علم النفس ولغة الجسد

لغة الجسد في علم النّفس، وأنواع لغة الجسد، ولغة الجسد، ومهارات لغة الجسد، وعلم النفس ولغة الجسد في الحب، وحركات اليدين في علم النفس

  • 1966 مشاهدة
  • Jun 22,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Ghada Halaiqa
  • ( تعليق)
علم النفس ولغة الجسد

علم النفس ولغة الجسد

 

عادةً ما يكون الاتصال اللفظي مباشراً، حيث تقوم بفتح فمك وتقول ما تُريد أن تقوله، لكنّ التواصل لا يحدث فقط لفظيّاً، فعندما تتحدّث أو تستمع، فإنّك تعبِّر أيضاً عن مشاعرك وردود أفعالك بلغة جسدك، بما في ذلك تعبيرات وجهك وإيماءاتك وموقفك، ويمكن للعديد من الأشخاص فك رموز وشيفرات لغة الجسد المتعمَّدة دون بذل الكثير من الجّهد، ولكن هناك لغة للجسد غير مقصودة، وهنا يجب بذل الجهد في محاولة فك رموزها، فلغة الجسد تلعب دوراً أساسيّاً في مشاركة المعلومات مع الآخرين.

لغة الجسد هي مصطلح واسع لأشكال الاتصال غير اللفظي، وذلك من خلال استخدام حركات الجسم أو الإيماءات بدلاً من الأصوات أو اللغة اللفظية أو غيرها من أشكال الاتصال أو بالإضافة إليها، إنها تشكل جزءًا من فئة paralanguage، وهو تصنيف لغوي يندرج ضمن قائمة paralinguistics أو ما يُعرف بالـ (شلل اللغوي)، التي تصف جميع أشكال التواصل البشري الغير لفظيّة .

تمت دراسة Paralanguage بما في ذلك لغة الجسد على نطاقٍ واسع في علم النفس الاجتماعي، من خلال الكلام اليومي وعلم النفس الشعبي، وغالبًا ما يتم تطبيق المصطلح على لغة الجسد التي تعتبر لا إرادية، على الرغم من أن التمييز بين لغة الجسد الطوعيَّة واللاإرادية غالبًا ما يكون مثيراً للجدل، فعلى سبيل المثال قد تنتج الابتسامة إما بوعي أو بغير وعي.

تُشير لغة الجسد الطوعيَّة إلى الحركة والإيماءات والأوضاع التي يقوم بها شخص عن قصد (أي الابتسام الواعي وحركات اليد وغيرها)، ويُمكن أن تنطبق هذه الحركات على العديد من أنواع الاتصالات الصامتة، وبشكلٍ عام يُمكن اعتبار الحركة التي تتم بنيّة كاملة أو جزئيّة وفهم ما تنقله حركات طوعيَّة أو إراديّة.

وغالبًا ما تأخذ لغة الجسد اللاإراديّة شكل تعبيرات الوجه

، ولذلك تمَّ اقتراحها كوسيلة للتعرّف على مشاعر الفرد الذي يتواصل معه الشخص.

 

أصول لغة الجسد

 

غالبًا ما تمّت مُناقشة علاقة لغة الجسد من خلال التواصل مع الحيوانات، حيث أنّ الاختلال اللغوي البشري قد يُمثِّل استمراراً لأشكال الاتصال التي استخدمها أسلافنا غير اللغويين بالفعل، أو ربَّما تم تغييره من خلال التعايش مع اللغة.

بعض أنواع الحيوانات ماهرة بشكلٍ خاص في اكتشاف لغة الجسد البشري، سواء كانت طوعيَّة أو لاإرادية: هذا هو أساس تأثير Clever Hans، وتعني (مصدر الأداة في علم النفس المقارن)، وكان أيضاً سبباً لمحاولة تعليم الشمبانزي واشو الأمريكي لغة الإشارة بدلاً من الكلام، وربَّما كان السبب وراء نجاح مشروع واشو أكثر من بعض الجهود السابقة لتعليم القرود كيفيَّة الرَّقص.ِ

تُظهر بعض أشكال لغة الجسد البشري استمرارية مع الإيماءات التواصليّة للقرود الأخرى، على الرّغم من حدوث تغييرات في المعنى في كثيرٍ من الأحيان، لهذا يجب تعلّم الإيماءات الأكثر دقّة، والتي تختلف بين الثقافات (على سبيل المثال الإيماءات للإشارة إلى "نعم" و "لا")، أو تعديلها من خلال التعلّم، وتكون عادةً عن طريق الملاحظة اللاواعية للبيئة.

 

 

فهم لغة الجسد

 

على الرَّغم من أنَّ الناس لا يدركون ذلك بشكلٍ عام، إلا أن العديد من الأشخاص يُرسلون ويستقبلون إشارات غير لفظية طوال الوقت، قد تُشير هذه الإشارات إلى ما يشعرون به حقاً، فيتم استخدام تقنية "قراءة" الأشخاص بشكلٍ متكرر. على سبيل المثال ، تُستخدم فكرة تعاكس لغة الجسد لإراحة النَّاس بشكلٍ عام في المقابلات، وذلك في سبيل جعل الشخص الذي تتم مُقابلته مرتاحاً، وتشير انعكاس الراحة في لغة جسد الشخص الآخر إلى أنَّه قد فهم الأمر.

