اللاجئون وطالبي اللجوء والمهاجرون

اللاجئون وطالبي اللجوء والمهاجرون، أسباب الهجرة واللجوء وطلب اللجوء، ماذا نعني بلاجئ، طالب لجوء، مهاجر، موقف منظمة العفو الدولية من المهاجرين وطالبي اللجوء

  • 1037 مشاهدة
  • Aug 01,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب Ghada Halaiqa
  • ( تعليق)
اللاجئون وطالبي اللجوء والمهاجرون

اللاجئون وطالبي اللجوء والمهاجرون

يتخذ الناس بشكلٍ يومي في جميع أرجاء العالم، قراراً يُعتبر من أصعب القرارات المُتخذة في حياتهم، حيث يبدأون جديّاً في التجهز لمغادرة أماكن سكناهم وأوطانهم، سعياً للبحث عن حياة مثاليّة أكثر أماناً، فمنهم من يقرر ترك قريته قاصداً المدينة، أو مغادرة مدينته باتجاه مدينةٍ أخرى، لكن منهم من يقرر مغادرة بلاده بشكلٍ مؤقّت أو إلى الأبد.

تتعدد الأسباب التي تجعل الناس يسعون لبناء حياتهم في بلادٍ أخرى بعيداً عن أوطانهم، فمنهم من يغادرها بحثاً عن عمل، أو للدراسة، لكن هُناك من يُجبرون على ترك بلادهم فراراً من الاضطهاد والعنف والموت، حيث تتسبب النزاعات المسلحة والأزمات وأعمال العنف التي تعصف بعددٍ من البلدان حول العالم إلى إجبار العديد من العوائل على ترك تلك البلاد، واللجوء إلى أوطانٍ أكثر أماناً واستقرارا، فالكثير من الناس يتعرضون للاضطهاد بسبب هويتهم أو مذهبهم، أو بسبب انتمائهم أو آرائهم العامة أو السياسيّة، أو بسبب ميولهم النفسيّة والجسديّة.

تبدأ رحلة الاغتراب بالأمل في مستقبلٍ أفضل، ويتناسى المُقبلين عليها المخاطر الجسيمة التي يُمكن أن تعترضهم خلال تلك الرحلات، فيمكن أن يقعوا فريسة الاستغلال بصورٍ مُتعدِّدة، كالاتجار بالبشر، أو الاحتجاز من قبل السلطات في البلاد التي يصلون لها، وإن حالفهم الحظ بالوصول والاستقرار، فالكثيرون منهم يواجهون التمييز وأشكال متعدِّدة من العنصريّة بشكلٍ يومي، وينتهي الأمر بالعديد منهم بالشعور بالوحدة والعزلة لفقدانهم شبكات الدّعم.

 

أسباب الهجرة

تعددت الأسباب التي تجبر العديد من الناس على هجرة أوطانهم، فمنهم من يفر من الحرب والعنف والجوع والفقر، ومنهم من يهاجر بسبب ميولهم الجسديّة أو الجنسيّة، وأخرين يُهاجرون بسبب التغييرات التي تحدث في الطبيعة والمناخ أو الكوارث الطبيعيّة الأخرى كالزلازل والبراكين، وهناك من يواجهون مزيجاً من الظُّروف الصعبة التي تجبرهم على الرحيل.

ومن الأسباب الأخرى للرحيل هي تلقي العلم، أو الحصول على فرصٍ أفضل للعمل في الخارج، وتسمّى هذه الهجرة بالمؤقتة.

 

ماذا نعني بالـ: لاجئ، طالب اللجوء، المُهاجِر؟

تُستخدم العديد من المُصطلحات لوصف حال الأشخاص الذين غادروا أوطانهم، للتمييز بين الهجرة الدائمة والمؤقتة، كـ (لاجئ، طالب لجوء، مُهاجر)، وتختلف هذه المصطلحات قانونيّاً فيما بينها، وهنا سأقوم بتوضيح الفرق بين هذه المصطلحات:

  • لاجئ: هو الشخص الذي فرَّ من بلده بسبب تعرضه للخطر والاضطهاد، ولانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث شكل الخطر الذي تعرّض له تهديداً لحياته ووجوده، الأمر الذي جعله يفر من وطنه مُكرهاً، لأنّه السبيل الوحيد لضمان سلامته، والبحث عن الأمان خارج حدود بلاده، لأنّ حكومته عجزت عن توفير الحماية له من تلك المخاطر، وهنا يُطلق على هذا الشخص اسم (لاجئ)، وله الحق في الحصول على الحماية الدوليّة.
  • طالِب اللجوء: وهو شخص قام بمغادرة بلاده هرباً من الاضطهاد والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فيها، وسعى للحصول على الأمان وهذه الحقوق في بلدٍ آخر، لكن لم يتم به قانونيّاً كـ (لاجئ)، فيُجبر على الانتظار لتلقّي قرار بشأن طلب اللجوء الخاص بوضعه، ويُعتبر طلب اللجوء حق من حقوق الإنسان في كل مكان، وهذا يجبر كافة الدول السماح للأفراد بدخول بلدانهم لطلب اللجوء فيها.
  • المُهاجِر: لا يوجد حتّى الآن تعريفٌ قانوني مُعترف به دوليّاً بخصوص المُهاجِر، ويعرّف المهاجر على أنّه الشخص المُقيم خارج حدود بلده، وليس من اللاجئين أو طالبي اللجوء.

