رياح الخماسين بين مقدمة ابن خلدون ومنظمة الأرصاد الجوية

رياح الخماسين وسبب تسميتها بذلك,رياح الخماسين وتسمياتها المختلفة,اضرار رياح الخماسين,كيف تتشكل رياح الخماسين,خصائص رياح الخماسين,تأثيرات رياح الخماسين.

  • 1476 مشاهدة
  • Nov 21,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب سلام نذير عزام
  • ( تعليق)
رياح الخماسين بين مقدمة ابن خلدون ومنظمة الأرصاد الجوية

 

رياح الخماسين وسبب تسميتها بذلك

رياح الخماسين بين مقدمة ابن خلدون ومنظمة الأرصاد الجوية تعريفها وآثارها الحالية والتاريخية

في كل عام، وبعد خمسين يوما من انتهاء فصل الربيع، تنطلق في مصر وبلاد الشام ومنطقة شبه الجزيرة العربية، رياح جنوبية شرقية، تأتي من الصحراء الكبرى محملة بآلاف الاطنان من الرماليطلق عليها العديد من التسميات، لكنها تعرف برياح الخماسين، كونها تأتي بعد خمسين يوما من فصل الربيع، وهذا هو سبب التسمية، تُعرّف (بالإنجليزية: Kham sin).

 

وهي رياح حارّة، وجافة، ومُغبرّة تتشكل فوق شمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، مما يجعلها تهب من الجنوب أو الجنوب الشرقي أواخر الشتاء وبداية الربيع، وغالبًا ما تصل درجة الحرارة عند هبوبها إلى 40 درجة مئوية.

 

 وتستمر في الهبوب لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام متواصلة وفي العادة يتبعها هواء أكثر برودة، تعود تسمية رياح الخماسين بهذا الاسم إلى الكلمة العربية والتي تعني الرقم خمسين (50) دلالةً على فترة تولد رياح الخماسين سنويًا والمُقدرة بـ 50 يومًا.

 

رياح الخماسين وتسمياتها المختلفة

أما في السودان وليبيا فتسمى رياح القبلي، فيما هي الشلوق في فلسطين، والطوز في دول الخليج والعراق، وأحيانا تصل إيطاليا وأوربا حيث تسمى هناك الشروقي.

ولتحسين سمعة هذه الرياح، تم تداول فكرة أنها قد ذكرت في مقدمة العالم العربي ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، بأنها تساهم بالقضاء على الأمراض والحشرات، خلال اليومين الذين تظهر بهما.

 

اضرار رياح الخماسين

إلا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كان لها رأي آخر في هذا الموضوع، إذ تعتبرها عاصفة رملية، وتحذر من تعرض الإنسان لها، لما تشكل جزئيات الغبار المحملة فيها من خطر على الصحة العامة، حيث أن تلك التي يتجاوز حجمها 10 ميكرو، ولا يمكن تنفسها، قد تسبب التهابات في الجلد والعينأما التي تكون أصغر من ذلك، ويمكن تنفسها، فقد تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد تصل تلك الجزيئات إلى مجرى الدم.

 

رياح الخماسين هي رياح فصلية جافة وحارة محمّلة بآلاف الأطنان من الرمال والأتربة والغبار وتبلغ حرارتها حوالي 40 درجة مئوية لكنها تنخفض 15 درجة مئوية تقريبا بالقرب من الساحل الشمالي، وقد تصل سرعتها إلى 140 كم/الساعة مما تؤدي إلى ارتفاع سريع في درجات الحرارة، وتتشكل نتيجة الانخفاض الضغط الجوي في الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا.

 

وسواء أردنا تصديق ما نسب إلى مقدمة ابن خلدون أم لا، فإنه يفضل عدم التعرض المباشر لتلك الرياح، كأفضل طرق الوقاية، وإن كان ولابد فعن طريق وضع قطعة من القماش المبلل على الأنف حال التعرض لها.

 

كيف تتشكل رياح الخماسين؟

هذا السؤال تجيب عنه الموسوعة البريطانية بإسهاب، فتقول: تحدث رياح الخماسين عندما يتحرك الهواء من مركز الضغط المنخفض شرقًا فوق الصحراء الكبرى، متجهاً إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط حيث يحمل في جبهته الأمامية هواءً دافئًا وجافًا يتجه شمالًا إلى خارج الصحراء حاملًا معه كميّات من الغبار، والرمال كما يحمل في جبهته الخلفيّة هواء باردًا يتجه إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط..

 

خصائص رياح الخماسين

ورغم أن هذه الرياح تحمل سمة مشتركة، إلا أنها تتميز بخصائص متباينة تبعا للمنطقة التي تتواجد فيها.

ففي مصر، تهب رياح الخماسين على شكل رياح جافّة ومليئة بالرمال والغبار لمدة 50 يوماً في مصر خلال فصل الربيع

أما في بلاد الشام فتأخذ رياح الخماسين شكلًا آخر في بلاد الشام حيث تهب هذه الرياح خلال فصليّ الربيع، والخريف.