قد يكون لإشارات لغة الجسد هدفٌ آخر غير الاتصال، ومن هذا المنطلق يحد المراقبون من الوزن الذي يضعونه على الإشارات غير اللفظية، حيث أنّ هذه الإشارات توضح إشاراتها، لتُشير إلى الأصل البيولوجي لتلك الأفعال.

واحدة من أبسط وأقوى إشارات لغة الجسد هي عندما يعبر الشخص ذراعيه عبر صدره، حيث يُمكن أن يشير هذا إلى أنَّ الشَّخص يضع حاجزاً غير واعٍ بينه وبين الآخرين، ويُمكن أن يشير أيضًا إلى أن ذراعي الشخص باردتان،  حيث يُمكن اتضاح ذلك عن طريق فرك الذراعين، وعندما يكون الموقف العام وديَّاً، فقد يعني ذلك أن الشخص يُفكِّر بعمق في ما تتم مُناقشته، ولكن في المواقف الخطيرة أو المواجهة، يُمكن أن يعني ذلك أن الشخص يعبِّر عن معارضة، وغالباً ما يشير تعبير الوجه القاسي أو الفارغ إلى العداء الصريح، فمثل هذا الشخص لن حليفاً أو ودوداً، وقد يُفكِّر في تكتيكات مُثيرة للجدل.

يمكن أن يشير الاتصال المستمر بالعين إلى أنّ الشَّخص يُفكِّر بشكلٍ إيجابي فيما يقوله المتحدِّث، وغالباً ما يكون الأفراد المصابون باضطرابات القلق غير قادرين على الاتصال بالعين، ويُمكن أن يعني أيضاً أنَّ الشَّخص الآخر لا يثق بالمتحدِّث بدرجةٍ كافية لإبعاد عينيه عنه، ويُمكن أن يشير عدم الاتصال بالعين إلى السلبيَّة.

غالبًا ما يكون الاتصال بالعين لفتة ثانوية ومضلِّلة، لأنَّنا نتعلَّم مُنذ سنٍ مبكِّرة أن نتواصل بالعين عند التحدث، فإذا كان هناك شخصٌ ينظر إليك ولكنّه يقوم بإشارة ذراعيه عبر الصَّدر، فقد يكون الاتصال بالعين مؤشِّراً على أنَّ هُناك شيئاً ما يُزعج هذا الشَّخص وأنَّه يُريد التحدُّث عنه، أو إذا كان الشَّخص يعبث أثناء إجراء اتصال مباشر بالعين بشيءٍ ما، حتّى لو كان ينظر إليك بشكلٍ مباشر، فقد يشير ذلك إلى أن اهتمامه موجودٌ في مكانٍ آخر.

يُشار إلى الملل من خلال إمالة الرّأس إلى جانبٍ واحد، أو من خلال النّظر مباشرة إلى نقطةٍ معينة، ولكن بدون تركيز، وقد يُشير ميل الرَّأس أيضاً إلى التهاب في الرَّقبة، وقد تُشير العيون غير المركزة إلى مشاكل في العين لدى المستمع.

تجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص - على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من إعاقاتٍ مُعيَّنة، أو أولئك الذين يُعانون من طيف التوحُّد - يستخدمون ويفهمون لغة الجسد بشكلٍ مُختلف، أو لا يستخدمونها على الإطلاق، وعادةً ما يؤدِّي تفسير إيماءاتهم وتعبيرات وجههم (أو عدم وجودها) في سياق لغة الجسد العادية إلى سوء الفهم وسوء التفسير، خاصةً إذا كانت لغة الجسد تُعطى الأولويّة على اللُّغة المنطوقة، ويجب أيضاً الإشارة إلى أنَّ الأشخاص من ثقافاتٍ مُختلفة يُمكنهم تفسير لغة الجسد بطرقٍ مُختلفة.

 

الاستخدامات الاجتماعيّة للغة الجسد

 

تعتبر لغة الجسد مُهمَّة بشكلٍ خاص في اتصالات المجموعة، لأنَّها تُهيمن على الكلمة المنطوقة بالنِّسبة للمجموعات الكبيرة، فلغة الجسد هي عامل في المغازلة البشريّة، كطريقة غير واعية أو خفيفة للتواصل بين الرُّفقاء المحتملين، فقد درس الباحثون مثل (ديزموند موريس) لغة الجسد على نطاقٍ واسع، وتحدّثوا في استنتاجاتهم عن سلوك التودُّد.

وتُستخدم لغة الجسد الآن على نطاقٍ واسع في مجال التجارة والبيع، حيث يتمُّ تدريب موظَّفي المبيعات على مُراقبة وقراءة لغة الجسد بدقّة لعملائهم المحتملين، ويمكن الآن لموظَّفي المبيعات المدرَّبين على قراءة لُغة الجسد استخدام هذه المهارة لقراءة الإشارات اللاشعوريَّة التي يعرضها العملاء لإتمام الصَّفقة، وبالتالي  فإنَّ العديد من الشَّركات - مثل شركات التأمين، وشركات البيع المباشر، وصالات عرض السيَّارات الدوليَّة - تُشرك الآن خبراء لغة الجسد في تلك المواقع.

مقالات متعلقة في علم نفس