المُهاجر يغادر بلاده طلباً للعمل أو العِلم، أو الانضمام للأسرة خارج وطنه، أو بسبب الفقر أو الاضطرابات السياسيّة، أو الكوارث الطبيعيّة وغيرها، وكثيرٌ من هؤلاء لا ينطبق عليهم التعريف القانوني كلاجئ، ورغم هذا فالعديد منهم يتعرّضون للخطر في حالة عودتهم إلى أوطانهم، ولهذا لا بُدَّ من أن نفهم بأنّه وبالرغم من أنّ المُهاجِر لا يفر من الاضطهاد، لكن من حقه الحصول على الاحترام والحماية الإنسانيّة لكافة حقوقه في البلاد التي يُقيم فيها، بغض النظر عن وضعه في هذا البلد، فيجب على الحكومات توفير الحماية لجميع المُهاجرين من كراهية الأجانب والاستغلال والعنف العنصري، وغير مسموحٌ لهم احتجاز المُهاجرين أو إجبارهم على العودة دون وجود سببٍ مشروع لاحتجازهم أو عودتهم إلى بلادهم.

 

موقف منظَّمة العفو الدوليّة من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء

كانت رسالة مُنظّمة العفو الدوليّة منذ البداية الدِّفاع عن حقوق الإنسان للاجئين والمُهاجرين وطالبي اللجوء، وكان شِعارها:

"نحنُ نُناضل من أجل عالمٍ يُمكن للجميع فيه التمتُّع بحقوق الإنسان، بغض النظر عن الوضع الذي يعيشون فيه".

وتعمل مُنظّمة العفو الدوليّة بحملة دوريّة للتأكُّد من وفاء الحكومات بمسؤوليّاتها المُشتركة لحماية حقوق اللاجئين والمُهاجرين وطالبي اللجوء، وتدين أي مُمارسات أو سياسات تمس بحقوق الأشخاص المُتنقلين.

وتؤكد مُنظّمة العفو الدوليّة على أنّ المشكلة لا تكمن في الناس الذين يتركون أوطانهم لأي سببٍ كان، حيث صرّحت بأنّ هُناك ما يقرب من 26 مليون لاجئ على مُستوى العالم، وقد تسبّب هذا الأمر بالإرهاق للكثيرين من تزايد تلك الأعداد، حيث أنّ الأشخاص الذين يتنقلون عبر الحدود يمثِّلون أزمةً عالميّة، وهذه الأزمة ليست أزمة أرقام، لأنّ الأسباب التي تدفع الأفراد والعائلات إلى عبور الحدود غير واقعيّة وقصيرة النظر، فالمشكلة الحقيقيّة تكمن في السياسيّون.

تقوم منظمة العفو الدوليّة من خلال حملاتها بالضغط على الحكومات للوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها لحماية حقوق كل فرد، ويتأكدون من أمن وسلامة المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين، وعدم تعرّضهم لأي شكل من أشكال الاضطهاد أو العنصريّة أو التمييز أو التعذيب، أو حرمانهم من حقوقهم المعيشيّة.

ولا يقتصر دور منظمة العفو الدوليّة على هذا الأمر، بل يقومون أيضاً بمتابعة الحكومات لمعالجة طلبات اللجوء الخاصّة بطالبي اللجوء بشكلٍ صحيح وقانوني، وحمايتهم من الاستغلال وسوء المُعاملة من قبل تجار البشر أو أرباب العمل.

اللاجئ وطالب اللجوء والمُهاجر، هي مجرّد مصطلحات مؤقتة، ولا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تعكس تلك المصطلحات هويّة من غادر وطنه لأي سببٍ من الأسباب، فهذه المصطلحات تُشير إلى تجربة واحدة من تجاربهم، وهي تجربة الابتعاد عن الوطن الأم، لكن الهويّة الحقيقيّة لهؤلاء الأفراد والجماعات تتكوّن من أمورٍ عدّة وكثيرة أخرى، فهم ينتمون إلى وطن آخر، لهم لغتهم وثقافتهم، ولهم مهنهم المختلفة، وينتمون إلى أسرٍ شأنهم شأن كافة البشر على الأرض، ولا يُمكن تصنيفهم من خلال تلك المصطلحات، أو من خلال الوضع القانوني فقط.

 

الأسباب التي تدعو الحكومات إلى الترحيب بالمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء

  • إتاحة الفرصة أمام الأشخاص المُعرَّضين للخطر، لإعادة بناء حياتهم من جديد بأمانٍ وسلام.
  • يجب على الحكومات حول العالم تقاسم المسؤوليّة العالميّة عن القضايا العالميّة، على اعتبار أنّها قضايا عادلة يجب القيام بها.
  • يمكن للبلاد المُضيفة الاستفادة من الطاقة البشريّة الهائلة الوافدة بهدف بدء حياة جديدة.
  • الترحيب بالناس من بلادٍ أخرى يعمل على تقوية المجتمعات المُضيفة، وجعلها أكثر تنوعاً ومرونة في عالمٍ سريع التغيّر.
  • هناك أمثلة عديدة وكثيرة لأشخاصٍ لهم ثقلهم الفني والسياسي والعلمي والتكنلوجي، كانوا من ضمن اللاجئين وطالبي اللجوء والمُهاجرين، حيثُ سُمح لهم بإعادة بناء حياتهم في البلاد التي لجأوا إليها، وازدهروا كأعضاء فاعلين في مُجتمعاتهم الجديدة.

 

مقالات متعلقة في قضايا دولية