة شديدة نحو الأرض.

 

 

وكانت الصين قد أطلقت في 28 أبريل/نيسان الماضي صاروخ " Long March 5B" وعلى متنه جزء من محطة الفضاء، التي تعتزم الصين بناءها باسم "تيانهي الفضائية"، وكانت الرحلة واحده من ضمن عدة رحلات أخرى لاستكمال محطة الفضاء الصينية التي من المتوقع أن تكتمل في أواخر عام 2022، لتكون أول محطة فضاء صينية تستضيف رواد فضاء على المدى الطويل، وتخطط الصين لإطلاق 10 عمليات إطلاق أخرى لنقل أجزاء إضافية من المحطة الفضائية إلى المدار.

 

 

انفجار الصاروخ الصيني

انتقد العديد من الأشخاص في مجتمع الفضاء الصين بشأن أحداث Long March 5B، متهمين برنامج الفضاء الصيني بالإهمال وبالتصرف بلا مبالاة، إن لم يكن بتهور، وجاء أحد هذه الانتقادات من رئيس ناسا الجديد بيل نيلسون، فلم تكن حادثة الصاروخ الصيني الهارب، الأولى من نوعها فقد سبق وحدثت بعض من هذه الحوادث نتذكر منها:

 

- العام الماضي مع نسخة مختلفة من Long March 5B، حيث خرج هذا الصاروخ هو الأخر عن السيطرة، وسقط فوق المحيط الأطلسي قبالة ساحل غرب إفريقيا.

- تحطمت أول محطة فضاء نموذجية صينية، Tiangong-1، والتي تم تصميمها لتمهيد واستكشاف الطريق لمحطة الفضاء الجديدة، وكان يبلغ وزنها 8 أطنان على الأرض، وقد سقطت المركبة في المحيط الهادئ في عام 2016 بعد أن أكدت بكين أنها فقدت السيطرة عليها. 

 

- عام 2019، سيطرت وكالة الفضاء على آثار هدم المحطة الصينية الثانية Tiangong-2 في الغلاف الجوي.

- تم تصميم المحطة الفضائية، التي ستكون الثانية فقط بعد محطة الفضاء الدولية (ISS)، بعمر يصل إلى 10 سنوات ولكن يمكن أن تستمر 15 عاما، أو حتى عام 2037، حيث يقول الخبراء إن عمر محطة الفضاء الدولية، يمكن أن يطول حتى عام 2030.

- ومن المتوقع أن تكتمل محطة الفضاء الصينية في أواخر عام 2022، ومن المتوقع أن تزن المحطة الفضائية التي على شكل حرف T حوالي 60 طنا، وهي أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية، التي أطلقت أول وحدة لها في عام 1998 وتزن حوالي 408 أطنان. 

 

 

الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة 

إطلاق الصاروخ إلى الفضاء وعودته تتكون من عدة مراحل، أهم هذه المراحل هي المرحلة الأولى ثم المرحلة الأخيرة، ونوضح هنا مراحل إطلاق الصاروخ للفضاء:

- المرحلة الأولى:

مرحلة إطلاق الصاروخ من الأرض حتى مغادرته الغلاف الجوي السفلي، ومعظم الوقود بمرحلة الانطلاق هذه يكون قد احترق لمساعدة الصاروخ في مقاومة العوامل الجوية الطاردة لصعوده للأعلى بسبب الغلاف الجوي السميك، وعند وصول الصاروخ إلى الغلاف الجوي السفلي، يقل ضغط المقاومة الجاذبة نحو الأسفل، عندها يبدأ حرق الوقود بصورة أقل، ومع دخوله الغلاف الجوي العلوي يقل الضغط ويكون الصاروخ عندها في وضع عملي أفضل.

