بحث عن اللغة العربية

بحث عن اللغة العربية، تصنيف اللغة العربية، تطور اللغة العربية، تاريخ اللغة العربية، اهمية اللغة العربية، نشأة اللغة العربية، اللغة العربية القديمة، جمال العربي

  • 1385 مشاهدة
  • Dec 21,2021 تاريخ النشر
  • الكاتب علي ف ياغي
  • ( تعليق)
بحث عن اللغة العربية

بحث عن اللغة العربية

 

سما الضاد سمواً وتميزاً هو المختار للقرآن تنزيلا

وهنا الفخر لكم عزَّ اللغة (عربية) من الله تقربا.

فإن وُجِدَ في معاجم اللغات ضاد لا كانت فوارق ولا زخرف النطق بها تجويدا، ففخر الحروف طريقة رصفها بكثرة المعاني إن أحسنت صنعها امتلكت المعرفة ببحر الشِّعر، فاللغة تراكمٌ للمفردات.

 

وأي معرفة تعلو كتاباً أعزَّ اللغة وأغناها شرفا أنزل باسم (القرآن)، فكيف التعريف بمن نطق بالحروف العربيَّة بأنَّه قال قول ويقول به السيِّد في الوضوح والبيان، وبهذا فإنّ هذه اللغة تستحق أن يُحتفى بِها طيلة أيَّام السنة، حيث لا يكفيها يوم الثامن عشر من كانون الأوَّل ليكون عيداً لها، لأنَّ اللغة العربية منذ الجاهليّة أتت لتوصيف الجمال بدقَّة، فتفرَّد الكثيرون من الشُّعراء والأدباء بالتغنِّي بما أبدع الخالق من خلق؛ بدايةً بالطبيعة، والشَّمس، والقمر، والجبال، وصولاً للإنسان، وتسخير ما خلق الله في هذا الكون الفسيح بما يخدم غايتهم بِكُلِّ سلاسة، فمنهم أحضر الوصف لمعشوقته بأنَّها (القمر)، وفيهم من أذلَّ خصمه بأنَّه (الغصن الطري)، وآخر تفاخر بنفسه بأنَّه القوي الراسخ كجبلٍ في أرضه.

 

فهل نزيد بالتفاخر والتغنِّي، أم يكفي القول وننتهي بأنَّ لنا شفيع قيل له: (اقرأ باسم ربِّك

وأعطي لمقامه العظيم ورفعته بأن قيل له: (سل تعطه، اشفع تشفع)، فكان جُلَّ همِّهِ أمتَّه، فناجى لأجلها ربَّه قائلا: (اللهم أمتي أمتي)

يتضح لنا أنَّ اللغة العربية تحتل مكانةً كبيرة عند الله، فهو اختارها لينزل القرآن بلسانها، وعلَّمها لرسوله، فمن أجادها وأحسن القول بها لا بُدَّ بأنَّه تعمَّق بأساسها ومرجعها القرآن، فكان الأقرب بكسب الثواب.

ولكم بعد كل هذا القول القرار باختيار النمط بالكلام، فمن طعم العربيَّة بغير أصلها خاسرٌ ومن حافظ عليها لا بُدَّ أنَّه كاسبٌ.

 

 

إنَّ تاريخ اللغة العربية وتطوَّرها يأتي بأوائل الألفيَّة الأولى قبل لميلاد من نصٍ عربيٍ قديم عثر عليه بعدما انفصلت العربيَّة البدائيَّة عن اللغة الوسطى (الساميَّة)، بوقت غير معروف، ويرجح أوَّل اُستخدامٍ للغة العربيَّة في الشام، إضافةً للشمال الشرقي من شِبه الجزيرة العربيَّة.

 

ومن الدلائل على اللغة العربية وجود النقوش بالأبجديات الصفائيَّة، والنبطيَّة، و‌الحسمائيَّة، كما أنَّ اللهجات القديمة للعربيَّة تُصنَّف بمجموعتين:

  • حجازية قديمة شمال الحجاز
  • لهجويَّة شماليَّة (شمال بلاد الشام).