وفي شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط، تتشابه رياح الخماسين التي تهب في هذه المناطق برياح الخماسين التي تهب على بلاد الشام والمذكورة سابقًا

 

ظواهر مشابهه لرياح الخماسين في مختلف الدول العربية

وتحدث في إيران وأفغانستان ظاهرة مماثلة لرياح الخماسين تُسمى (Bad-i-Sad-o-Bist Roz) وهي كذلك رياح جافة، مغبرة، وحارّة.

فيما تُسمى الظاهرة المشابهة لرياح الخماسين في السودان بالهبوب (Haboob).

في جنوب المغرب، تُسمى الظاهرة المشابهة لرياح الخماسين في جنوب المغرب بالأجيج (Ajej).

في تونس، تُسمى الظاهرة المشابهة لرياح الخماسين في تونس بالقبلي (Ghabli).

ووصولا إلى إيطاليا، تُسمى الظاهرة المشابهة لرياح الخماسين في إيطاليا بالسيريكو (Africo or Sirocco).

 

تأثيرات رياح الخماسين الحالية

تؤثر رياح الخماسين بطرق عديدة على المناطق التي تهُب عليها ومن هذه التأثيرات التالي: 

فهبوب رياح الخماسين المُحمَّلة بالغبار بسرعة تصل إلى 140 كم/ساعة يؤدي إلى خلق مُناخ شديد القسوة مما قد يؤدي إلى وفاة بعض الناس, ونظرًا إلى أن هبوب رياح الخماسين يطرد الرطوبة من المنطقة فإن هبوبها يؤدي إلى انخفاض الرطوبة إلى ما دون 5% مما يتسبب بحدوث جفاف شديد في المنطقة.

 

وكذلك تؤدي رياح الخماسين إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة حتى في فصل الشتاء فقد تصل درجة الحرارة عند هبوبها إلى 45 درجة مئوية, كما أن رياح الخماسين قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 20 درجة مئوية خلال ساعتين فقط.في بلاد الشام تؤدي رياح الخماسين المُحملة بالغبار إلى إعاقة الرؤية أو انعدامها أثناء الليل والنهار.

 

 بعد هبوب الرياح الخماسينية لفترة زمنية محددة يتبعها هبوب للهواء البارد، وتهب رياح الخماسين لأكثر من خمسين يوم سنويَ بفاصل زمني لعدة أيام، وفي المقابل قد تستمر في بعض المناطق لعدة ساعات فقط، وقد تستمر في مناطق أُخرى لثلاثة أو أربعة أيام متواصلة

 

تأثيرات رياح الخماسين عبر التاريخ

كما كان لرياح الخماسين تأثيرات كبيرة عبر التاريخ، في العديد من الأحداث الهامة، وربما كان لها أثر في تغيير بعض المجريات.

 

فقد أثرت رياح الخماسين بشكل خطير على الحملات العسكرية لنابليون في مصر، وحملة الحلفاء الألمانية في شمال إفريقيا خلال الحرب العالميّة الثانية، حيث أدت إلى التوقف لعدة مرات في منتصف المعركة، كما أنها أثرت على أداء البوصلات وجعلتها عديمة الفائدة.

 

أثرت رياح الخماسين بصورة كبيرة على مصر في القرن التاسع عشر الميلادي حيث تسببت في مقتل العديد من السكان بتأثير من مرض الطاعون وغيره من الأمراض التي انتشرت في فترة رياح الخماسين، بالإضافة إلى تسببها في ارتفاع درجة الحرارة في صعيد مصر بشكل كبير.

 

الرياح بشكل عام تعرف بأنها:  عبارة عن هواء متحرك نتيجةً للاختلافات في الضغط داخل الغلاف الجوّي، حيث ينتقل الهواء من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض، وكلما زاد الفرق في الضغط بين المنطقتين زادت سرعة الرياح.

 

فهناك رياح أولية أو الكوكبية وتعرف (بالإنجليزية: Primary Wind or Planetary Wind)

وهي الرياح التي تهب على مدار العام في اتجاه مُعين، ولها العديد من الأنواع وهي الرياح التجارية، والرياح الغربية والشرقية

وهناك الرياح الثانوية أو الدورية (بالإنجليزية: Secondary Wind or Periodic Wind)

 وهي الرياح التي يتغير اتجاهها في المواسم المختلفة، وتُعرف أيضًا بالرياح الموسمية وتحدث في مناطق مختلفة من العالم، وتعتمد في قوتها على الموقع الجغرافي للمنطقة.

وايضاً الرياح الثلاثية أو المحليّة (بالإنجليزية: Tertiary Wind or Local Wind)

 

وهي رياح تحدث خلال فترة زمنية معينة من اليوم أو السنة وتؤثر على منطقة ذات نطاق صغير، وتنتج هذه الرياح بشكل أساسي من الاختلاف في درجات الحرارة، والضغط خلال منطقة محددة، ولها العديد من الأنواع وفقًا لخصائصها فمنها الحارّة، والباردة، والمليئة بالغبار والجليد.

 

المراجع :

(1) موقع طقس العرب - سنان خلف

(2) موقع فتبينوا

(3) المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

(4) موقع طقس العرب - سنان خلف

(6) شبكة المعرفة فيدانتو

(7) BYJU'S

 

مقالات متعلقة في علوم اجتماعية