 

 

- يسقط الجزء السفلي من الصاروخ عند نهاية المرحلة الأولى إلى منطقة معروفة مسبقا، ومؤخرا كان هناك تحكم أكبر في هذه المرحلة، حتى يسقط الجزء السفلي من الصاروخ إلى سطح الأرض كاملا بسلام وذلك عن طريق التحكم عن بعد بمحركه أو محركات صغيرة جانبية مثبتة فيه، ويتم في هذه الحالة إعادة توجيه الحطام نحو موقع سقوط معين غير مأهول كأحد المحيطات، وعندها يعاد استخدامه مرة أخرى.

 

- صواريخ المرحلة الأولى غالبا ما تغرق في البحر بعد وقت قصير من الإقلاع،  ولا تتجه للمدار الجوي للأرض كما فعل الصاروخ الصيني الهارب.

- كثيرا ما يتخلص علماء الفضاء من الصواريخ الأساسية لضمان السلامة الجوية للمجال الجوي للأرض.

 

- منطقة سقوط الصواريخ هي أبعد منطقة عن الوجود البشري في المحيط الهادئ الجنوبي بين أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية، ويطلق علي موقع سقوط الصواريخ هذا  تعبير "القطب المحيطي الذي يتعذر الوصول إليه"  وهي المنطقة الأبعد عن الوجود البشري. 

 

- تبلغ مساحة المنطقة 1500 كم مربع، وتعتبر مقبرة للمركبات الفضائية والأقمار الصناعية، حيث يتواجد في أعماقها حطام  نحو 260من المركبات والأقمار الفضائية.

 

- المرحلة الثانية:

ينتقل الصاروخ إلى هدفه في المرحلة الثانية، وفي حالة الصاروخ الصيني فإنه كان متجه إلى المدار حول الأرض، وقد كان الصاروخ الصيني الهارب قد وصل للمدار فعلا، وتم فصل الجزء الأول من المحطة المنتظرة، ليبقى هناك أحد أجزاء الصاروخ لحين تشغيل أحد محركاته.

 

- كانت المفاجأة الصادمة أن المحرك لم يعمل، بل بدأ يدور حول الأرض بسرعة تبلغ قرابة 27 ألف كيلومترا في الساعة، وعلى ارتفاع 300 كيلومترا فوق سطح الأرض، حتى ينتقل للغلاف الجوي بمرحلة منخفضة تمهيدا لسقوطه على الأرض.

 

- صمتت بكين عدة أيام قبل أن تعلن للعالم أن هناك أجزاء كبيرة من بقايا الصاروخ الذي سبق وأطلقته في28 أبريل، تدور في المدار الجوي للأرض، وستحترق في الغلاف الجوي بسبب سرعة السقوط، فقد بلغ طول الوحدة الصاروخية الغير المتحكم بها 30 مترا، بقطر 5 أمتار، وبوزن يبلغ 22 طنا.  

 

أين سقط الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة 

تحطمت المرحلة الأساسية التي يبلغ وزنها 20 طنا من صاروخ Long March 5B من ارتفاع 30 مترا منهيا بذلك مسيرته الطويلة عند اصطدامه بالأرض ليلة السبت (8 مايو)، في المحيط الهندي في نقطة 72.47 درجة شرقا، و7.65 شمالا، "شمال جزر المالديف"، وهي سلسلة جزر شاعرية قبالة الساحل الجنوبي الغربي للهند، لتنتهي بذلك  10 أيام مثيرة للجدل وللرعب في أنحاء العالم.

 

 ليبدأ بعدها علماء الفضاء محادثات شاملة وواسعة حول الحطام المداري والرحلات الفضائية، حيث دعا مدير"ناسا بيل نيلسون في بيانه "الدول التي ترتاد الفضاء" إلى "تقليل المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص والممتلكات على الأرض جراء إعادة دخول الأجسام الفضائية وزيادة الشفافية فيما يتعلق بهذه العمليات". وقال: "من الواضح أن الصين تفشل في تلبية المعايير المسئولة فيما يتعلق بالحطام الفضائي. 

 

 

مقالات متعلقة في مواقع التواصل الاجتماعي