 

ويُذكر أنَّ مملكة الانباط بالقرن الرَّابع قبل الميلاد نشرت العربيَّة باتساعها جنوبًا وشمالًا؛ بالمناطق الموالية لها، وهذا قد أوصل الثقافة النبطيَّة لشمال الحجاز في القرن الأوَّل للميلاد، وتتعدد الآراء حول أصل اللغة العربية، فالبعض يؤكِّد بأنها تعود إلى قبيلة يعرب بن قحطان، لأنَّه كان أوَّل من أعرب لسانه وتكلَّم العربيَّة، فنُسبت اللغة لاسمه،  والبعض الأخر يقول أنَّ النبي إسماعيل بن ابراهيم هو أوَّل من نطق لسانه بالعربيَّة المُبينة، وهو بعمر ١٤ عاماً، ويذهب غيرهم ليقول بأنَّ اللغة العربيَّة هي لغة آدم في الجنَّة.

 

تاريخيَّاً، ارتبطت العربيَّة بالقرن السادس ميلادي بالشِّعر الجاهلي، وبالقرآن الكريم في القرن السابع ميلادي، إلى أن دونتها النصوص الإسلاميَّة في بداية القرن الأوَّل من السنة الهجريَّة، فأصبحت لُغة التراث الثقافي الإسلامي، وصولاً للغة العربيَّة الآن.

 

تصنيف اللغة العربية

 

تصنّف اللغة العربيّة كواحدة من اللغات الساميَّة الوسطى، والتي تضم عِدَّة حضارات منها الأكادية، والآراميَّة، والكنعانيَّة في منطقة الهلال الخصيب، إضافةً للغة السيهديَّة جنوب الجزيرة العربيَّة، بالإضافة إلى اللغة الأمهريَّة بالقرن الإفريقي، إلى جانب اللغة العربيَّة الشماليَّة القديمة.

 

وتُلقَّب اللغة العربيَّة بألقابٍ عديدة؛ أشهرها (لغة القرآن)، واللقب الثاني هو (لغة الضاد)، لأنَّ حرف الضاد غير موجود بأيِّ لغةٍ أخرى، والمقصود بها حروف الظاء واللام، وتحدَّث المُتنبي قائلاً عنها:

 "وبهم فخرُ كل من نطق الضَّاد، وعوذ الجاني وعوث الطريد"

لذلك صُنِّفت اللغة العربيَّة إلى ثلاثة أصناف رئيسية، هي:

(العربية المنطوقة بالعامية، والعربيَّة الرسمية، والعربيَّة التقليديَّة)

والعربيَّة التقليديَّة هي كما وردت حرفيا بآيات القرآن الكريم، أمَّا اللغة الرسميَّة هي اللغة المستخدمة بالأدب، وفي المؤسَّسات الغير دينيَّة في الوطن العربي.

وأخيراً اللغة المنطوقة بالعاميَّة، والتي يتكلَّم بها أغلب العرب، وتختلف من منطقة إلى أخرى.

 

تطوُّر اللغة العربيَّة

 

ساهمت الفتوحات الإسلامية بانتشار اللغة العربيَّة بشكلٍ كبير؛ خصوصاً مع اعتناق الآشوريين والسِّريان، والرُّوم والأقباط، والأمازيغ للإسلام، واعتبار اللغة العربيَّة مصدراً للتشريع الإسلامي، ساعدها على الانتشار في تلك الفترة.

وبمرور الوقت؛ أصبحت العربيَّة لغة الشعائر السَّائدة لمسيحيي الوطن العربي، إضافةً لديانة اليهوديَّة، والتي كُتبت كثيراً من أعمالها الدينيَّة، والفكريَّة باللغة العربيَّة خلال العصور الوسطى.

ولا ننكر الدَّور الكبير للعجم في تطوُّر اللغة العربية في العصر العباسي والأموي، لأنَّهم ترجموا العلوم إلى لغتهم، واستطاعت اللغة العربيَّة في الفتوحات العثمانيَّة المُحافظة على بقائها في الأناضول وبلاد البلقان، بسبب اعتناق الكثير من سكانهم للإسلام ، فصارت العربيَّة اللغة الرسميَّة الثانية في عهد الدولة العثمانيَّة، إلى أن فقدت مكانتها في بداية القرن السادس عشر لتصبح، لغة الدِّين الإسلامي.

 

وانتعشت اللغة العربية أواخر القرن التاسع عشر، بعد ركودٍ دام لمدَّة ٤٠٠ عام بسبب النَّهضة التي شهدتها مصر وبلاد الشام، فزاد عدد المثقفين والمُتعلمين الذين سعوا لتجميع حروف العربيَّة مع نشر الصُحُف باللغة العربيَّة لأوَّل مرَّة، الأمر الذي أدَّى إلى إعادة إحيائها اللغة الفصحى من جديد، ومن أبرز أدباء اللغة العربيَّة: (أحمد شوقي، وجبران خليل جبران، والشيخ ناصيف اليازجي، وبطرس السبتاني)، وظهرت على أيديهم المعاجم والقواميس العربيَّة الحديثة، كقاموس دائرة المعارف ومحيط المحيط.

 

وللتأكيد على انتشار العربيَّة، فقد ساعد تأسيس الصَّحافة العربيَّة صاحبة الدَّور الكبير بإحياء الفكر العربي، وللأسف لم تعد اللغة العربية بانتشارها كما السابق، وخاصَّة بعد الحرب الباردة في أواخر القرن العشرين، فتراجعت نسبة مُتحدثي العربيَّة برغم الازدياد السُّكاني إلى ما يُقارب ٤٠٠ مليون نسمة، لتحل اللغة الإنكليزية محلَّها، بانتشارها في أغلب الدُّول، إضافةً للدول العربيَّة، خاصةً أنَّ الإنكليزية هي اللغة الأساسيَّة في التعاملات التجاريَّة والعلميَّة .

 

والجدير بالذِّكر أنَّ الأمم المتحدة تحتفل باللغة العربية، بجانب خمس لغات في العالم، منها: الإنكليزيَّة، والفرنسيَّة، والروسيَّة، والإسبانيَّة، والصينيَّة، ويُذكر أنَّ اللغة العربيَّة دخلت هذا الاحتفال عام 1973م، والسَّبب في دخولها هو تضامن العرب، وإثباتهم وجودهم على الصَّعيد العالمي بعد حرب تشرين، واعتُمد في مجلس الأمم المتحدة (اليونسكو) قرار اتُخذ فيه يوم ١٨ كانون الأوَّل موعداً للاحتفال العالمي باللغة العربيَّة.

 

من المؤكَّد وجود مجموعة من المعايير لاعتماد أي لُغة لتُصبح عالميَّة، نذكر منها عدد المُتحدِّثين بها، وعدد المُتكلمين الثانويين لها، وإذا كانت مُعتمدةً بشكلٍ رسمي في دول عديدة، إضافةً لانتشارها بأكثر من قارَّة مع النمو السُّكاني للمجتمعات التي تستخدمها، وتُحسب نسبة التعليم والتنمية، وجميع المعايير المذكورة سابقاً انطبقت على اللغة العربيَّة.

 

وللتنويه، هُناك دولاً كبيرة لغتهم لم تدخل مجلس الأمم المتحدة، كاللغة الألمانَّية، والفارسية غيرهما، كما أنَّ أغلب اللغات تغيَّرت مع الزمن، إلا العربيَّة التي تبدَّل فيها عدداً كبيراً من المفردات، ولكن نظام الجُّملة فيها لم يتبدَّل، وهذا الأساس، فهي تجذَّرت بالوجدان الإنساني والعالمي، لأنَّها لغة الدِّين، والأدب، والتواصل، والعلوم المتنوِّعة، وبرز فيها دور التواصل الإنساني عبر العالم، لنقلها الفلسفات والعلوم الإنسانيَّة، والمعارف العلميَّة من (اليونانية والرومانيَّة) إلى القارَّة الأوروبيَّة بعصر النهضة، وأعطاها قوةً كبيرة، كما حاول العديد من المستشرقين تعلُّم اللغة العربيَّة للنيل منها، ولكنَّهم فتِنوا بها، وبقوَّة تجذُّرها، وقُدرتها على مواكبة التكنولوجيا والحضارة التي مكنتها من فرض نفسها عالميَّاً.

مقالات متعلقة في لغات